إسرائيل تبرر قتل مدير "القدس اليوم" بمسؤوليته عن الحرب الدعائية

القدس - أقرّ الجيش الإسرائيلي الجمعة، باغتيال مدير قناة “القدس اليوم” في قطاع غزة، وائل أبوفنونة، قائلا إنه يشغل منصب نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي. زاعما أنه كان مسؤولا عن نشر مقاطع الفيديو الصادرة عنه فيما يتعلق بإطلاق الرشقات الصاروخية تجاه الأراضي الإسرائيلية، وإنتاج ونشر مقاطع فيديو لمحتجزين إسرائيليين، “كجزء من الحرب النفسية التي تشنها المنظمات في غزة ضد مواطني إسرائيل”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “تمّ القضاء على وائل أبوفنونة، نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي، في غارة شنها سلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام”.
وأضاف “كان وائل أبوفنونة يتولى وظيفة نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي، وفي إطار وظيفته عمل سابقا مساعدا لخليل البهتيني، قائد منطقة شمال القطاع لدى الجهاد الإسلامي، ثم تمت ترقيته اعتبارا من عام 2017 لتولي وظيفة نائب رئيس المنظومة الإعلامية التابعة للمنظمة”.
وذكرت قناة “القدس اليوم” الخميس، على منصة “تلغرام” إنها “تزف نبأ ارتقاء الزميل الصحافي في القناة وائل رجب أبوفنونة (أبوعماد) المدير العام للقناة في استهداف صهيوني غاشم على مدينة غزة”.
وجددت مزاعم الجيش الإسرائيلي حول مقتل أبوفنونة الحديث عن الحرب الإعلامية النفسية الموازية لأصوات النيران والدبابات، والتي تؤثر في القوات والشعوب على حد سواء. ويقول محللون إن “الحرب النفسية تبدأ قبل المواجهة العسكرية وتستمر أثناء ذلك الصراع وبعده، بغية التأثير على معنويات جنده وشعبه على السواء.. الحرب النفسية (سلاح) أقوى من العنف”.
مزاعم الجيش الإسرائيلي حول مقتل أبوفنونة جددت الحديث عن الحرب الإعلامية النفسية الموازية لأصوات النيران والدبابات
ومن أحد الأمثلة التي استفزت إسرائيل، حين بثت كتائب “عزالدين القسام” – الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية – مقطع فيديو يظهر فيه ثلاث نساء قدمتهن على أنهن من المختطفات الإسرائيليات بقطاع غزة. ويظهر المقطع ومدته 76 ثانية، السيدات الثلاث يجلسن على كراسٍ بلاستيكية وخلفهن بلاط أبيض اللون.
ولم تتحدث سوى واحدة منهن وبدا عليها الغضب، وصرخت مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ”العمل على تحرير المختطفين” لدى الحركة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب. وقالت السيدة في الفيديو: “نحن في خضم إخفاقكم السياسي والأمني والعسكري في السابع من أكتوبر، لم يكن هناك جيش ولم يصل أحد”.
في المقابل، اعتبر نتنياهو الفيديو بأنه “دعاية نفسية قاسية” من قبل حماس، التي وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بممارسة “تلاعب نفسي” بشأن المختطفين. وقال نتانياهو في بيان ردا على المقطع: “أتوجه إلى يلينا تروبانوف ودانيال ألوني ورامون كيرشت الذين اختطفتهم حماس التي ترتكب جرائم حرب.. أعانقكم، قلوبنا معكم ومع المختطفين الآخرين”. وتابع: “نحن نبذل قصارى جهدنا لإعادة جميع المختطفين والمفقودين إلى وطنهم”.
وبعد فترة وجيزة من فيديو حماس، أعلن الجيش الإسرائيلي عن نجاحه في “تحرير مجندة كانت مخطوفة” في قطاع غزة، دون أن يكشف تفاصيل العملية. في المقابل، اعتبرت حماس أن الإعلان الإسرائيلي يهدف إلى “التشويش”، قائلة إن الرواية الإسرائيلية “لا يصدقها أحد”.
ويقول خبراء اتصال إنه مع وجود وسائل التواصل التي غزت كافة المجتمعات، يكفي أن يتم تداول فيديو من إحدى الجهات المقاتلة حتى يؤدي التأثير (النفسي) المطلوب، وتلعب مثل هذه الإعلانات دورا كبيرا في التأثير النفسي الواسع على الشعوب والقادة السياسيين.
وتضيف الشائعات والمعلومات المضللة التي تنتشر بشكل فيروسي في الإنترنت، مزيدا من التعقيد في الحرب النفسية الموازية، فالجيوش تعتمد على الاستعلام والاستخبار المسبق، للتمكن من الاستفادة من المعلومات لدى الخصم لاستغلالها في بث الشائعات، وتؤثر تلك المعلومات في جهود الخصم، وتهدم معنوياته بواسطة الحرب النفسية، التي يمكن أن تساهم في تحقيق النصر العسكري على أرض المعركة.
وأعلن المكتب الحكومي في قطاع غزة، بعد مقتل أبوفنونة، ارتفاع عدد الصحافيين القتلى جراء الغارات الإسرائيلية إلى 119 منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
منذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس “24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.