إسرائيل تؤكد وحماس تشكك في مقتل الرجل الثاني في كتائب القسام

القدس - أكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه قتل مروان عيسى، الرجل الثاني في كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، بينما شكك قيادي بارز في الحركة في صحة الرواية الإسرائيلية وقال إنه لا يمكن الوثوق بها كما لم تؤكد كتائب القسام مقتله.
وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري"يمكننا التأكيد أنه تم القضاء على مروان عيسى قبل أسبوعين في ضربة نفذناها".
وأضاف الناطق أن "الجيش قام أيضا بتصفية غازي طعمة، الرجل الثالث ومساعد مروان عيسى بحسب معلومات دقيقة وغير عادية لجهاز الأمن الداخلي" الشين بيت.
وتابع هاغاري "نحن نقوم بحملة مركزة ومستمرة على مستشفى الشفاء، وقمنا باعتقال ثلاثة من قادة حماس"، بعد أن أعلن في 11 مارس أن "مقاتلات اسرائيلية هاجمت قاعدة تحت الأرض لقادة في حماس بوسط قطاع غزة قرب النصيرات (...) كان يستخدمها مسؤولان كبيران في المنظمة أحدهما مروان عيسى"، المسؤول الثاني في كتائب القسام.
ويأتي هذا التأكيد بعد أيام قليلة من الإعلان الأميركي، حيث قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في 18 مارس، إن "الرجل الثالث في حماس قُتل خلال عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي"، وذلك في معرض تقديمه إحاطة حول فحوى مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووصفت إسرائيل عيسى بأنه أحد منظمي هجوم السابع من أكتوبر، وأبرز عضو في حركة حماس يقتل منذ بدء الحرب في غزة قبل نحو ستة أشهر.
من جهته، علق عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق على إعلان الجيش قائلا "لا ثقة برواية الاحتلال عن اغتيال الأخ القائد المجاهد مروان عيسى، والقول الفصل هو اختصاص قيادة كتائب القسام".
واعتبر الرشق أن توقيت إعلان قتل عيسى يهدف إلى "التغطية على الأزمات التي تواجه (بنيامين) نتانياهو، وفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه".
ورغم مرور نحو 6 أشهر من حرب مدمرة مستمرة على غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني، لم تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس ولا إعادة الأسرى.
وفي 12 مارس الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد أن تلقى معلومات مخابراتية عن وجود عيسى، ولكنه عجز حينها عن تحديد مصيره.
وولد مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في غزة عام 1965، لعائلة هُجرت من قرية بيت طيما قرب عسقلان في الأراضي المحتلة عام 1948.
وبتهمة الانضمام لحماس، اعتقله الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى (الحجارة) عام 1987 لمدة 5 سنوات، وجرى انتخابه في 2021 عضوا في المكتب السياسي للحركة.
ونجا عيسى من محاولات اغتيال، إحداها في 2006، حين كان يشارك في اجتماع حضره أيضا الضيف، كما تعرض منزله للقصف مرتين عامي 2014 و2021، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وإذا تأكد مقتل عيسى، فسيكون القائد العسكري الأعلى رتبة في حماس الذي تغتاله إسرائيل في حربها المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي على القطاع الفلسطيني الذي تحاصره منذ 17 عاما.
ويعتقد مراقبون أن مقتل عيسى يمنح نتنياهو دفعا معنويا كبيرا يحفّزه على الاستمرار في تبني الخيار العسكري لتفكيك حماس، وأنه قد يجد في هذا المكسب النوعي داعما قويا لخيار اجتياح رفح.
وسيكون مقتل عيسى بمثابة ضربة قوية لحماس التي تواجه حملة جوية وبرية إسرائيلية لا هوادة فيها للقضاء عليها وسحق معقلها في قطاع غزة.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب، رغم إصدار مجلس الأمن الدولي الاثنين قرارا يطالب بوقوف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، ومحاكمة تل أبيب، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".