إسرائيل تؤكد مقتل صفي الدين مع قادة آخرين من حزب الله

الجيش الإسرائيلي يؤكد تصفية أكثر من 25 عنصرا في حزب الله من بينهم مسؤول التجميع الجوي صائب عياش، ومسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا محمود محمد شاهين.
الأربعاء 2024/10/23
مقتل صفي الدين في هجوم على قيادة ركن الاستخبارات بحزب الله تحت الأرض

تل أبيب/بيروت – قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إنه قتل ثلاثة من قادة جماعة حزب الله ونحو 70 مقاتلا في جنوب لبنان خلال 48 ساعة، بعد أن أكد الثلاثاء أنه قتل هاشم صفي الدين، الخليفة المحتمل لزعيم الجماعة اللبنانية التي أعلنت قصفها قاعدة للاستخبارات العسكرية بضواحي تل أبيب.

وقال الجيش في بيان "تواصل قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تنفيذ غارات محدودة وموضعية ومحددة الأهداف على البنية التحتية الإرهابية لحزب الله وعملائها في جنوب لبنان".

وأضاف "خلال اليوم الماضي، قضت القوات على ما يقرب من 70 إرهابيا في ضربات برية وجوية".

ووسعت إسرائيل نطاق تحذيرات الإخلاء لتشمل عدة أحياء مركزية في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان اليوم الأربعاء، وأمرت الناس بإخلاء المدينة شمالا.

وتنفذ إسرائيل هجوما متصاعدا في لبنان بعد اشتباكات عبر الحدود على مدى عام مع حزب الله، الأكثر تسلحا بين الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط وتعمل دعما للمسلحين الفلسطينيين الذين يقاتلون إسرائيل في غزة.

وأكدت إسرائيل الثلاثاء أنها قتلت صفي الدين، الخليفة المحتمل لزعيم حزب الله حسن نصر الله الذي قُتل في هجوم إسرائيلي الشهر الماضي.

وقال الجيش إن صفي الدين قُتل في ضربة نُفذت قبل ثلاثة أسابيع في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أول تأكيد لموته. وألمحت إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر إلى احتمال مقتله.

ولم يعلق حزب الله بعد على بيان إسرائيل بخصوص مقتل صفي الدين.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي "وصلنا إلى نصرالله وخليفته ومعظم كبار قادة حزب الله. وسنصل إلى كل من يهدد أمن المدنيين في دولة إسرائيل".

وصفي الدين هو ابن خالة نصرالله، وعين في مجلس الجهاد في حزب الله، الهيئة المسؤولة عن عملياته العسكرية، وفي مجلسه التنفيذي، للإشراف على شؤونه المالية والإدارية.

واضطلع صفي الدين بدور كبير سمح له بالتحدث باسم حزب الله خلال الأعمال القتالية مع إسرائيل على مدار العام المنصرم، إذ كان يلقي خطابات في الجنازات وغيرها من الفعاليات التي لم يتمكن نصرالله من حضورها لفترة طويلة لأسباب أمنية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائرات حربية تابعة له أغارت على ما وصفه بمقر قيادة ركن الاستخبارات في حزب الله الواقعة تحت الأرض في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

وأضاف البيان الإسرائيلي أن أكثر من 25 عنصراً من ركن الاستخبارات في "حزب الله" كانوا داخل مقر القيادة الذي استُهدف في الغارة الإسرائيلية، ومن بينهم مسؤول التجميع الجوي صائب عياش، ومسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا محمود محمد شاهين.

وكان هاشم صفي الدين عضواً في مجلس الشورى، وهو المنتدى العسكري والسياسي الأعلى في حزب الله والمسؤول عن اتخاذ قرارات الحزب وسياسته، حسبما ذكر البيان الإسرائيلي.

كما زعم الجيش الإسرائيلي أن حسين علي هزيمة ساعد خلال مناصبه على توجيه وتنفيذ عمليات عديدة ضد قواته.

وتستهدف الضربات الإسرائيلية جنوب لبنان وسهل البقاع الشرقي والضاحية الجنوبية لبيروت، وجميعها معاقل لحزب الله. ويحاول مقاتلو الجماعة صد التوغل البري الإسرائيلي.

ولم تظهر إسرائيل حتى الآن أي علامة على التراجع في حملتيها على غزة ولبنان حتى بعد اغتيال العديد من قادة حماس وحزب الله، الذي فقد نصرالله، أمينه العام القوي، في غارة جوية في 27 سبتمبر.

ويقول دبلوماسيون إن إسرائيل تهدف إلى تأمين موقف قوي قبل تولي إدارة أميركية جديدة السلطة بعد انتخابات الخامس من نوفمبر بين نائبة الرئيس كاملا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.

وصباح الأربعاء، أطلقت صواريخ على تل أبيب ووسط إسرائيل، في وقت كان فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارة للمدينة.

وأعلن حزب الله قصف قاعدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب تل أبيب.

وأوضح بيان صادر عن الحزب أنه قد تم قصف "قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية". وسبق للحزب أن استهدف هذه القاعدة مرات عدة.

بينما قال الجيش الإسرائيلي إن القوات الجوية أسقطت صاروخين قادمين من لبنان وتسببا في انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب اليوم الأربعاء.

ودفع ذلك بعض كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية وصحافيين مرافقين في الفندق الذي ينزل فيه بلينكن لمغادرة قاعة الإفطار والمسارعة بالنزول لملاجئ مع نزلاء آخرين وموظفين.

وجاء إسقاط الصاروخين بعد فترة وجيزة من قول الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الأربعاء إنه اعترض طائرتين مسيرتين أطلقتا من ناحية الشرق مستهدفتين ميناء إيلات على البحر الأحمر.

ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات بسبب الهجومين.

وقالت المقاومة الإسلامية في العراق في بيانين إنها هاجمت إيلات بطائرات مسيرة مرتين اليوم الأربعاء.

وأضافت الجماعة المسلحة الموالية لإيران أنها قصفت أهدافا حيوية.

وبدأت إسرائيل اليوم قصف مدينة صور الساحلية اللبنانية المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، بعد نحو ثلاث ساعات فقط من إصدار أمر عبر الإنترنت للسكان بإخلاء مناطق وسط المدينة. وشوهدت سحب ضخمة من الدخان الكثيف تتصاعد فوق المباني السكنية.

وفر عشرات الآلاف من صور بالفعل في الأسابيع القليلة الماضية مع تكثيف إسرائيل لحملتها لتدمير حزب الله في لبنان وحماس في غزة، وكلاهما حليفان مقربان لإيران.

وعادة ما تشكل المدينة مقصدا لقضاء العطلات على البحر في جنوب لبنان، إذ تعج بالصيادين والسائحين وحتى أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الراغبين في الحصول على قسط من الراحة.

لكن أوامر الإخلاء الإسرائيلية هذا الأسبوع للمدينة شملت لأول مرة مساحات شاسعة منها، بما في ذلك حتى القلعة القديمة بها.

ويخشى بعض اللبنانيين من أن تتحول بلادهم إلى غزة أخرى حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير معظم القطاع.

وذكرت الوكالة الوطنية أن "مسيرة معادية استهدفت شارع صوت الفرح في صور". وبعيد ذلك، أظهرت لقطات لوكالة فرانس برس دخانا يتصاعد من المدينة.

وقال مدير وحدة إدارة الكوارث في صور مرتضى مهنا "الوضع سيئ جدا ونقوم بإجلاء السكان".

من جانبه، أفاد المسؤول الإعلامي في الوحدة بلال قشمر بأن الكثير من الأشخاص يفرّون من المدينة باتّجاه الضواحي.

وقال "مدينة صور بكاملها يتم إخلاؤها"، مشيرا إلى أن السكان بدأوا مغادرة المدينة فور صدور التحذير الإسرائيلي.

وأوضح أن نحو 14500 شخص كانوا لا يزالون في صور الثلاثاء، بينهم آلاف النازحين من مناطق جنوبية أخرى.

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن "بعض العائلات التي لم تغادر مدينة صور في السابق بدأت بمغادرة منازلها، للابتعاد عن الاماكن التي هدد العدو الاسرائيلي باستهدافها".

وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان صور إخلاء مساكنهم قبل "عمل عسكري" ينوي القيام به ضد حزب الله.

ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي عبر منصة اكس مرفقا رسالته بخريطة للمنطقة التي ينبغي الابتعاد عنها، السكان إلى "الابتعاد فوراً الى خارج المنطقة المحددة بالأحمر والتوجه الى شمال نهر الاولي". وأكد "كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر".

أطلقت إسرائيل في 23 سبتمبر عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف الحدودي مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة.

وقتل مذاك 1552 شخصا على الأقل جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان، وفق حصيلة تستند إلى بيانات وزارة الصحة، رغم أنه يرجّح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.