إسرائيل تؤكد توغل قواتها بريا في جنوب لبنان وحزب الله ينفي

الجيش الإسرائيلي يؤكد أن معارك عنيفة تدور مع حزب الله في جنوب لبنان ويطالب سكان بإخلاء حوالي ثلاثين بلدة.
الثلاثاء 2024/10/01
إسرائيل تتهم حزب الله باسخدام السكان دروعا بشرية لتنفيذ هجماته

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه باشر عملية برية "محدودة" ضد حزب الله في جنوب لبنان ويخوض "قتالا عنيفا"، إلا أن الحزب نفى ان تكون قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية، فيما أكدت قوة الأمم المتحدة في لبنان عدم حصول "توغل بري الآن".

وبعد أسبوع من القصف المكثف على أهداف للحزب المدعوم من إيران أوقع مئات القتلى، قال الجيش الإسرائيلي في بيان فجر الثلاثاء إن جنوده دخلوا جنوب لبنان مساء الإثنين في إطار عملية "برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف" ضد "أهداف ومنشآت إرهابية" لحزب الله، من غير أن يوضح عدد الجنود المشاركين فيها.

وأشار إلى أن هذه الأهداف تقع "في عدد من القرى القريبة من الحدود والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية"، موضحا أن القوات الإسرائيلية على الأرض تحظى بإسناد جوي ومدفعي.

وكتب أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في رسالة نشرت باللغة العربية على  منصة إكس، "يدور في منطقة جنوب لبنان قتال عنيف" مضيفا "من أجل سلامتكم الشخصية نطالبكم بعدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني" متهما حزب الله باستخدام المدنيين "دروعا بشرية".

ولاحقا طلب المتحدث من سكان جنوب لبنان إخلاء حوالى ثلاثين بلدة و"التوجه فورا إلى شمال نهر الأولي" محذرا من أن "كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر".

وبعدما تمكنت إسرائيل من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة في ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية، حذر المسؤولون الإسرائيليون من أن المواجهة معه لم تنته.

غير أن حزب الله نفى أن تكون قوات إسرائيلية توغلت الى لبنان وخاضت اشتباكات مع مقاتليه.

وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمّد عفيف في تصريحات وزعها إعلام الحزب إن "كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت إلى لبنان هي ادعاءات كاذبة" مضيفا "لم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال".

وأكد جهوزية مقاتلي الحزب "للمواجهة المباشرة" مع القوات الإسرائيلية التي "تتجرأ أو تحاول دخول" لبنان.

وكذلك أكد الناطق باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي لوكالة فرانس برس أن "لا توغل بريا الآن"، بعيد تحذير القوة الدولية في بيان من أن "أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه"، داعية الأطراف كلها الى "التراجع عن مثل هذه الأفعال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وسفك الدماء".

ومع تصاعد الأنباء عن عملية توغل وشيكة، حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من عواقب "اجتياح بري واسع النطاق" في لبنان، وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل في تصريح صحافي إن "العنف المسلح بين إسرائيل وحزب الله تصاعد، والعواقب على المدنيين رهيبة أساسا ونخشى أن يؤدي اجتياح بري اسرائيلي واسع النطاق للبنان الى تفاقم المعاناة".

كذلك نددت تركيا الثلاثاء "بمحاولة اجتياح غير مشروعة" للبنان ودعت إسرائيل إلى سحب جنودها "في أسرع وقت ممكن"، على ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وأكد السفير الاسرائيلي في فرنسا جوشوا زرقا الثلاثاء أن بلاده "لا تعتزم غزو لبنان وتكرار الخطأ الذي ارتكب في 1982"، مضيفا ردا على سؤال عن الفترة الزمنية التي ستستغرقها العملية البرية "لا اعلم ما إذا كانت مسألة ساعات أو أيام، ولكنها ليست مسألة أشهر بالتأكيد".

وكان الجيش الإسرائيلي احتل جنوب لبنان مدة 22 عاما، قبل ان ينسحب منه في مايو 2000.

وواصل حزب الله في هذه الأثناء قصفه على إسرائيل وانطلقت صافرات الإنذار الجوي في وسط الدولة العبرية فيما أفاد الجيش أن مقذوفات أطلقت من لبنان.

وسقط صاروخ على طريق بوسط إسرائيل فيما ذكرت الشرطة أن صاروخا آخر سقط قرب مفرق أيال على طريق يشهد حركة مرورية كثيفة بوسط إسرائيل بدون التسبب بسقوط ضحايا.

وأعلن حزب الله أنه أطلق "صليات صاروخية من نوع فادي 4 على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية.. ومقر الموساد التي تقع في ضواحي تل أبيب".

ويجري تبادل إطلاق نار شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أعلن حزب الله فتح جبهة "إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر شن الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.

إلى جانب ذلك، استهدفت ستّ غارات جوية إسرائيلية ليل الإثنين الثلاثاء ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، على ما أفاد مصدر أمني، بعيد دعوة الجيش الإسرائيلي سكان ثلاثة أحياء في المنطقة إلى إخلاء منازلهم.

كذلك استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر الثلاثاء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان منير المقدح، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة فتح، لكن من دون أن يتأكد في الحال ما إذا كان المستهدف قد أصيب أم لا.

وفي بيان عبر منصة اكس، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن قناعته المشتركة مع إٍسرائيل بضرورة "تفكيك البنى التحتية الهجومية" التابعة لحزب الله على طول الحدود اللبنانية مع الدولة العبرية "لضمان ألا يتمكّن حزب الله من شن هجمات مماثلة لهجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر على البلدات الشمالية في إسرائيل".

وفي بيانه أكّد أوستن مجدّدا على موقف البيت الأبيض القائل إنّ "حلّا دبلوماسيا مطلوب" لضمان سلامة المدنيين "على جانبي الحدود".

والاثنين المح الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنه يعارض حصول عمليات برية إسرائيلية داعيا إلى وقف لإطلاق النار.

ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمّهم قولهم إنّ العملية البرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي لتوّه "لا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان".

وعلى وقع هذا التطور الخطير، استهدفت سلسلة غارات جوية إسرائيلية فجر الثلاثاء دمشق، مما أسفر وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ستة مدنيين، بينهم إعلامية في التلفزيون الرسمي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله إنّ "العدو الإسرائيلي شنّ عدوانا جويا بالطيران الحربي والمسيّر من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا عددا من النقاط في مدينة دمشق".

وأعلنت دول عدة عن إجراءات لإجلاء رعاياها، بما في ذلك استئجار رحلات جوية أو حجز رحلات تجارية بأكملها، بينما أعلنت فرنسا أنّ إحدى سفنها الحربية ستتمركز قبالة الساحل اللبناني "احترازا" للمساعدة في إجلاء الرعايا إذا ما استدعى الأمر ذلك.

وقتل أكثر من ألف شخص في لبنان وفق السلطات منذ ارتفع مستوى التصعيد بين حزب الله واسرائيل منتصف سبتمبر مع نقل إسرائيل ثقلها العسكري من غزة إلى لبنان مؤكدة عزمها على تمكين عشرات آلاف السكان من العودة إلى المناطق الشمالية الحدودية التي نزحت منها بسبب تبادل القصف.

في قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء حرب متواصلة منذ سنة تقريبا، يستمر الجيش الإسرائيلي في هجومه رغم تراجع حدة الضربات في الأيام الأخيرة.

وقتل 12 شخصا الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين في وسط القطاع جراء قصف صاروخي إسرائيلي فيما قضى سبعة آخرون في ضربات على مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة، بحسب الدفاع المدني في القطاع.

وقُتل في غزة منذ بدء الحرب 41638 شخصا معظمهم من المدنيين وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وأدّى هجوم حركة حماس على إسرائيل إلى مقتل 1205 أشخاص غالبيتهم مدنيون.