إسبانيا تضغط على الحكومة العراقية لوقف الهجمات على القوات التحالف

بغداد - أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال زيارة رسمية إلى العراق اليوم الخميس أن الهجمات ضد "القوات الأجنبية" التابعة للتحالف الدولي المناهض للجهاديين الذي تشارك بلاده فيه بقيادة واشنطن "يجب أن تتوقف".
وقال الوزير الإسباني خلال مؤتمر صحافي في بغداد مع نظيره العراقي فؤاد حسين "نحن هنا بناء على طلب الحكومة العراقية وسنغادر عندما تنظر الحكومة العراقية في ذلك".
وأضاف "من الضروري تجنب اتساع الأزمة في غزة"، القطاع الفلسطيني الذي يشهد حربا مدمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس.
ويعتقد أن طلب الحكومة العراقية من وزير الخارجية الإسباني القدوم إلى بغداد يأتي في إطار خططها لإنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق.
وتأتي زيارة ألباريس إلى بغداد بعد نحو شهر من زيارة مماثلة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تطرق خلالها مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، إلى وجود العسكري الإسباني في العراق حيث تنشر مدريد أكثر من 320 جندياً في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي التي يقوها منذ مايو 2023 الجنرال الإسباني خوسيه أنطونيو أغييرو مارتينيز، والتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بقيادة واشنطن.
وتكثّفت الهجمات التي تستهدف القوّات الأميركيّة وقوّات التحالف الدولي في العراق وسوريا بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية الإسلاميّة داخل الدولة العبريّة في 7 أكتوبر.
وتعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف أكتوبر، وفقاً للبنتاغون.
وشدد ألباريس على أن "الهجمات ضد القوات الأجنبية يجب أن تتوقف. ... أريد أن أحيي جهود الحكومة العراقية لحماية قواتنا المنتشرة هنا لدعم الحرب ضد الإرهاب"، مذكراً بأن الجيش الإسباني يشارك في برامج "تعزيز قدرات قوات الأمن العراقية".
وأعلنت "المقاومة الاسلامية في العراق" وهي ائتلاف فصائل مسلّحة موالية لإيران، في بيان مسؤوليتها عن "هجومين منفصلين على قاعدة عين الأسد المحتلة غرب العراق، بالطيران المسيّر ... ردّاً على مجازر الكيان الصهيوني بحقّ أهلنا في غزّة".
وخوفا من التصعيد، تطالب الحكومة العراقية برحيل التحالف الدولي، وتدعو إلى إطلاق مباحثات لتحديد خارطة طريق وجدول زمني ينظم هذا الانسحاب.
ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار، إلا أن الحرب في قطاع غزة مستمرة، ويرافقها التصعيد الإقليمي.
وشدد ألباريس على أنه "يجب اعتماد وقف إطلاق نار دائم على الفور للتخفيف من معاناة المدنيين" في غزة.
وتحدث عن "توافق" بين 88 دولة، أبرزها الأوروبية والعربية، على تنظيم "مؤتمر دولي للسلام مع كافة الأطراف، من أجل تنفيذ حل الدولتين".
وشدد قائلا "نحن بحاجة إلى دولة فلسطينية"، علمًا أن الحكومة الإسرائيلية ترفض مناقشة مثل هذا الحل.
من جانبه، شكر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إسبانيا ودول أوروبية أخرى "تعمل من أجل إنهاء الحرب وإرسال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة".
ونفذت الولايات المتحدة فجر الأربعاء ضربات في العراق ضد ثلاث منشآت مرتبطة بفصائل متحالفة مع إيران في محافظتي بابل والأنبار استهدفت "مقرا ومنشأة تخزين ومواقع تدريب على الصواريخ والقذائف" وقدرات خاصة بالطائرات المسيرة لكتائب حزب الله، وذلك بعد هجوم في مطلع الأسبوع على قاعدة جوية عراقية أدى إلى إصابة جنود أميركيين.
ونددت الحكومة العراقية بشدة بالضربات الأميركية التي أدت إلى مقتل اثنين على الأقل من الفصائل المسلحة وإصابة أربعة أشخاص آخرين، وشددت على أنه سيتم التعامل مع مثل هكذا عمليات على أنها "أفعال عدوانية".
وتعد الهجمات ضد الولايات المتحدة انتقاما منها لدعمها إسرائيل في حربها ضد حركة حماس الفلسطينية المتحالفة مع إيران. واتسع نطاق الحرب في غزة، إذ تضرب القوات الأمريكية أهدافا للحوثيين الذين يشنون هجمات على السفن في البحر الأحمر.
وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى في 2014 على مناطق كبيرة من كلا البلدين قبل هزيمته.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن خطوات لإخراج القوات الأميركية بعد غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في وقت سابق من الشهر الجاري أدانتها الحكومة. وقالت البنتاغون إن الغارة أسفرت عن مقتل زعيم ميليشيا مسؤول عن الهجمات الأخيرة على أفراد أميركيين.
وسيطرة السوداني محدودة على بعض الفصائل المتحالفة مع إيران، والتي كان يحتاج إلى دعمها للفوز بالسلطة قبل عام والتي تشكل الآن كتلة قوية في ائتلافه الحاكم.
وقالت البنتاغون إنها لم يتم إخطارها رسميا بأي خطط لإنهاء وجود القوات الأميركية في البلاد، وتقول إن قواتها منتشرة في العراق بناء على دعوة من الحكومة في بغداد.