إسبانيا تسعى لاحتواء التوتر مع المغرب بتقديم زعيم البوليساريو للقضاء

مدريد - أعلنت السلطات الإسبانية أنه لا بد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي أن يواجه اتهامات قانونية بحقه أمام القضاء في إسبانيا قبل مغادرتها، في خطوة تهدف حسب مراقبين إلى احتواء الأزمة الدبلوماسية مع المغرب.
واستدعى المغرب سفيرته في إسبانيا للتشاور الأسبوع الماضي، وقالت السفيرة الجمعة إن العلاقات بين البلدين ستزداد سوءا إذا غادر غالي إسبانيا دون محاكمة.
وحذرت السفيرة المغربية كريمة بنيعيش في وقت سابق من أنه إذا سمحت إسبانيا لزعيم حركة البوليساريو بمغادرة أراضيها دون إبلاغ الرباط، فإن ذلك سيزيد من تفاقم الأزمة الدبلوماسية.
ويواجه غالي استدعاء للمثول أمام القضاء الإسباني في قضية جرائم حرب مرفوعة ضده.
وأثار قرار إسبانيا استضافة غالي دون إبلاغ الرباط وباستخدام وثائق سفر قدمتها له الجزائر وباسم مستعار، غضب الرباط.
وقالت وزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونزاليس لايا إن غالي عليه مواجهة القضية المرفوعة بحقه أمام المحكمة العليا الإسبانية، بعد أن يتعافى من مشكلاته الصحية وإصابته بفايروس كوفيد - 19 وقبل أن يعود إلى الجزائر.
وأضافت للإذاعة الوطنية الإسبانية "وعدنا بمعاملة هذا الشخص معاملة إنسانية. كان في وضع حرج بسبب مشكلاته الصحية المتعددة ومنها إصابته الشديدة بكوفيد - 19".
وتابعت "عندما يتعافى سيعود إلى بلاده. وفي تلك الأثناء سيواجه سلسلة من الدعاوى القضائية ونأمل أن يتم التزاماته تجاه النظام القضائي الإسباني".
وقال وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي مارلاسكا إنه يأمل في نهاية قريبة للخلاف الدبلوماسي مع المغرب.
وحث المغرب إسبانيا السبت على فتح تحقيق في ملابسات دخول زعيم الحركة المنادية بفصل الصحراء عن المغرب، الأراضي الإسبانية لتلقي العلاج الطبي وتفسير نتائجه للرباط.
وتدعم الجزائر وتستضيف قادة الجبهة المنادية بفصل الصحراء المغربية عن المغرب، الذي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه. ويُعتبر الدفاع عن سيادة المغرب على صحرائه ركنا أساسيا في السياسة الخارجية للمملكة.
وكان القضاء الإسباني فتح تحقيقا حول شبهة تورط إبراهيم غالي في "جرائم ضد الإنسانية"، بعد أن رفعت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان دعوى ضده واتهمته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في حق معارضين صحراويين في مخيم تندوف غرب الجزائر.
ودعي زعيم جبهة البوليساريو إلى المثول أمام القضاء في الأول من يونيو، على خلفية قضية أخرى اتهمه فيها المنشق عن الجبهة فاضل بريكة بـ"التعذيب".
ورفض غالي التوقيع على استدعاء من محكمة إسبانية متحصنا بجواز سفر جزائري مزور، وهي قضية أخرى أحرجت الحكومة الإسبانية الاشتراكية، خاصة وأنها تعلم أنه قدم إليها بطائرة جزائرية وبجواز سفر جزائري.