إرسال إخطارات تجنيد لمزيد من الحريديم يدفع لتأجيج التوتر في إسرائيل

هيئة البث العامة الإسرائيلية: بعض الحاخامات يحثون من تلقوا استدعاءات على رفض التنفيذ.
الأحد 2024/11/17
غضب مرتقب من الحريديم بسبب التجنيد

القدس - أصدر الجيش الإسرائيلي استدعاءات للتجنيد لمزيد من اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم) اليوم الأحد لتعزيز صفوف قواته أثناء القتال على الحدود الجنوبية والشمالية، وهي خطوة قد تزيد من تأجيج التوتر بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين.

وجاء هذا بعدما قضت المحكمة العليا في يونيو بأن وزارة الدفاع لم تعد قادرة على منح إعفاءات شاملة لطلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ترتيب قائم منذ وقت قيام دولة إسرائيل تقريبا في 1948 عندما كان عدد الحريديم ضئيلا.

ويشكل اليهود المتدينين نحو 13 في المئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة وفقا لجهاز الإحصاء.

وفي وقت تخوض فيه إسرائيل حربين ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة وجماعة حزب الله في لبنان، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الجمعة إن سبعة آلاف من الحريديم سيتلقون إخطارات تدريجيا، بدءا من اليوم الأحد.

وذكر بيان من وزارة الدفاع أنها ستعمل مع شخصيات قيادية من الحريديم لضمان تمكن الجنود من المتزمتين دينيا من الحفاظ على الأسلوب المتدين لحياتهم أثناء الخدمة

ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من موافقة وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس على تجنيد 7 آلاف من (الحريديم) في الجيش.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه يخطط لإصدار ألف أمر تجنيد جديد للرجال الحريديم المؤهلين، الأحد، كجزء من 7 آلاف أمر سيصدرها خلال مدة تتراوح من 6 إلى 8 أسابيع.

وبحسب وزارة الدفاع فإن هدف التجنيد هو "تمكين دمج الحريديم في الجيش الإسرائيلي لتخفيف العبء عن الجنود والاحتياطيين"، وفق بيانها.

وفي يوليو، استدعى الجيش ألفا من اليهود المتدينين. وعارض الحزبان الدينيان وهما حزب يهودية التوراة المتحدة وحزب شاس المشاركان في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية تغير السياسة في هذا الصدد مما فرض ضغوطا شديدة على الائتلاف اليميني.

وتقول شخصيات قيادية للحريديم، وهي مجموعة تزيد بسرعة، إن إجبار طلاب المعاهد الدينية على الخدمة جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين العلمانيين ومنهم نساء يهدد بمحو هويتهم كيهود متدينين.

وتواجه الحكومة ضغوطا متزايدة من جنود الاحتياط الإسرائيليين، الذين خدم الكثير منهم لأغلب العام المنقضي، لتجنيد الحريديم.

وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) اليوم الأحد أن بعض الحاخامات يحثون من تلقوا استدعاءات على رفض التنفيذ.

ومنذ 2017، فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد "الحريديم"، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمس بـ"مبدأ المساواة".

ومنذ ذلك الحين، دأب الكنيست على تمديد إعفائهم من الخدمة العسكرية، ومع نهاية مارس الماضي، انتهى سريان أمر أصدرته حكومة بنيامين نتنياهو بتأجيل تطبيق التجنيد الإلزامي لـ"الحريديم".

أما اليهود الأرثوذكس المتشددون أو "يهود الحريديم"، فهم تيار ديني متشدد جداً، وتعني كلمة "الحريدي" التقي.

ويتنكر يهود "الحريديم" للصهيونية، وتعيش غالبيتهم في فلسطين التاريخية والولايات المتحدة، كما يعيش البعض منهم في الدول الأوروبية ويتنقلون بينها، وينتمون في معتقداتهم إلى التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة.