"إذلال ومهانة في ساحة فلسطين".. الجيش الإسرائيلي يجرد معتقلين فلسطينيين من ملابسهم

وسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر صور ومقاطع فيديو لمعتقلين فلسطينيين شبه عراة.
السبت 2023/12/09
المدنيون يدفعون الثمن

القاهرة - قامت وسائل الإعلام الإسرائيلية الخميس بنشر صور ومقاطع فيديو لمعتقلين فلسطينيين شبه عراة، ولا يرتدون إلا الألبسة الداخلية، ما أثار غضبا على مواقع التواصل من الممارسات غير الإنسانية للجيش الإسرائيلي ومن حركة حماس التي أقحمت أهل غزة في هذه الكارثة.

ويظهر المعتقلون مصطفين جاثين على ركبهم ورؤوسهم إلى الأسفل وسط المدينة. ويشير تحليل للقطات أجراه فريق التحقق من الأخبار التابع لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه تم التقاط هذه الصور في منطقة بيت لاهيا شمال غزة.

ومن بين المعتقلين تعرف شهود عيان وصحافيون وأقارب على الصحافي ضياء الكحلوت مراسل صحيفة “العربي الجديد” في غزة.

كما أكد رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، عبر منصة إكس أنه تعرف على الصحافي وكذلك مدير إحدى المدارس التابعة للأونروا وموظف في الأمم المتحدة.

وفي مقاطع الفيديو والصور التي بثها التلفزيون الإسرائيلي مساء الخميس في وقت الذروة، وانتشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر رجال مصطفين جاثين على ركبهم ورؤوسهم إلى الأسفل، وجميعهم يرتدون ملابس داخلية في وسط المدينة، وكتب معلقون إنهم في “ساحة فلسطين” حيث استعرضت حماس عضلاتها سابقا خلال تسليم الرهائن.

وكتب ناشط:

وجاء في تعليق:

وقال آخر:

وحمّل معلقون حركة حماس المسؤولية بحماقاتها. وتساءل معلق:

واتهم عزت الرشق القيادي في حركة حماس القوات الإسرائيلية الجمعة، بارتكاب “جريمة نكراء بحق مدنيين أبرياء عزل” بعد انتشار صور لرجال فلسطينيين مجردين من أغلب ملابسهم في قطاع غزة على الشبكات الاجتماعية.

ودعا الرشق منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى التدخل لكشف ما حدث للرجال والمساعدة في إطلاق سراحهم. وقال إن الرجال ألقي القبض عليهم في مدرسة في غزة كانت تستخدم كملجأ من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أسابيع وأدى إلى نزوح العديد من سكان غزة.

وتابع “اعتقال جيش الاحتلال النازي لمجموعة من المواطنين المدنيين النازحين في إحدى المدارس في قطاع غزة، وتجريدهم من ملابسهم بصورة مهينة، هو جريمة صهيونية مفضوحة للانتقام من أبناء شعبنا المدنيين العزل، نتيجة الضربات التي تلقاها جنوده وضباطه على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية، وهو محاولة لن تفلح في محو هزيمته النكراء وفشله الإستراتيجي يوم السابع من أكتوبر”.

وشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما واسعا على حركة حماس وقيادييها الذين تسببوا بكل هذا الدمار والمعاناة لسكان غزة بينما يختبئون في الأنفاق، ويدعون الانتصار على إسرائيل، وجاء في تعليق:

وكتب ناشط:

وذكر حساب على إكس:

وقال بعض الفلسطينيين إنهم تعرفوا على أقارب لهم في الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، ونفوا أن تكون لهم أي صلات بحماس أو أي جماعة أخرى. فيما أفاد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي في إفادة صحفية روتينية ردا على سؤال حول الصور “نتحدث عن أفراد تم القبض عليهم في جباليا والشجاعية (في مدينة غزة)، معاقل حماس ومراكز ثقلها”.

وأضاف “نتحدث عن رجال في سن الخدمة العسكرية تم اكتشافهم في مناطق كان من المفترض أن يخليها المدنيون قبل أسابيع”.

وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء الصور وقالت إن كل المحتجزين والمعتقلين يجب أن يعاملوا بطريقة إنسانية وبكرامة وفقا للقانون الإنساني الدولي.

وعلق هاني المدهون، وهو أميركي من أصل فلسطيني مقيم في ولاية فرجينيا، قائلا إنه رأى أقارب له في إحدى الصور، وقال لرويترز إنهم “مدنيون أبرياء ليست لهم أي صلة بحماس أو أي فصيل آخر”.

وقالت جيسيكا موسان، مستشارة العلاقات الإعلامية باللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، في بيان “نشدد بقوة على أهمية معاملة جميع المحتجزين بإنسانية وكرامة وفقا للقانون الإنساني الدولي”.

ناشطون يهاجمون حركة حماس وقيادييها الذين تسببوا بكل هذا الدمار والمعاناة لسكان غزة بينما يختبئون في الأنفاق

وقال حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في لندن، على منصة إكس إن الصور أعادت إلى الأذهان “بعضا من أحلك الفترات في تاريخ الإنسانية”.

ووصفت السياسية الفلسطينية البارزة حنان عشراوي على إكس الواقعة بأنها محاولة سافرة لإهانة وتحقير الرجال الفلسطينيين الذين “تم اختطافهم من منازل عائلاتهم بتجريدهم من ملابسهم وعرضهم مثل جوائز الحرب”.

وكما كل مرة يتم فيها نشر صور وفيديوهات تبرز الاتهامات بالتضليل، حيث تشكل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وما يتخللها من معارك تأثير واستقطاب وتلاعب بالرأي العام، أحدث ميادين الاختبار للدور الذي تلعبه الأخبار الزائفة وحملات التضليل في تشكيل الروايات والسرديات بشأن أحداث الحرب، والمآسي الناجمة عنها، فضلا عن التلاعب بانطباعات المتابعين وعواطفهم.

ويشكل هذا تحديا أساسيا اليوم بالأخص، مع تقدم برمجيات الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من الدور الذي سبق ورُصد لتلك التقنيات في تزييف الواقع وبث المعلومات المضللة خلال أزمات سابقة شهدها العالم، كزلازل تركيا والمغرب وكارثة ليبيا فضلا عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تشهد الحرب بين إسرائيل وحماس اليوم، التجلي الأبرز والأحدث، والاستثمار الأوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة التأثير على الرأي العام.

5