إذاعة فرنسية تستبعد صحافيا لتشبيهه استعمار بلاده للجزائر بالنازية

باريس - أعلنت إذاعة “أر. تي. أل” الفرنسية عن إبعاد الصحافي جان ميشال أباتي من برامجها، وذلك بعد أن أجرى مقارنة بين جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر وجرائم النظام النازي، في حلقة جديدة من سلسلة التوترات والتجاذبات الإعلامية والسياسية بين البلدين.
وكان أباتي قد قام، في وقت سابق، بتشبيه ممارسات الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري بالأفعال الوحشية التي ارتكبتها ألمانيا النازية، ما أثار موجة من الجدل.
واعتبرت إدارة إذاعة “أر. تي. أل”، أن المقارنة غير مناسبة وصدمت الكثيرين، وقالت “لم يرغب جان ميشيل أباتي في الاعتذار أو التراجع عن تصريحاته، وهذا من حقه، لذلك طلبت منه الإدارة الانسحاب هذا الصباح”.
وجاءت تصريحات ميشال أباتي خلال نقاش عن الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر، حين قال إن العلاقات متوترة “لأننا ذبحناهم (الجزائريين)، لأننا لم نعترف بذلك أبداً،” مضيفا إن العلاقات ربما ستكون مختلفة “إذا اعتذرت فرنسا عن 130 سنة من المجازر والقتل وإفقار شعب، وعنف لا يصدق. 130 سنة من الاحتلال!”
إدارة إذاعة "أر. تي. أل" اعتبرت المقارنة غير مناسبة وصدمت الكثيرين بينما لم يقبل جان ميشيل أباتي بالاعتذار
ولفت إلى أنه “كما تعلمون، كل عام في فرنسا نحيي ذكرى ما حدث في أورادور سور غلان، مذبحة قرية بأكملها. لكننا ارتكبنا مئات المجازر في الجزائر”.
وتسببت هذه التصريحات بورود بلاغات عديدة إلى “أركوم” الجهة المنظمة لوسائل الإعلام في فرنسا، والتي فتحت تحقيقاً مع المحطة الإذاعية.
بدوره، أعلن مقدم البرامج ماس سوتو عن إبعاد زميله ميشال أباتي عن العمل لفترة محددة، وذلك بعدما رفض الأخير الاعتذار عن تصريحاته التي أثارت جدلا واسعا.
وأوضحت إدارة الإذاعة أن قرار الإبعاد قد تم اتخاذه الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستستمر لفترة معينة.
وفي حديثه لموقع آريه سور إيماج، أوضح جان ميشال أباتي بأن إذاعة “أر. تي. أل”، حذّرته مسبقاً بشأن القرار، ويوم الثلاثاء بشأن الأسطر القليلة التي سوف تُقرأ على الهواء لتوضيح موقف الإذاعة. وأكد أنه ليس “مجروحاً أو مصدوماً” من القرار، واعتبر موقف الإذاعة “إيجابياً”، موضحاً أن النص “لا يقول إن كلامي هراء، وليس نصاً مهيناً لي. يبدو لي أنه من المهم قول ‘هذا حقه’، لأنه يحترم كلامي”.
ويرى أن هذا “أسلوب ومحتوى عادلان إلى حد ما لقد أثار هذا المقطع بأكمله الكثير من ردود الفعل والعواطف والخلافات. لم يكن مقصوداً، لكنه أصبح لحظة خاصة على الهواء”.
واعتبر أن الإذاعة أدارت الأزمة “بكثير من الفهم والذكاء”، مؤكداً أن المحطة الإذاعية لم تطرده، وفي الغالب سوف يكون موجوداً على الهواء الأربعاء المقبل.