إذاعة دمشق تقنع السوريين بفوائد الاستحمام بالماء البارد في الشتاء

دمشق – أثارت إذاعة دمشق السورية الرسمية جدلا وسخرية واسعَيْن على مواقع التواصل الاجتماعي بعد بثها حلقة تعدد فوائد الاستحمام بالماء البارد في فصل الشتاء على المدييْن القريب والبعيد.
واستضافت المذيعة منارة ميمو لاعب كمال الأجسام فادي الأصفهاني للحديث عن الموضوع، ما جعل المتابعين يطالبون ساخرين بحلقات أُخرى تتحدث عن “فوائد الخبز اليابس” و”فوائد الظلام ليلاً للعيون” و”فوائد الطابور لتعليمهم الصبر”.
وسخر الكاتب السوري ماهر شرف الدين:
ورأى متابعون آخرون أن الإذاعة بدأت تواكب عمل لجنة تهيئة الرأي العام. وكانت الحكومة السورية أعلنت قبل أسبوعين تشكيل لجنة “دعم إعلامي” تُعنى “بتهيئة الرأي العام قبل صدور قرارات تتعلق بالحياة المعيشية للمواطنين”.
وفي سياق آخر رأى معلقون أن الإعلام السوري -في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي طالت كافة فئات المجتمع السوري والمعاناة اليومية- يبدو مغيبا عن الواقع بشكل كامل؛ فبدلا من إيجاد حلول للأزمات المتتابعة يتجه الإعلام الرسمي إلى إقناع المواطنين بالوضع الراهن.
وعلق أحد الإعلاميين:
الإعلامي محمد أنيس دياب
#فوائد_الاستحمام_بالمياه_الباردة… هل من المعقول أن يكون عنوان حلقة برنامج على هواء إذاعة دمشق العريقة التي امتازت بأصوات مذيعيها الكبار وبمعدي برامجها الأساتذة على مرّ سنوات وسنوات؟
أمست تطرح مواضيع بعيدة كل البعد عن الواقع وتتسم بعدم الموضوعية في التعاطي مع هموم الناس ومشاكلهم.
يذكر أنه تزامنا مع حلول فصل الشتاء تبدأ رحلة البحث الدؤوب لدى السوريين عن وسائل التدفئة في ظل زيادة ساعات التقنين الكهربائي والانخفاض الحاد في المخصصات الحكومية من المحروقات، واحتكار الحطب من قبل كبار التجار، وغير ذلك من المنغصات التي تمنع المواطنين من الحصول على نصيبهم من الدفء.
وغرد ناشط سياسي:
وفي أكتوبر الماضي قدر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90 في المئة من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشار إلى أن الكثير منهم يضطرون إلى اتخاذ خيارات صعبة جدا لتغطية نفقاتهم.
وفي مقابل الاستياء الشعبي من سوء الحياة يسود في البلاد صمت المسؤولين، بمن فيهم الوزراء الذين صاروا لا يظهرون لإجراء لقاءات صحافية إلا في ما ندر. وبررت صحيفة “البعث” السورية الرسمية الأمر بتخوفهم من أن تنقل تلك المواقع المعلومات المنشورة بطرق غير صحيحة أو مجتزأة، “ما يعرضهم لهجمات وتنمر من مجموعات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي هم في غنى عنها”.