إدمان المراهقين على ألعاب الكمبيوتر تعويض عن نقص في الواقع

برلين - يُصنف الإدمان على الألعاب الإلكترونية نوعا من أنواع الإدمان على الإنترنت والإدمان على الكمبيوتر، ويُعرف بأنه الاستخدام القهري -الذي ينجم عن رغبةٍ ملحة لا يمكن التحكم فيها- للألعاب الإلكترونية، وهو ما يؤثر سلبًا على مختلف جوانب حياة الشخص المصاب به.
وقالت مبادرة “انظر ماذا يفعل طفلك بالميديا” الألمانية إن بعض العلامات تنذر بإدمان ألعاب الكمبيوتر لدى المراهقين، ألا وهي: فقدان السيطرة على مدة اللعب وإهمال الأمور الأخرى مثل الهوايات والأصدقاء والعائلة والنظافة الشخصية، وذلك على مدار فترة زمنية طويلة.
وتشمل العلامات أيضا بعض أعراض الانسحاب مثل التوتر العصبي والغضب وسرعة الاستثارة عند الحرمان من ممارسة اللعب.
وأوصت المبادرة الوالدين باستشارة طبيب نفسي عند ملاحظة هذه العلامات، وذلك للخضوع للعلاج النفسي في الوقت المناسب مثل العلاج السلوكي المعرفي.
ويعمل هذا العلاج على تحديد الدافع وراء الاستخدام المفرط لألعاب الكمبيوتر؛ حيث غالبا ما يمثل إدمان ألعاب الكمبيوتر تعويضا عن نقص في الواقع.
ويساعد العلاج النفسي المراهقَ على تطوير إستراتيجيات إيجابية لمواجهة هذا النقص بدلا من إدمان الألعاب، مع تشجيعه على الاهتمام بهواياته والحرص على التواصل الاجتماعي والمواظبة على ممارسة الرياضة، إلى جانب الاستخدام المعتدل لألعاب الكمبيوتر، وذلك من خلال الاتفاق مع الوالدين على مدة زمنية مناسبة.
من علامات الإدمان فقدان السيطرة على مدة اللعب وإهمال الأمور الأخرى، مثل الهوايات والأصدقاء والعائلة والنظافة الشخصية، لمدة طويلة
ويعد إدمان الألعاب الإلكترونيّة حالة صحيّة عقليّة، وذلك تبعًا لمنظمة الصحّة العالميّة، وله أعراضٌ وعلاماتٌ مشابهة للإدمان على الحبوب والأدوية.
وتتنوّع طرق علاج إدمان الألعاب الإلكترونيّة للمراهقين ما بين نصائح عامّة للوالدين، وذلك لمساعدة طفلهما على تجاوز الإدمان، وطرق علاجيّة قد يستخدمها الأطبّاء في بعض الحالات.
وتعني الطُّرق العلاجيّة السبل المتبعة من قبل الأطباء لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية وقد تتلخّص في نوعين رئيسييّن هما الجلسات العلاجية والعلاج السلوكي المعرفي.
وتتمحور الجلسات العلاجية حول التركيز على حياة المراهق بشكلٍ عام، وذلك من خلال جلساتٍ متفرّقة قد تكون فرديّة أو جماعيّة.
أما العلاج السُّلوكي المعرفي فيتضمن تغيير العادات والأفكار والسُّلوك بأمور إيجابيّةٍ مفيدة، وقد يستخدم العلاج السُّلوكي المعرفي في علاج مختلف الأمراض العقليّة كالقلق والاكتئاب.
ولتقليل إدمان الألعاب الإلكترونيّة: ينصح الخبراء بـ:
- تخصيص وتحديد وقت اللّعب: من الضّروري تخصيص وقت محدّد للألعاب الإلكترونيّة، كما يجب على الوالدين وضع الكمبيوتر في مكان يُمكّن العائلة من مشاهدة ابنهم، وذلك لمتابعته. ومن الجدير بالذكر أنه تبعًا للعديد من الدّراسات فإنّ لعب الألعاب الإلكترونيّة لمدّة ساعةٍ قد يطوّر المهارات المعرفيّة والعلميّة والاجتماعية، ويزيد الثقة بالنفس أيضًا، كما أنّه مفضَّلٌ على مشاهدة التلفزيون.
- وضع قواعد معيّنة للّعب: من الضّروري وضع قواعد معيّنة وثابتة للعب، وذلك لمحاولة عدم تجاوز وقت اللّعب على حساب أمورٍ أخرى، مثل الواجبات المدرسيّة والمنزليّة، كما يجب اعتماد الردع الحازم عند تجاوز وقت اللّعب أيضًا.
- توجيه المراهق إلى ممارسة نشاطاتٍ أخرى: تعمل الألعاب الإلكترونية على وضع اللّاعب ضمن دائرةٍ من المهام والتحدّيات والتحفيزات التي تحثُّه على إكمال اللّعب، لذلك من الضُّروري محاولة تحفيز المراهق على ممارسة نشاطات أخرى، كتعلُّم العزف على آلة موسيقيّة، وذلك لتوجيه تفكيره وعواطفه نحو أمورٍ أخرى غير إدمان الألعاب الإلكترونيّة.
- البحث عن ألعابٍ فرديّة وذات نهاية محدّدة: وذلك لأنّ الألعاب التشاركيّة التي تعتمد على فريق خاص وإظهارٍ للحواس قد يصعُب تركها والإقلاع عنها، والأمر ذاته قد ينطبق على الألعاب ذات النهايات المفتوحة أيضًا.
- تشجيع النّشاطات الجسديّة وممارسة الرّياضة: وذلك من شأنه أن يزيد إفراز هرمون السيروتونين، وهو ما يؤدّي إلى تحسين المزاج والتخفيف من أعراض إدمان الألعاب الإلكترونيّة.
- التحدث مع المراهق: من المهمّ إجراء محادثة لطيفة مع الطفل لمعرفة ما يحفِّزه على ممارسة الألعاب الإلكترونيّة، ومن إجابته يُمكن معرفة أسباب إدمانه على الألعاب الإلكترونية ولعبه المتواصل ومحاولة إيجاد حلٍّ لها وتجاوزها.