إدماج أطفال الشوارع بتونس في المدارس لتأهيلهم تربويا

تونس - تبحث السلطات التونسية، بالتعاون مع المجتمع المدني، عن حلول للحدّ من المخاطر التي تتهدّد أطفال الشوارع بعد أن تسبّبت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في دفع نحو أكثر من مليون تلميذ إلى خارج المؤسسات التعليمية في السنوات العشر الماضية، حيث سُجّل تزايد في أعداد الأطفال المهملين في شوارع تونس، علماً أنّهم يُستغَلّون من قبل شبكات التسوّل، إلى جانب استغلالهم جنسيّا واقتصاديّا.
وتسعى الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل إلى تأهيل عدد من أطفال الشوارع بُغْية إلحاقهم بالمدارس العمومية أو بمراكز التكوين المهني.
وقال معز الشريف، رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل، إن الجمعية أبرمت اتفاقية شراكة مع المنظمة التونسية للتربية والأسرة من أجل التأهيل التربوي والتعليمي للأطفال في وضعية الشارع المتعهد بهم نهاريا بمركبات الطفولة التابعة لوزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في إطار اتفاقية مبرمة بين الوزارة والجمعية منذ فبراير 2023.
وأضاف أن الجمعية تولت حاليا الإحاطة بـ13 طفلا من الأطفال في وضعية الشارع وتسعى إلى تأهيلهم تربويا من أجل إدماجهم خلال السنة الدراسية المقبلة في المدارس العمومية أو في مراكز التكوين المهني.
ولفت إلى أن المنظمة التونسية للتربية والأسرة ستتولى في إطار الاتفاقية المبرمة مع الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل تأهيل الأطفال تعليميا عبر برنامج ملائم يتناسب مع مؤهلاتهم والمناهج الرسمية بالمقرات التابعة للمنظمة.
المنظمة التونسية للتربية والأسرة ستتولى تأهيل الأطفال تعليميا عبر برنامج بيداغوجي ملائم يتناسب مع مؤهلاتهم
وأشار الشريف، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، إلى أن الأطفال موضوع التعهّد بمركّبات الطفولة وفي إطار تنسيق الجهود بين الجمعية والوزارة يبلغ عددهم حاليا 13 بين أطفال تونسيين وأجانب، لافتا إلى أن العدد مرشح للارتفاع في حال التعهد بأطفال آخرين في وضعية الشارع. وبيّن أن طاقة الاستيعاب تبلغ 40 طفلا.
وكانت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ آمال بلحاج موسى قد وقعت خلال شهر فبراير الماضي بمركب الطفولة في الحفصيّة بتونس العاصمة، مع رئيس الجمعيّة التونسيّة للدفاع عن حقوق الطفل معز الشريف، اتفاقيّة شراكة في مجال التعهّد بالأطفال في وضعية الشارع.
وتمكّن هذه الاتفاقية من تخصيص فضاءات، من مركبات الطفولة بالحفصيّة والكرم وحي التضامن، لوضع برامج تدخل وتعهّد نهاري لفائدة الأطفال في وضعيّة الشارع من خدمات استقبال وإنصات وتوجيه وإعاشة نهارية طيلة أوقات العمل وتأمين الرعاية الظرفية لهم في حدود طاقة استيعاب هذه المؤسسات، بالإضافة إلى المتابعة الصحية والرعاية النفسية لهذه الفئة باعتمادات تقدر بـ1.5 مليون دينار( نحو 480 ألفاً و770 دولاراً أميركياً) وبطاقة استيعاب في حدود 150 طفلا يوميّا.
وكانت الوزارة قد أعلنت عن إطلاق خطة جديدة للتعهّد بأطفال الشوارع، بالتعاون مع منظمات مدنية، وتهدف إلى إعادة دمج هؤلاء في مراكز رعاية متخصّصة أو لدى أسر كافلة لهم.