إدانة مذيع مغربي بعد اختلاق حادثة سرقة في بث مباشر

4 أشهر نافذة للمذيع الإذاعي محمد بوصفيحة على خلفية إدانته في القضية المعروفة بـ "السرقة الوهمية".
الجمعة 2024/04/12
"مومو" نفى أي معرفة مسبقة بالأشخاص المتورطين في القضية

الرباط - قضت محكمة مغربية الثلاثاء بحبس المذيع الإذاعي، محمد بوصفيحة، الشهير بلقب “مومو” لمدة 4 أشهر نافذة، وذلك على خلفية إدانته في القضية المعروفة بـ “السرقة الوهمية”.

وأدانت المحكمة شابين آخرين كانا متابعين في حالة اعتقال على ذمة القضية ذاتها، بالحبس 5 أشهر نافذة لأحدهما و3 أشهر نافذة للآخر.

وتمت متابعة المتهمين من أجل “اختلاق جريمة سرقة وهمية ونشر خبر زائف يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين، بواسطة الأنظمة المعلوماتية وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة”. كما أدانت المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء متهمين آخرين في القضية ذاتها بالسجن لمدة 5 أشهر و3 أشهر حبساً نافذاً، بتهم «اختلاق جريمة وهمية وإهانة هيئة منظمة»، فيما واجه المذيع تهمة المشاركة في الإهانة، وبث معطيات يعلم بعدم وجودها.

وغاب المذيع “مومو”، عن النطق بالحكم في جلسة الثلاثاء، وسيظل متابعا في حالة سراح، “إلى حين حيازة الحكم لقوة الشيء المقضي به، أي بعد إتمام مراحل التقاضي المتمثلة في الاستئناف والنقض”.

ونفى المذيع مومو، الذي استمعت إليه المحكمة يوم الثلاثاء، أي معرفة مسبقة بالأشخاص المتورطين في هذه القضية، مؤكدا أن برامجه الإذاعية “تهدف إلى تقديم برامج ترفيهية مع المسابقات، وليس لكسب الجمهور”، مشيرا إلى أنه لم يسبق له وأن تواصل مع “المتهمين”، وهو الأمر الذي أكده كذلك.

النيابة العامة قررت متابعة "مومو" في حالة سراح بتهمة "المشاركة في الإهانة وبث معطيات يعلم بعدم وجودها"

وقال المحامي الذي يترافع عن المذيع في تصريح “سنستأنف الحكم خلال الأيام المقبلة”، موضحا أنه لم يكن هناك أي تناقض في تصريحات المتهمين.

وكان مصدر قضائي قد كشف قبل نحو أسبوعين، أن النيابة العامة المغربية قررت متابعة “مومو” في حالة سراح مع أداء كفالة 100 ألف درهم (حوالي 10 آلاف دولار)، موضحا أن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، أمر بمتابعته بتهمة “المشاركة في الإهانة وبث معطيات يعلم بعدم وجودها”.

كما قرر أيضا متابعة شخصين آخرين في القضية ذاتها في حالة اعتقال، بتهمة “اختلاق جريمة وهمية وإهانة هيئة منظمة”.

وتلقى البرنامج الذي يقدمه بوصفيحة اتصالا من أحد المستمعين الذي انقطع فجأة عن الكلام، ليسمع صوته وهو يصرخ “شفار شفار (سارق)”، قبل أن ينقطع الاتصال، وهو ما فُهم منه أن المتصل تعرض للسرقة بينما كان يتحدث على الهواء مباشرة.

الأبحاث المنجزة بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أوضحت أن الشخص المتصل انتحل هوية مغلوطة واختلق واقعة سرقة وهمية

وبعد ذلك، نشر بوصفيحة على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق ما جرى في تلك المكالمة، وما تلا ذلك.

وحسب ما يظهر في الفيديو، طلب المذيع من المعدين إعادة الاتصال بالرقم، غير أنهم أخبروه أن الهاتف مغلق، قبل أن يعيد الضحية المفترضة الاتصال بعد 40 دقيقة من هاتف قال إنه لصديقه، ليؤكد تعرضه للسرقة من داخل سيارته وسط مدينة الدار البيضاء، مشيرا إلى أنه لجأ إلى السلطات الأمنية لتسجيل شكوى، لكن طُلب منه الانتظار إلى حين الاطلاع على كاميرات المراقبة.

ويظهر الفيديو أيضا استضافة بوصفيحة للمتصل في اليوم التالي، وإعلان إهدائه هاتفا جديدا بدلا من ذلك الذي ادعى سرقته في الواقعة التي أثارت جدلا واسعا، خاصة بعدما أعلنت السلطات الأمنية أنه تم فتح بحث قضائي “لتحديد جميع المتورطين في اختلاق جريمة وهمية، ونشر خبر زائف يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين بواسطة الأنظمة المعلوماتية وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة”.

وذكر بيان الأمن المغربي، أن “الأبحاث المنجزة بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أوضحت أن الشخص المتصل انتحل هوية مغلوطة واختلق واقعة سرقة وهمية بمشاركة شخص ثان، ولم يراجع أي مصلحة أمنية، وأنه تحصل على الهاتف بغرض تحقيق منافع شخصية والرفع من مشاهدات الإذاعة المذكورة”.

وأضاف البيان، أنه تم “توقيف المشارك الثاني في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية التي تمس بالشعور بالأمن والسكينة العامة والذي تبين أنه سبق أن قام بعدة عمليات تدليسية مماثلة وفق نفس الأسلوب الإجرامي”.

وتابع المصدر ذاته أن المصالح الأمنية “تجري خبرات رقمية دقيقة بغرض التحقق من إمكانية وجود تحريض أو تنسيق مسبق بين المشتبه فيهما وطاقم البرنامج الذي تلقى هذا الاتصال والذي تضمن عناصر تأسيسية مادية ومعنوية لعدد من الجرائم المعاقب عليها قانونا”.

5