إدانة صحيفة "إل موندو" بسبب مقال مفبرك عن التجسس لصالح المغرب

مقال صحيفة إل موندو الإسبانية "كُتب بخلفية لها علاقة بالتشنجات في العلاقات المغربية – الإسبانية آنذاك".
الخميس 2022/09/22
نبرة لا تتوافق مع الحياد

مدريد - قضت المحكمة الإقليمية لبرشلونة بإسبانيا بإدانة صحيفة “إل موندو”، والحكم عليها بأداء يورو رمزي لشركة أنشأها مغاربة، وذلك على خلفية تقرير نشرته الصحيفة قبل نحو ثلاث سنوات، ادعت فيه أن الشركة المعنية تعمل لصالح المغرب. كما طالبت المحكمة الصحيفة بسحب الخبر ونشر خبر جديد يفند ذلك ورقيا وعلى موقعها الإلكتروني.

واعتبرت المحكمة الإقليمية لبرشلونة، التي أصدرت الحكم، أن جزءا من المعلومات قد تم تحريفه وكُتب بنبرة لا تتوافق مع الحياد، كما وصفت الاتهامات الواردة في المقال، من قبيل “شركات شبحية أو وهمية، أو غطاء لغسيل الأموال، ومركز للتجسس أو الفساد والاشتباه في الفواتير التي تم إصدارها”، اتهامات “خطيرة”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “الصحافي ملزم، في الحالات التي قد يتم فيها المساس بافتراض البراءة، بالصرامة الشديدة في المعلومات المقدمة وليس مسموحا له تعديل البيانات التي حصل عليها من المصادر”، مضيفة أنه خلافا لما ورد في المقال، فإن هذه القضية “لم تكن معروضة على القضاء أو قيد التحقيق من طرف محكمة“.

وذكرت “إلكونفيدونسيال ديجيتال” الإسبانية أن تقرير “إل موندو” الذي نشر في يونيو 2019، معنونا بـ”الشاشة النسائية.. لأعمال الجواسيس المغاربة في إسبانيا”، زعم “تورّط مغاربة في إسبانيا، وبالضبط في إقليم كتالونيا في التجسس لصالح المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد) وتحويل أموال مخصّصة للجمعيات الدينية إلى حسابات شركات وهمية عبر زوجات ثلاثة مغاربة، من بينهن زوجة عبدالله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج”.

واتهم التقرير وكالة أسفار في (ماتارو) ببرشلونة بأنها “وهمية” وجرى إنشاؤها بغرض غسيل الأموال، مع حديثه عن إصدار فواتير مزورة بقيمة تناهز 50 ألف يورو في اليوم ذاته. وأرفقت “إل موندو” تقريرها بصورة للمقر الذي تقع فيه الشركة مع شعارها.

وقالت “إلكونفيدونسيال” إن وكالة الأسفار ردت بالتنديد بـ”إل موندو” ومحررها، مشددة على أن الاتهامات باطلة، وأن التصريحات عن كونها شركة وهمية “كاذبة”، وتنتهك شرفها وسمعتها.

وقال عبدالله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج أحد أطراف القضية ضد صحيفة “إل موندو”، إن هذا المقال “كُتب بخلفية لها علاقة بالتشنجات في العلاقات المغربية – الإسبانية آنذاك، وهو ما دفع بمجموعة من الصحافيين الإسبان الذين يعادون المغرب، ومازالوا، إلى مهاجمة المغرب ورموزه، من بينهم العاهل المغربي الملك محمد السادس، عبر مقالاتهم”، داعيا في هذا السياق إلى “تمحيص ما يُنشر في الصحافة الأجنبية قبل ترجمته ونشره في الصحف المغربية”.

16