إدانة دولية لاستمرار سجن صحافيي "جمهوريت" التركية

فيينا – حثت منظمات أوروبية وأممية معنية بمراقبة حرية التعبير تركيا على إطلاق سراح صحافيين بعد أن مددت محكمة تركية فترة احتجاز خمسة من العاملين في صحيفة “جمهوريت” المعارضة للحكومة.
وقال مقررا حرية التعبير في الأمم المتحدة، ديفيد كاي وهارلم ديسير، ممثل حرية الإعلام في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا “إن قرار إبقائهم في السجن ليس فقط غير جدير بالديمقراطية، بل إنه يتجاهل أيضا جميع الالتزامات الدولية ذات الصلة، التي تعهدت الدولة بحمايتها”.
ورفضت المحكمة التماسا بإطلاق سراحهم خلال إجراءات محاكمتهم، واستجابت لتوصية الادعاء بتمديد فترة الحبس الاحتياطي للعاملين الخمسة في صحيفة “جمهوريت”، ومن بينهم الناشر أكين اتالاي ورئيس التحرير مراد سابونجو.
وبررت المحكمة قرارها بالإبقاء على الصحافيين قيد التوقيف بسبب عدم تمكنها من استجواب ثلاثة شهود بعد استدعائهم للاستماع إليهم الاثنين. وقال كاي وديسير “يجب الإفراج عنهم على الفور، إلى جانب جميع الصحافيين المعتقلين في البلاد”.
وقد تم توجيه الاتهام لـ18 من العاملين في الصحيفة. ويشتبه في أن الخمسة المحتجزين يدعمون منظمات إرهابية مختلفة وقد يواجهون عقوبات بالسجن تتراوح مدتها بين سبعة أعوام ونصف العام و43 عاما.
وأفاد رئيس المحكمة بأن قرارا “نهائيا” حول قضية استمرار توقيف طاقم “جمهوريت” سوف يتخذ خلال جلسة استماع مقررة في 25 سبتمبر المقبل. وترمز القضية بالنسبة إلى معارضي الحكومة إلى تراجع الحريات خاصة بعد انقلاب العام الماضي الفاشل، عندما شنت أنقرة حملة قمع استهدفت خصومها وأشخاصا زعمت ارتباطهم بالانقلابيين.
وتعد يومية “جمهوريت” العلمانية أحد الأصوات القليلة في الإعلام التركي المعارضة لأردوغان والتي تنشر مواضيع محرجة تغضب الموجودين في أروقة السلطة. وفي 28 يوليو الماضي أفرجت محكمة في إسطنبول عن سبعة من طاقم الصحيفة بعد توقيف دام 271 يوما، بينهم رسام الكاريكاتور الشهير موسى كارت.
لكن بعض أبرز العاملين فيها لا يزالون وراء القضبان مثل المعلق قدري غورسيل والصحافي الاستقصائي أحمد شيك. وأبدى غورسيل تحديا عندما وقف أمام منصة المحكمة وقال إنه يحاكم بسبب “نشاطاته الصحافية”.
وأضاف “مهما سيكون الحكم، فإن ضميري مرتاح. وإذا كان هناك القليل المتبقي من العدالة في هذه الفترة التي يتم فيها الدوس على العدالة، أعلم أنه سيتم إطلاق سراحي”.
ويقبع غورسيل مع صابونجو وآتالاي في السجن منذ 316 يوما، بينما شيك محتجز منذ 255 يوما. وشيك هو مؤلف الكتاب الشهير الذي صدر عام 2011 تحت عنوان “جيش الإمام” ويكشف فيه كيف تسلل أتباع الداعية الاسلامي فتح الله
غولن إلى الدولة التركية وأقاموا روابط مع الحزب الحاكم.
بدوره دان سابونجو المحاكمة وقال للقاضي إنها “دخلت أكثر الصفحات سوادا في تاريخ حرية الصحافة” في تركيا.