إدارة مطار القامشلي الدولي تثير خلافا بين الأكراد ودمشق

الهيئة العامة للطيران المدني السوري تعلن عن إغلاق مطار القامشلي الدولي حاليا لأسباب تشغيلية.
الاثنين 2025/06/23
تثبيت للسيطرة الكردية

القامشلي (سوريا) - أثار قرار الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا إحداث إدارة عامة تابعة لها لمطار القامشلي الدولي، غضب دمشق، ما يبدد بذلك الأجواء الإيجابية التي طبعت التحضيرات لمفاوضات مفصلة بين الجانبين.

ويأتي القرار في وقت تداولت فيه مواقع إخبارية أنباء عن اعتزام روسيا نقل قاعدة حميميم إلى مطار القامشلي الواقع في أقصى شمال شرق سوريا، وسط اعتقاد بأن مثل هذه التسريبات قد تكون رسائل روسية أو كردية للضغط على دمشق.

وبحسب وثيقة صدرت عن “المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا”، فإن قرار استحداث “الإدارة العامة لمطار القامشلي”، أتى بناء على “مقتضيات المصلحة العامة”، وستتبع إدارته إلى “المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية إداريا وماليا”.

وفي رد على القرار، أعلنت “الهيئة العامة للطيران المدني السوري”، عن إغلاق مطار القامشلي الدولي حاليا لأسباب تشغيلية، و”يُعد هذا الإغلاق نافذا وملزما لجميع شركات الطيران والجهات المعنية محليا ودوليا”.

الخطوة تتناقض وروح الاتفاق المبرم في العاشر من مارس بين قوات سوريا الديمقراطية والرئيس أحمد الشرع

وأكدت الهيئة في بيان لها أنها “الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بإدارة وتشغيل المطارات في الجمهورية العربية السورية، وتنظيم الحركة الجوية ضمن الأجواء السورية، بما في ذلك إصدار أو تعديل أي إعلانات ملاحية”. وشددت على أن “المطار مغلق أمام الحركة الجوية مهما كانت”، وأن “قرار تشغيله أو استخدامه يصدر حصرا عن الهيئة العامة للطيران المدني السوري”، محذّرة من أن “أي محاولة لاستخدامه دون تنسيق وموافقة رسمية تُعد خرقا واضحا للقوانين والأنظمة الدولية”.

ويرى محللون أن القرار الصادر عن الإدارة الذاتية هو تثبيت لواقع سيطرة الأكراد على المطار، لافتين إلى أن الخطوة تتناقض وروح الاتفاق المبرم في العاشر من مارس الماضي بين قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية، والرئيس أحمد الشرع، والذي ينص في أحد بنوده على دمج المؤسسات العسكرية والإدارية في المنطقة بالدولة السورية.

ويقول المحللون إن الخطوة لم تكن متوقعة خصوصا وأنها تأتي في وقت يجري فيه الاستعداد لمفاوضات بين لجان ممثلة عن الأكراد ودمشق لمناقشة تفاصيل الاتفاق.

ويشير المراقبون إلى أن القرار لن يكون له أثر عملي، حيث إنه من غير الممكن استخدام المطار بدون موافقة السلطات السورية، لكنه يحمل أبعادا سياسية، لعل أهمها أن الأكراد لن يقبلوا بحل الإدارة الذاتية قبل الاتفاق على نظام لامركزي في سوريا، أو أقله الاتفاق على وضع خاص بهم في المنطقة.

وكانت الإدارة الذاتية قامت في السابع عشر من مايو الماضي بصيانة مداخل مطار القامشلي، ووضعت لوحات على صالة القادمين والمغادرين مكتوبة بأربع لغات، وهي: العربية والكردية والإنجليزية والسريانية.

2