إدارة بايدن تعلن عن توجه لإعادة ضبط العلاقة مع الرياض

بايدن يريد إعادة ضبط العلاقات مع السعودية ويعتزم التواصل مع الملك سلمان واستثناء ولي العهد في خطوة من شأنها أن تثير التوتّر مع الرياض.
الأربعاء 2021/02/17
مناكفات مع السعودية الحليف الهام في المنطقة

واشنطن - كشفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن ملامح سياستها الخارجية تجاه السعودية بإعلانها عن "إعادة ضبط" العلاقات مع الرياض وحصر التواصل مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وليس مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في خطوة من شأنها أن تثير التوتّر مع الرياض.

وقال المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي "كنّا واضحين منذ البداية بأننا سنعيد ضبط علاقاتنا مع السعودية"، وذلك في مؤشر على نهج مختلف عن ذلك الذي اتّبعه الرئيس السابق دونالد ترامب تجاه الرياض.

ولدى سؤالها عن إمكانية إجراء بايدن محادثات هاتفية مع ولي العهد السعودي الذي كان المحاور المفضّل للإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب، أشارت ساكي بكل وضوح إلى أن هذا الأمر ليس على جدول الأعمال.

وأوضحت أن "نظير الرئيس هو الملك سلمان وهو سيتحادث معه في الوقت المناسب".

ومنذ توليه الرئاسة الأميركية في 20 يناير، سلك بايدن مسارا تباعديا مع السعودية في عدد من الملفات رغم أن الرياض حليف استراتيجي لواشنطن في المنطقة منذ عقود وحتى مع تعاقب الحكومات الأميركية.

جين بساكي: نظير بايدن هو الملك سلمان وسيتحادث معه في الوقت المناسب
جين ساكي: نظير بايدن هو الملك سلمان وسيتحادث معه في الوقت المناسب

وتعهّد بايدن خلال حملته الانتخابية بالتدقيق في سياسات السعودية بعد سنوات من العلاقة الوطيدة بين الرياض وسلفه ترامب، بينما يتحرّك في الوقت ذاته لإعادة إطلاق المحادثات حول الملف النووي مع طهران، العدو اللدود للرياض واعتماد مقاربة ليّنة مع ميليشيات الحوثي في اليمن.

وأعلنت إدارة بايدن عن وضع حد للدعم الأميركي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، معتبرا أنها تسبّبت بـ"كارثة إنسانية واستراتيجية"، وشطب المتمرّدين الحوثيين من قائمة "المنظمات الإرهابية".

لكنّ الحوثيين واصلوا هجماتهم الصاروخية على المملكة مستغلين قرار إلغاء التصنيف رغم أن واشنطن دعتهم إلى وقف الهجمات وأكدت دعمها لأمن المملكة وسلامة أراضيها.

وكانت إدارة الرئيس السابق قد أدرجت الحوثيين على قائمة الإرهاب قبل أيام من انتهاء ولايتها في قرار أدانته منظمات إنسانية، معتبرة أن من شأنه أن يعيق وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ويراهن الحوثيون ومن خلفهم إيران على حالة القطيعة التي أظهرتها إدارة بايدن مع استراتيجية سلفه السابق ترامب بما في ذلك الاستراتيجية الأميركية تجاه طهران والشرق الأوسط وفي مقدمة ذلك حرب اليمن.

ويقول مراقبون إن إدارة بايدن تظهر إلى حد الآن أنها ستسير على خطى إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما في الانفتاح على إيران والتغاضي عن أنشطتها المهددة للأمن الإقليمي.

ويعتبر الملف النووي الإيراني من الملفات الخلافية، حيث تنتقد الرياض سياسة تخفيف الضغوط التي ينتهجها بايدن في وقت تمارس فيه طهران التصعيد في المنطقة وترفض العودة إلى التزاماتها النووية.

وتدعو السعودية إلى تشريكها في أي مفاوضات مستقبلية بخصوص الملف النووي الإيراني مطالبة بتضمين ترسانتها الصاروخية وتهديداتها في أي اتفاق.