إدارة بايدن تستأنف الحوار الاستراتيجي مع العراق لتحديد مسار العلاقات

العراق يرسل طلبا رسميا لإدارة بايدن لتحديد موعد لاستئناف المحادثات بشأن العلاقات الثنائية وانسحاب القوات الأميركية.
الأربعاء 2021/03/24
التواجد الأميركي في العراق شوكة في حلق ميليشيات إيران

واشنطن - من المقرر أن تستأنف الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي جو بايدن المحادثات الثنائية مع الحكومة العراقية، لتحديد مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك وجود القوات العسكرية الأميركية في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "نتطلع إلى تجديد حوارنا الاستراتيجي مع حكومة العراق خلال شهر أبريل".

وأضافت أن الاجتماعات ستوضح أن قوات التحالف موجودة في العراق فقط لغرض تدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية لضمان عدم تمكن داعش من الظهور مجددا.

وتابعت أن المحادثات ستتناول مصالح بغداد وواشنطن المتبادلة في ما يتعلق بعدد من القضايا مثل الثقافة والتجارة والمناخ.

وكان العراق أرسل طلبا رسميا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لتحديد موعد لاستئناف المحادثات الاستراتيجية بشأن العلاقات الثنائية وانسحاب القوات المتبقية في البلاد، وفقا لما ذكره مسؤولون عراقيون. وستكون المحادثات، التي بدأت في يونيو الماضي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، هي الأولى تحت إشراف بايدن الذي تولى الرئاسة في يناير الماضي.

جين ساكي: وجود قوات التحالف ضمان لعدم تمكن داعش من الظهور مجددا
جين ساكي: وجود قوات التحالف ضمان لعدم تمكن داعش من الظهور مجددا

وعقدت جلستان من المحادثات الاستراتيجية في يونيو وأغسطس الماضيين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. ومن بين القضايا المطروحة على جدول الأعمال قبيل المحادثات تواجد القوات الأميركية في البلاد وتصرف الميليشيات خارج سلطة الدولة والأزمة الاقتصادية الطاحنة في العراق.

وتأزمت العلاقات بين البلدين واتسمت بالتوتر، خاصة بعد غارة جوية أميركية في يناير الماضي تسببت في مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقية أبومهدي المهندس، خارج مطار بغداد.

وفاقم اغتيال سليماني حدة الصراع بين حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والميليشيات التي تعمل على تنفيذ أجندة إيران ولا تبالي بمصالح العراق الاستراتيجية مع الشركاء الدوليين.

ولطالما كان ملف إنهاء الوجود الأميركي في العراق محل تجاذبات سياسية واسعة في العراق، حيث يرى مسؤولون أن خروج القوات الأميركية سيفتح المجال أمام إيران وأذرعها لزيادة نفوذها، في وقت تواجه فيه الحكومة العراقية ضغوطا من طهران ووكلائها المطالبين بإخراج القوات الأجنبية من العراق.

وكانت فصائل شيعية مسلحة بينها كتائب "حزب الله" المنضوية تحت لواء "الحشد الشعبي" هددت باستهداف القوات والمصالح الأميركية في العراق إذا لم تنسحب، امتثالا لقرار أصدره البرلمان ردا على واقعة اغتيال قاسم سليماني، والقاضي بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

وتعلن فصائل غير معروفة عادة مسؤوليتها عن هجمات تستهدف المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر السفارة الأميركية، ويقول مسؤولون عراقيون وأميركيون إنها واجهة تتستر خلفها فصائل متشددة موالية لإيران داخل العراق.

وينفي الحشد أي صلة بالهجمات التي استهدفت الوجود الأميركي والمصالح الأميركية في العراق، لكن أشرطة فيديو ورسائل تبني العمليات نُشرت على الإنترنت تكشف عن صلة محتملة له بها من خلال مجموعات تعمل تحت أسماء مختلفة.

وتعهد الكاظمي بوقف الهجمات الصاروخية، لكنه يواجه صعوبة في محاسبة الفصائل المسؤولة، ما يثير استياء الولايات المتحدة.

وكان البلدان وقعا اتفاقية الإطار الاستراتيجي في 2008 لتمهّد آنذاك لخروج القوات الأميركية من العراق بشكل كامل أواخر 2011 بعد 8 سنوات على الاحتلال. كما تنظم الاتفاقية العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها.