إخوان ليبيا يختارون عماد البناني أحد صقور التنظيم خلفا لصوان

طرابلس - انتخب حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا القيادي المتطرف عماد البناني رئيسا جديدا للحزب.
وبحسب بيان للحزب المنتمي إلى الجماعة، المصنف إرهابيا من قبل مجلس النواب، والمنحل بقرار لجنة شؤون الأحزاب بوزارة العدل، فإن أعضاء المؤتمر العام للحزب اختاروا عماد البناني رئيسا جديدا للحزب خلفا للرئيس الحالي محمد صوان.
وكانت المنافسة على رئاسة الحزب قد انحسرت بين البناني وسليمان عبدالقادر ليدخل المتنافسان في جولة ثانية من التصويت، ليحسمها البناني بعدما حصل على 231 صوتا من أصل 399 شاركوا في التصويت.
ومن المقرر أن تستمر ولاية البناني لمدة 4 أعوام خلفا لصوان، الذي تزعّم الحزب لمدة عشر سنوات.
وسبق أن أكد صوان عدم ترشحه لمنصب رئاسة الحزب لدورة أخرى تحت أي تعديل أو شرط، مشيرا إلى أنه قرر فتح المجال أمام قيادات الحزب.
واعتبر في بيان مرئي للدعوة إلى المؤتمر العام الاستثنائي للحزب، السنوات العشر التي قضاها على رأس الحزب، وسط ظروف وصفها بأنها غاية في الصعوبة، هي "رصيد يدعوه إلى الانطلاق بشكل جديد في العمل السياسي".
والبناني من مواليد بنغازي عام 1960، وهو أحد أخطر قيادات الإخوان في ليبيا وينتمي إلى التيار القطبي في التنظيم، ويقف وراء دعمه كل من مفتي الإرهاب الصادق الغرياني وعلي الصلابي.
ويعدّ أحد مؤسسي تنظيم الإخوان في مدينة بنغازي بالشرق الليبي. كما شارك في تأسيس حزب الإخوان في 2012، وسبق وألقي عليه القبض عدة مرات في فترة حكم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وينتمي البناني إلى ما يعرف بـ"صقور تنظيم الإخوان" في ليبيا الرافضين للحل السياسي للأزمة، وله علاقات واسعة بالميليشيات، وسبق واقترح تشكيل جيش منهم تحت مسمى "قوات الحرس الوطني"، وهو مدرج رقم 38 ضمن 75 شخصية ليبية إخوانية على قائمة الإرهاب الخاصة بمجلس النواب الليبي.
وعمل في بداياته مهندس طيران، قبل أن يغادر البلاد سنة 1995 ويستقر به المقام في زيورخ السويسرية، وهو إحدى أبرز الشخصيات الإخوانية الموجودة في أوروبا، وتشير التقارير بشأن البناني إلى ارتباط وثيق بينه وبين القيادي الإخواني المصري يوسف ندا.
وسبق ودعم سيطرة الإخوان عقب ما يعرف بـ"الربيع العربي"، وقال في تصريحات إعلامية "نحن نرى في نجاحات ماليزيا وتركيا النموذج الأمثل الذي يمكن أن نستفيد منه، وأن نجاح الإخوان في تونس ومصر سيخلق نوعا من الانسجام العام في المنطقة".
وعقد الحزب منذ ثلاثة أيام مؤتمره العام الاستثنائي في العاصمة طرابلس، بهدف مناقشة وتغيير سياسات ورؤية الحزب في المرحلة المقبلة.
وفي الفترة الأخيرة ساد سخط عام من رئيس حزب العدالة والبناء الإخواني صوان الذي ترددت تسريبات له من وقت إلى آخر، حول نوايا الحزب وتحركاته لإفساد المشهد السياسي.
ويأتي هذا التحرك من الحزب فيما تستعد السلطة الليبية الجديدة لإجراء الانتخابات العامة الوطنية النيابية والرئاسية في موعدها المحدد في 24 ديسمبر المقبل.
وفي وقت سابق أعلنت لجنة شؤون الأحزاب بالمجلس الأعلى للقضاء الليبي، عن البدء في استقبال طلبات الحصول على تصاريح تأسيس الأحزاب السياسية.
وأكدت اللجنة في بيان لها أنها وفقا للقانون رقم 29 لسنة 2021 بشأن تنظيم الأحزاب السياسية ولائحته التنفيذية، ستباشر عملها بمنح التصاريح اعتبارا من 1 يونيو المقبل بمقرها في وزارة العدل في العاصمة طرابلس.
وناشدت الكيانات التي سبق وحصلت على تصاريح لممارسة العمل السياسي بوصفها أحزابا سياسية، إعادة تقديم الطلبات نظرا لبطلان إجراءات تشكيلها لصدورها عن اللجنة السابقة الملغاة.
وبهذا القرار تعد جميع الأحزاب الحالية في ليبيا في حكم الباطلة والمنعدمة، بما فيها حزب "العدالة والبناء" الذراع السياسية لتنظيم الإخوان.
وسبق أن صنف مجلس النواب الليبي تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، وجرّم الانضمام إليها خاصة مع ضلوعها في دعم التنظيمات الإرهابية في مختلف المناطق الليبية.
وتمر ليبيا بمخاض سياسي صعب وصولا إلى الانتخابات العامة (النيابية والرئاسية) المقررة في ديسمبر القادم، مرورا بإقرار قاعدة دستورية والقوانين اللازمة.