إخفاقات تحقيق الأرباح تفقد الشركات شهية الطروحات في الخليج

أرباح مخيبة للتوقعات تزيد من اضطراب الأسواق الخليجية.
الجمعة 2025/04/04
مؤشرات غير مريحة

الرياض - بدأت الشركات في منطقة الشرق الأوسط، والتي استفادت من موجة الاكتتابات العامة الأولية خلال السنوات الأخيرة، في دفع ضريبة إخفاقها في تحقيق توقعات الأرباح الطموحة.

وبعدما كانت المنطقة مركزاً نشطاً للاكتتابات العامة، بدت بعض الشركات المدرجة حديثاً تعاني من أداء ضعيف عند بدء التداول، مع رفض المستثمرين للتقييمات المبالغ فيها.

ويقول المحللون إن القلق الآن يمتد إلى نتائج الأرباح المخيبة للتوقعات مما يزيد من اضطراب الأسواق، ويجعل المستثمرين يعيدون حساباتهم وترتيب أولوياتهم خلال المرحلة القادمة.

وفي دليل على هذا الاضطراب واصلت أسهم لولو ريتيل هولدينغز المشغّلة لسلسلة الهايبرماركت، التي جذبت صناديق سيادية مثل صندوق جي.آي.سي السنغافوري في ثاني أكبر اكتتاب عام أولي لدى الإمارات لعام 2024، تراجعها.

ويأتي ذلك بعد أن أخفقت في تحقيق التوقعات خلال أول إعلان للأرباح بعد إدراجها في فبراير، حيث فقد سهم الشركة أكثر من ثلث قيمته منذ الاكتتاب بعد بدء تداولها قبل أقل من خمسة أشهر.

رامي صيداني: السوق باتت أكثر حساسية للتقييمات وستعاقب الشركات
رامي صيداني: السوق باتت أكثر حساسية للتقييمات وستعاقب الشركات

وبالمثل، محت ناس ون بيوتي السعودية للتسويق الإلكتروني وهي شركة تجارة إلكترونية، جزءاً كبيراً من مكاسبها البالغة 30 في المئة خلال اليوم الأول من يناير الماضي، لأنها لم تحقق الأهداف المتوقعة من حيث الإيرادات والأرباح.

ونسبت وكالة بلومبيرغ إلى رامي صيداني، رئيس قسم الاستثمار في الأسواق الواعدة لدى شركة شرويدر انفستمنت مانجمنت قوله إنه “من الواضح أن السوق أصبحت أكثر حساسية للتقييمات وسوف تعاقب الشركات التي لا تحقق توقعاتها.”

وأكد صيداني أن مؤسسته تعمل على التواصل مع بعض الشركات لتحسين إرشاداتها والتواصل بشأن أدائها وتوجهاتها المستقبلية.

ولاحظ المحللون وصناع الاستثمار بروز موجة قوية للطلبات على الطروحات الأولية في أسواق الخليج العربي مع اقتراب نهاية عام 2024، وذلك على الرغم من الضبابية التي لا تزال تلقي بظلالها على أوضاع الاقتصاد العالمي عموما.

وكثف المستثمرون منذ فترة إقبالهم على الاكتتابات في المنطقة، حيث تستعد مجموعة متنوعة من الشركات، من تجارة التجزئة إلى مستحضرات التجميل والرعاية الصحية، لطرح أسهمها مع سعي اقتصادات المنطقة إلى التنويع بعيداً عن النفط.

ومع ذلك، يرى الخبراء أن عدم كفاية التواصل مع السوق يؤثر أيضاً على معنويات السوق. وعلى الرغم من تحسن جودة علاقات المستثمرين خلال موجة الاكتتابات العامة في الشرق الأوسط، إلا أن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به.

وقال باولو كاساماسيما، الرئيس التنفيذي لشركة ميدل إيست إنفستور ريليشنز أسوسييشن إن “بعض الشركات تستعد للاكتتابات العامة دون وجود فريق متخصص في التواصل مع المستثمرين.”

وأوضح أن أفضل طريقة للتعامل مع الاكتتاب العام هي تأسيس قسم علاقات المستثمرين قبل الطرح بعام على الأقل.

ويستغرق الأمر من ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل للتعرف على جميع الأطراف المعنية داخل الشركة وفهم أقسامها المختلفة.

وهناك بعض الشركات لا ترغب في التحدث مع المستثمرين خوفاً من أن يطرحوا أسئلة صعبة، وفق كاساماسيما.

كما أن عدداً قليلاً من المحللين الماليين يقدمون تغطية للأسواق أو الشركات المعنية، وهو ما يقلل من فرص جذب الاستثمارات الكبيرة من المؤسسات المالية.

باولو كاساماسيما: لا بد من تشكيل فرق تواصل مع المستثمرين قبل الطرح
باولو كاساماسيما: لا بد من تشكيل فرق تواصل مع المستثمرين قبل الطرح

وقال كاساماسيما “في النهاية، تتواجد قاعدة مساهمين تركز بشكل كبير على المستثمرين الأفراد، مما يعني أن لديهم أفق استثماري أقصر بكثير.” وأضاف “هذه مشكلة لأنك لا تركز على المستثمرين طويلين الأجل الذين يرغبون في دعم الشركة وربما حتى دعم الإدارة.”

وشهدت بورصات دول الخليج 31 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 18.2 مليار دولار العام الماضي، متجاوزة ما يقارب 11 مليار دولار في عام 2023 بأكمله، بحسب البيانات التي جمعتها بلومبيرغ.

ومع ذلك، فإن تدفق الصفقات المستمر، بما في ذلك طرح ثان لأسهم شركة النفط السعودية أرامكو بقيمة 12.3 مليار دولار في يونيو الماضي، أدّى إلى نشاط أكثر حذرا.

وقال سمير لاخاني المدير العام بشركة غلوبال كابيتال بارتنرز لإدارة الأصول، إن “الشركات التي تتمتع بقدرة أفضل على التواصل مع المستثمرين، مثل باركن وسالك تشهد أحجام تداول أكبر حيث أصبحت السوق أكثر دراية بأسمائها وتفهمها بشكل أفضل.”

وأضاف في تصريح لبلومبيرغ إنه “في النهاية، لا يمكن أن يكون هناك حد للمعلومات التي يجب توفيرها عندما يتعلق الأمر بشركة مدرجة.”

وفي سبتمبر الماضي، رجح أكبر بنك استثماري في الشرق الأوسط أن يركز المستثمرون في منطقة الخليج بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة على صفقات الاكتتاب الأكثر ربحية.

وأوضح بنك أي.أف.جي هيرمس أن مستثمري الأسهم باتوا “أكثر انتقائية بشأن توجيه أموالهم بعد طوفان من صفقات الطروحات.”

10