إحياء ذكرى اغتيال سليماني في العراق وسط تحذيرات من تصعيد الميليشيات

بغداد - تحل الأحد الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وسط تحذيرات من مغبة جر العراق إلى تصعيد سياسي عسكري.
وبدأ أنصار الحشد الشعبي بالتوافد إلى ساحة التحرير وسط بغداد للمشاركة في تظاهرات إحياء ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس ونائب رئيس الحشد الشعبي في ضربة جوية أميركية في مثل هذا اليوم من العام الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة خشية وقوع مواجهات أو شن هجمات انتقامية.
ويتزامن خروج المحتجين، الذين طالب عدد كبير منهم بالثأر، مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
واحتشد المتظاهرون في ساحة التحرير استجابة لدعوات من جماعات مسلحة تشكل ما يعرف بقوات الحشد الشعبي، والتي تتلقى الدعم والتدريب بالأساس من إيران.
ولوح المتظاهرون بالعلم العراقي ورددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة مثل "أميركا الشيطان الأكبر".
ووضع مصرع سليماني العراق في عين العاصفة، خاصة مع احتدام التوترات بين واشنطن وطهران في بغداد، وسط مخاوف من موجة انفجارات أمنية جديدة.
وتسود مخاوف من شن الفصائل العراقية المقربة من إيران هجمات على القوات والمصالح الأميركية، وسط تحذير من واشنطن من أنها سترد بقوة على هجوم يوقع ضحايا أميركيين.
وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن قوى تريد جر العراق إلى تصعيد عسكري وأمني، مشددا على ضرورة احترام أمن البعثات الدبلوماسية في البلاد.
وأشار الصدر "تريد بعض الجهات وبعض الدول إدخالنا في بوتقة التصعيد العسكري والأمني في العراق".
وأضاف مخاطبا أنصاره "يمنع منعا باتا استعمال السلاح خارج نطاق الدولة، ويمنع استهداف أي من البعثات الدبلوماسية أيا كانت بل مطلقا".
وأردف بالقول "كل من يفعل ذلك، فهو عاص لأوامرنا وقراراتنا بل هو يضر بأمن العراق أرضا وشعبا وينفع قوى الشر والظلام لجر العراق إلى العنف وجعله ساحة للصراعات الإقليمية والدولية".
وختم الصدر تغريدته قائلا "لتعلموا أن العراق وشعبه بحاجة إلى السلام والسيادة".
وبحسب مصادر مقربة من منظمي المظاهرات، فإن المحتجين سيرفعون شعار إخراج القوات الأميركية من العراق.
وأعلنت ميليشيا "حزب الله" العراقي الأحد أن عناصرها لا تنوي الدخول إلى السفارة الأميركية في بغداد خلال إحياء ذكرى اغتيال سليماني.
وقال الأمين العام لكتائب "حزب الله" أبوحسين الحميداوي "لن ندخل اليوم إلى سفارة الشر (السفارة الأميركية)، ولن نطيح بهذه الحكومة (العراقية)، فما زال في الوقت متسع".
وأضاف "سلاحنا أكثر ضبطا وتنظيما من أرقى الجيوش والمؤسسات العسكرية على مر التاريخ، وهو أكثرها شرعية وعقلانية، وسيبقى بأيدينا، ولن نسمح لأحد أن يعبث بهذا السلاح".
في المقابل عززت قوات الأمن تواجدها بمحيط جميع السفارات الأجنبية والمواقع الأمنية والعسكرية في بغداد، تحسبا لأي طارئ.
وفي 20 ديسمبر أطلق مجهولون 8 صواريخ على المنطقة الخضراء سقط معظمها على أبنية سكنية فيما سقط أحد الصواريخ قرب حاجز أمني ما أدى إلى إصابة مجند وفق بيان وزارة الدفاع العراقية.
واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بالوقوف وراء الهجوم، فيما قالت السلطات العراقية لاحقا إنها اعتقلت عنصرا "خارجا عن القانون" تبين لاحقا أنه ينتمي إلى فصيل عصائب أهل الحق المسلح المنضوي في الحشد الشعبي والمقرب من إيران، لتورطه في الهجوم الصاروخي.
ودعا رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي إلى الالتزام بـ"أطر" الدولة لتجاوز صراع مدمر في المنطقة.
وقال العبادي في تغريدة له على موقع تويتر "تمر اليوم الذكرى الأولى لحادثة المطار الدامية التي استشهد جراءها قادة قاتلوا معنا لهزيمة داعش، وتم التجاوز على سيادة العراق وخرق أمنه".
وأضاف أن "التصعيد الذي حذرنا منه كاد، ولا يزال، يدخل العراق والمنطقة في صراع مدمر، يمكن تجاوزه بالتزام الحكمة وحماية سيادة البلد ومصالحه والتزام أطر الدولة".
وقبيل انطلاق مراسم إحياء ذكرى اغتيال سليماني، كثفت قيادات إيرانية بارزة من تهديداتها، حيث هدد قائد فيلق القدس الذي خلف سليماني، إسماعيل قاآني بشن هجمات داخل الولايات المتحدة أصلا.
كما هدد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي السبت بالرد على "أي خطوة" تستهدف إيران، إلا أن مراقبين قللوا من أهميتها خاصة وأن إيران لا تبدوا في وارد شن هجمات أو افتعال صراعات بانتظار ما ستؤول إليه مسار علاقاتها مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.