"إحدى عشرة حكاية من مراكش".. احتفال قصصيّ بمدينة متخيَّلة

كتاب يكشف أسرار مراكش عبر قصص المشاهير الذين وفدوا إليها.
الثلاثاء 2024/04/30
شخصيات حقيقية تعيش أحداثا متخيلة (لوحة: حسام بلان)

الدار البيضاء (المغرب) - يتحدث كتاب “إحدى عشرة حكاية من مراكش” للكاتب المغربي أنيس الرّافعي، عن عوالم ساحة جامع الفناء ذائعة الصيت، وطقوسها راسخة الصِّلة بالتراث والذاكرة المغربيين.

ويمثل الكتاب الذي تخللتهُ بالأبيض والأسود صور فوتوغرافية للفنّان حسن نديم، احتفالًا قصصيًّا وفوتوغرافيًّا باختيار مراكش عاصمة للثقافة الإسلاميّة.

يقعُ المؤلَّف الصادر عن دار أكورا للنشر والتوزيع، في 110 صفحات، وهو يضمُّ قصصًا قصيرة صاغها الرافعي عن مراكش متخيَّلة، تمثل “فضاءً كونيًّا” لتقاطع معيشٍ أسطوريّ وتاريخٍ مُموَّه مع شخصيّات مشهورة علقَت ذات يوم في الزمن الدائريّ والمتاهات المتشعّبة للمدينة، مثل بورخيس، أورويل، أناييس نين، غويتيسولو، جان جونيه، بول بولز، هتشكوك، وعبدالفتاح كيليطو”.

ووفقًا للناشر، تبدو جميعُ تلك الشخصيّات في الكتاب حقيقيّةً، بيد أنَّ الأحداث برمّتها من وحي الخيال، أو مُعادة التدوير أدبيًّا، وفق مبادئ “التخييل الغيريّ المضادّ للنظرة الاستشراقية المبتسرة”، كما لو أن أنيس الرافعي دليل سياحي حاذق لمدينة لامرئيّة تقعُ بجوار مراكش الفعليّة.

تقاطع معيشٍ أسطوريّ وتاريخٍ مُموَّه مع شخصيّات مشهورة علقَت ذات يوم في الزمن الدائريّ والمتاهات المتشعّبة للمدينة
تقاطع معيشٍ أسطوريّ وتاريخٍ مُموَّه مع شخصيّات مشهورة علقَت ذات يوم في الزمن الدائريّ والمتاهات المتشعّبة للمدينة

ويقول الرافعي عن هذه التجربة: “نريد من الزائر الغريب أن يكتشف أسرار مراكش عبر قصص المشاهير الذين وفدوا إليها، وعبر فوتوغرافيا شخوصها المارقة وسط الأبدية الصغيرة لساحة جامع الفناء، حيث لا وجود للزمن ولا أثر لتميز واحد عن آخر”.

ويضيف: “نريد، حسن نديم وأنا، أن نقدم مراكش عبر محكياتها الأكثر إدهاشًا وسحرًا وإثارة، تصل إلى مراكش فيستقبلك على بوابة المطار خورخي لويس بورخيس شخصيًّا، تركب التاكسي مع جورج أورويل.. يتكلف بك إلياس كانيتي في الفندق، ويشرف على جولاتك السياحية داخل المدينة العتيقة خوان غويتيسولو، يقترح عليك عباس صلادي طوافًا بين المتاحف والمعارض الفنية، ويمضي بك جاك ماغوريل إلى ضواحي المدينة وطبيعتها الخلابة، يرافقك وينستن تشرشل على وجبة العشاء في المطاعم المفتوحة للساحة، ويشرب بمعيتك ألفريد هتشكوك شايًا منعنعًا على إحدى السطيحات العلوية للمقاهي المطلة على ساحة العجب”.

ونقرأ على غلاف الكتاب المُهدى إلى الناقد العراقي الدكتور عبدالله إبراهيم: “سيبذلُ ما في وسع العزف إلى درجة سيدخل فيها جميع الحضور إلى غيابات وغياهب نفق طويل من ظلماتهم الداخليّة، وسيتمنّون في قرارة أعماقهم ألا تتوقّف نوتاته أبدًا، لأنّ على مشارف كلّ مقطع موسيقيّ كان يلفح أرواحهم بصيص نور في آخر ذلك النفق الطويل. سينقطعُ حسّ الموسيقى، وستضجّ الحلقة بوابل من التصفيق والنشوة، تحديدًا تلك النشوة التي تندلع في الوجوه غبّ لقاء النفس بنفسها بعد ضياع طويل، وعقب زمن غير محسوس لا ختامَ له”.

أنيس الرافعي هو من مواليد الدار البيضاء عام 1976، تخرج في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وتخصص في اللسانيات والنقد الأدبي الحديث، وهو واحد من أهم نُسّاك القصة القصيرة في المغرب وفي العالم العربي.

بقي مخلصا لكتابة القصة القصيرة ولم يغادرها إلى كتابة الرواية كما فعل كثير من القصاصين. وترجمت نماذج من أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والفارسية والصينية، كما تم اختياره كواحد من سبعة كتاب متميزين للمشاركة في الدورة الثانية لإدارة الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر العربية.

وترتكز تجربة الرافعي في الاشتغال على جماليات التجريب، التي يعتبرها الكاتب ليست بلوغا للغاية بل هي توق وتحفز دائم. تضمن مشروعه الإبداعي الاشتغال بفنون موازية من سينما، وتشكيل، وفوتوغرافيا، وموسيقى، وهي فنون لصيقة باهتماماته المعرفية والوجدانية، استثمرها الكاتب لخلق تجربة جديدة في القصة العربية.

13