إحباط مخطط لإقامة "إمارة إرهابية" جنوب تونس

إلقاء القبض على ثلاثة تكفيريين كانوا يستقطبون الشباب بواسطة إمام مسجد.
الخميس 2020/09/10
الأمن التونسي يحكم قبضته على الإرهاب

تونس - نجح الأمن التونسي في إفشال مخطط يستهدف إقامة "إمارة إرهابية" في مدينة قفصة، كبرى مدن الجنوب الغربي التونسي، وذلك بعد أيام قليلة من عملية إرهابية استهدفت قوى الأمن في مدينة سوسة الساحلية.

وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان، الخميس، إن مصلحة التوقي من الإرهاب التابعة للحرس الوطني بقفصة تمكنت الأربعاء من الكشف عن مخطط يهدف لتأسيس إمارة إرهابية في منطقة بئر السعد من بلدة القطار.

وأضافت الوزارة أنه تم إلقاء القبض على ثلاثة تكفيريين بعد أن تعمدوا التأثير على إمام خمس بإحدى المساجد بالجهة قصد استقطاب الفئات الشبابية، مشيرة إلى أنه تم الاحتفاظ بهم ومباشرة قضية عدلية في الغرض موضوعها الاشتباه في الانتماء إلى تنظيم إرهابي بعد استشارة النيابة العمومية.

وأعادت العملية إلى أذهان التونسيين ما حاول القيام به مجموعة من المتشددين من أنصار الشريعة المحظورة سنة 2012 من خلال السيطرة على مدينتي منزل بورقيبة وسجنان من محافظة بنزرت أقصى الشمال، لإقامة إمارة سلفية.

وتعتبر عملية قفصة الأخيرة وفقا لمحللين وخبراء من أنجح العمليات الاستباقية التي تستند في تحركها إلى معلومات استخباراتية دقيقة وعمل استعلاماتي مضن، وهي شبيهة في نجاعتها بعمليتين شهدتهما نفس المحافظة وقد نجحت فيهما قوات خاصة لمكافحة الإرهاب في القضاء على معظم العناصر القيادية لكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية.

وكانت قوات الأمن في تونس قد أحبطت مخططا إرهابيا لإقامة "إمارة إسلامية" في مدينة بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا في السابع من مارس العام 2016.

وشهدت تونس، الأحد الماضي، عملية إرهابية استهدفت دورية للحرس الوطني بمحافظة سوسة السياحية، راح ضحيتها عون حرس وجرح آخر، وتمكّنت قوات الأمن من القضاء على 3 إرهابيين، وإيقاف 9 أشخاص لارتباطهم بالعملية الإرهابية من بينهم إمام مسجد.

وتلقي هذه الحوادث الضوء على واحدة من أهم التحديات والتهديدات الأمنية التي تواجه السلطات التونسية، التي تتوجس من عودة نشاط الجماعات الإرهابية في البلاد، وتشعر بالقلق من اضطراب الأوضاع في ليبيا، مع استمرار نقل السلاح والمرتزقة والمتشدّدين الأجانب إلى مناطق الغرب الليبي القريبة من حدود البلاد.

وتشهد تونس عمليات إرهابية منذ مايو 2011 تصاعدت سنة 2015 ما أسفر عن مقتل عشرات الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب. وقتل 21 شخصا عام 2015 خلال احتجاز رهائن في متحف باردو الوطني في العاصمة التونسية، وقتل مسلح 38 شخصا في منتجع ساحلي. وفي العام التالي حاول المتشددون السيطرة على بلدة بن قردان قرب الحدود مع ليبيا.