إحباط فلسطيني يسبق زيارة جو بايدن إلى الشرق الأوسط

سياسة الرئيس الأميركي تجاه الملف الفلسطيني - الإسرائيلي لا تختلف عن سياسات سابقه دونالد ترامب جوهريا.
السبت 2022/06/25
نسير بنفس المقاربة وفي نفس الاتجاه

رام الله - اعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الموقف الأميركي بشأن القضية الفلسطينية لا يزال يراوح مكانه من حيث التصريحات والوعود دون وضع آليات جدية لتنفيذ ما وعد به الرئيس جو بايدن وتحدثت عنه الإدارة الأميركية.

وقالت اللجنة في بيان الخميس عقب اجتماع لها برئاسة الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله إن الموقف الأميركي "مازال يدعم الاحتلال على المستويات كافة دون أية إجراءات عملية لوقف سياسة الاحتلال الإرهابية وإعاقة كل إمكانية لفتح أفق سياسي جدي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".

وتتمثل الوعود في إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس ومكتب منظمة التحرير في واشنطن ودعم موازنة السلطة الفلسطينية والضغط على إسرائيل للحفاظ على الوضع القائم في القدس ووقف إجراءاتها أحادية الجانب واحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية.

وأشار البيان إلى أن الرئيس عباس وضع المجتمعين في صورة الاتصالات المتواصلة مع أطراف المجتمع الدولي للتأكيد على أهمية الضغط على إسرائيل لوقف سياسة التصعيد ضد الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من "تصفيات ميدانية" بإطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين.

◙ الرئيس عباس يؤكد على تشديد الاتصالات مع أطراف المجتمع الدولي للتأكيد على أهمية الضغط على إسرائيل لوقف سياسة التصعيد ضد الشعب الفلسطيني

وأكدت اللجنة أن الحل يكمن في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وخاصة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يضمن إنهاء الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وبما يجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وأعربت عن رفضها المطلق للتعامل "بالمعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي"، مطالبة بفرض المقاطعة الشاملة على "الاحتلال الإسرائيلي ومحاكمته أمام المحاكم الدولية وخاصة الجنائية الدولية التي يتعين عليها أن تعمل على تسريع آليات محاكمة الاحتلال على جرائمه المستمرة".

ودعت اللجنة إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومواصلة تفعيل جميع أشكال المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه، خاصة في المناطق المهددة بالمصادرة والبناء والتوسع الاستعماري الاستيطاني.

كما طالبت بسرعة الشروع في حوار وطني شامل بين الجميع لتجسيد الوحدة الوطنية الشاملة في مواجهة “التناقض الرئيسي مع الاحتلال، وبما يضمن إنهاء الانقسام البغيض الذي لا يستفيد منه سوى الاحتلال”.

وشددت اللجنة على التمسك الحازم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى القرار 194، ووقف أي إجراءات يمكن أن تمس هذا الحق المقدس، وكل محاولات تقويض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تمهيدا لشطب حق العودة.

وجاء اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير استباقا لزيارة الرئيس بايدن الذي سيصل إلى إسرائيل في الثالث عشر من يوليو المقبل في زيارة تستغرق 40 ساعة، كما سيزور الأراضي الفلسطينية ويلتقي عباس في مدينة بيت لحم.

وأعلن المجلس المركزي الفلسطيني في فبراير الماضي عقب اجتماعات في رام الله عن تعليق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان ووقف التنسيق الأمني بأشكاله المختلفة.

إحباط فلسطيني من تواصل نفس السياسة في عهد بايدن
إحباط فلسطيني من تواصل نفس السياسة في عهد بايدن

وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

ويشتكي الفلسطينيون من غياب الأفق السياسي، ومن تنصل إسرائيل من مبدأ "حل الدولتين"، وغياب أي ضغوط أميركية أو دولية عليها، لإجبارها على العودة إلى المسار السياسي.

كما تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدا من السلطات الإسرائيلية بلغ ذروته في اقتحامات المسجد الأقصى خلال الأسابيع الماضية، وأداء صلوات دينية يهودية في ساحاته، والاعتداء على المصلين الفلسطينيين واستمرار البناء الاستيطاني.

◙ الفلسطينيون يشتكون من غياب الأفق السياسي ومن تنصل إسرائيل من مبدأ "حل الدولتين" وغياب أي ضغوط أميركية أو دولية عليها لإجبارها على العودة إلى المسار السياسي

كما تشهد مدن الضفة الغربية اقتحامات شبه يومية من قبل الجيش الإسرائيلي، تتخللها اشتباكات تؤدي غالبا إلى مقتل وإصابة فلسطينيين. ويقول خبراء إن سياسة بايدن تجاه الملف الفلسطيني - الإسرائيلي لا تختلف عن سابقه ترامب جوهريا.

وتفاءل الفلسطينيون بخسارة ترامب للانتخابات وفوز بايدن الذي قال خلال الحملة الانتخابية إنه يدعم خيار الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) من خلال المفاوضات، لكن بايدن قال إنه لن يتراجع عن قرار ترامب نقل السفارة إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

ومنذ ذلك الحين يقول الفلسطينيون إن إدارة بايدن لم تف بوعودها باستثناء استئناف تقديم المساعدات المالية. ويقول عبدالمجيد سويلم الخبير السياسي الفلسطيني إن هناك فعليا حالة من الاستياء لدى السلطة الفلسطينية من سياسة الإدارة الأميركية عبّر عنها الرئيس عباس غير مرة. وأضاف "الإدارة الأميركية لم تحرك ساكنا، وتراجعت عن وعود قطعتها للفلسطينيين".

وأشار سويلم إلى أن إدارة بايدن تتعامل مع الملف بازدواجية، حيث تحثّ الفلسطينيين على المضي في خطوات، بينما تغض الطرف عن الانتهاكات والخطوات أحادية الجانب. وأكد أن "السياسة الأميركية سواء في العهد الجمهوري أو الديمقراطي تنتهج أسلوب المراوغة والتضليل والخداع".

وبيّن أنه "لا فروق جوهرية بين الجمهوري والديمقراطي تجاه إسرائيل؛ الجمهوري حليف فكري وأيديولوجي، في المقابل الديمقراطيون حليف سياسي، وهذا ليس أقل أهمية". وتابع "ما الفرق بين إدارة ترامب وبايدن؟ الاختلافات في الدرجة وليست في النوع".

2