إحباط فلسطيني من سياسة الإدارة الأميركية

رئيس الوزراء الفلسطيني يرى أن الإدارة الأميركية الحالية جاءت لإعادة صياغة المشهد الذي ورثته بشكل كلي.
الثلاثاء 2022/06/14
ماذا ينتظر عباس من بايدن؟

القدس - قلل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من أهمية أي إجراءات أميركية إذا لم يكن هناك أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، فيما تسود حالة من الإحباط أوساط القيادة الفلسطينية تجاه سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال اشتية إن الإدارة الأميركية الحالية جاءت لإعادة صياغة المشهد الذي ورثته بشكل كلي وقدمت وعودا للجانب الفلسطيني لم ينفذ منها إلا وعد واحد متعلق بإعادة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ويطالب الفلسطينيون الإدارة الحالية بالوفاء بالتزاماتها المتمثلة بإعادة فتح القنصلية في القدس وفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ودعم موازنة السلطة الفلسطينية التي تعاني من أزمة مالية.

وأشار اشتية إلى أن القيادة الفلسطينية الآن في مرحلة الانتظار لنرى هل هناك مخرجات جدية وحقيقة من زيارة الرئيس بايدن المرتقبة.

محمد اشتية: الإدارة الأميركية قدمت وعودا لم ينفذ منها إلا وعد واحد

وأعلن المجلس المركزي الفلسطيني في فبراير الماضي عقب اجتماعات في رام الله، تعليق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان ووقف التنسيق الأمني بأشكاله المختلفة.

وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

وكشف موقع ”أكسيوس” الأميركي الخميس الماضي أن حالة من السخط تسود أوساط القيادة الفلسطينية تجاه سياسة إدارة الرئيس الأميركي.

وقال الموقع إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه “محبط من سياسة بايدن”.

وأضاف عباس لبلينكن “انتهيت.. هذه هي النهاية”، وأنه إذا لم يتغير الوضع، فإن “الأوضاع قد تتجه إلى التصعيد”.

ويشتكي الفلسطينيون من غياب الأفق السياسي، وتنصل إسرائيل من مبدأ “حل الدولتين”، وغياب أي ضغوط أميركية أو دولية عليها لإجبارها على العودة للمسار السياسي.

كما تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدا من السلطات الإسرائيلية، بلغ ذروته في اقتحامات المسجد الأقصى خلال الأسابيع الماضية، وأداء صلوات دينية يهودية في ساحاته، والاعتداء على المصلين الفلسطينيين واستمرار البناء الاستيطاني.

كما تشهد مدن الضفة الغربية اقتحامات شبه يومية من قبل الجيش الإسرائيلي، تتخللها اشتباكات تؤدي غالبا إلى مقتل وإصابة فلسطينيين.

وفيما يبدو أنه خطوة لطمأنة الفلسطينيين، أعلنت الولايات المتحدة الخميس عن تغيير اسم “وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأميركية” إلى “المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية”.

الولايات المتحدة أعلنت عن تغيير اسم "وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأميركية" إلى "المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية"

وقالت إن المكتب، خلافا لوحدة الشؤون الفلسطينية، التي كانت تتبع للسفارة الأميركية، سيرفع تقاريره مباشرة إلى وزارة الخارجية الأميركية.

وكان بايدن قد قرر إعادة فتح القنصلية الأميركية العامة بالقدس، بعد أن أغلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2019، لكنه لم يحدد موعدا لتنفيذ القرار، وهو ما يثير سخط القيادة الفلسطينية.

ويقول خبراء إن سياسة بايدن تجاه الملف الفلسطيني – الإسرائيلي لا تختلف عن سابقه ترامب جوهريا.

وتفاءل الفلسطينيون بخسارة ترامب الانتخابات، وفوز بايدن، الذي قال خلال الحملة الانتخابية إنه يدعم خيار الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) عبر المفاوضات، كما وعد بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وفتح مكتب منظمة التحرير، وإعادة المساعدات للفلسطينيين، ومعارضة عزم إسرائيل ضم الأراضي وبناء المستوطنات.

لكن بايدن قال إنه لن يتراجع عن قرار ترامب نقل السفارة إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

ومنذ ذلك الحين، يقول الفلسطينيون إن إدارة بايدن لم تف بوعودها، باستثناء استئناف تقديم المساعدات المالية.

وفي مايو 2022 قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن بلاده تشعر بأن هناك تراجعا في بعض الالتزامات التي قطعتها إدارة بايدن.

وأضاف “لا نريد أن نصل إلى مرحلة إعادة النظر في العلاقة، نريد أن نعطي فرصة أخرى تثبت فيها الإدارة الأميركية أنها لا تكيل بمكيالين ولا تتعامل برؤيا مختلفة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.

ووصف الوزير الموقف الأميركي بـ”الخجول والتقليدي”، وقال إن “الولايات المتحدة توفر الدرع الواقي لإسرائيل من المحاسبة والمساءلة”.

Thumbnail

ويقول عبدالمجيد سويلم الخبير السياسي الفلسطيني إن هناك فعليا حالة من الاستياء لدى السلطة الفلسطينية من سياسة الإدارة الأميركية، عبر عنها الرئيس عباس غير مرة. وأضاف “الإدارة الحالية لم تحرك ساكنا، وتتبنى المشروع الصهيوني الإسرائيلي، وتراجعت عن وعود قطعتها للفلسطينيين”.

وأشار سويلم إلى أن إدارة بايدن تتعامل مع الملف بازدواجية، حيث تحثّ الفلسطينيين على المضي في خطوات، بينما تغض الطرف عن الانتهاكات والخطوات أحادية الجانب.

وأكد “السياسة الأميركية سواء في العهد الجمهوري أو الديمقراطي تنتهج أسلوب المراوغة والتضليل والخداع”.

وبيّن أنه لا فروق جوهرية بين الجمهوري والديمقراطي تجاه إسرائيل؛ الجمهوري حليف فكري وأيديولوجي، في المقابل الديمقراطي حليف سياسي، وهذا ليس أقل أهمية.

وتابع “ما الفرق بين إدارة ترامب وبايدن؟ الاختلافات في الدرجة وليس في النوع”.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل (جنوبي الضفة) بلال الشوبكي أن القيادة الفلسطينية أصيبت بخيبة أمل من إدارة بايدن بعد أن عوّلت عليها لفتح مسار سياسي جديد مع الجانب الإسرائيلي.

وقال “من الواضح أن بايدن غير معني بالتراجع عن الخطوات التي اتخذها ترامب”.

وتابع “القيادة الفلسطينية بنت آمالا بأن تلعب الإدارة الأميركية دورا لإعادة إحياء عملية السلام، والإيفاء بالوعود، لكن على الأرض وجدت تراجعا في الدور الأميركي”.

2