إجماع أوروبي يسقط "لائحة سوداء" تضم السعودية

إسقاط اللائحة يعتبر انتصارا للدبلوماسية السعودية ونجاحا في الدفاع عن سلامة موقف الرياض.
الجمعة 2019/03/08
انتصار دبلوماسي

بروكسل - رفضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مسودة لائحة سوداء كانت أعدّتها المفوضية الأوروبية وتضم 23 دولة بينها المملكة العربية السعودية، تتهمها المفوّضية بعدم بذل جهود كافية في مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال.

وأوضح مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان، الخميس، أن رفض مسودة اللائحة تم بإجماع الدول الأعضاء في الاتحاد. وأضاف البيان أن سبب رفض دول الاتحاد الأوروبي اللائحة هو عدم إعدادها بشكل شفاف.

وكشفت المفوضية الأوروبية أواسط فبراير الماضي، عن لائحة تضم تلك الدول الثلاث والعشرين التي شملت إلى جانب السعودية كلا من أفغانستان وساموا وكوريا الشمالية وإثيوبيا وغانا وإيران والعراق وليبيا ونيجيريا وباكستان وبنما وبورتوريكو وسريلانكا وسوريا وترينيداد وتوباغو وتونس وجزر فيرجن الأميركية واليمن وجزر الباهاما.

واعتُبر إسقاط اللائحة انتصارا للدبلوماسية السعودية ونجاحا في الدفاع عن سلامة موقف الرياض، ما جعل دولا رئيسية في الاتحاد الأوروبي تمنع تبني القائمة، حيث سبق لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أن كشفوا عن معارضة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا لإقرار القائمة ما أدى إلى بدء عملية أفضت إلى سحبها بشكل رسمي.

وقد طعن المعترضون على القائمة في شفافية ومصداقية العملية التي أدّت إليها، مطالبين بالعمل على قائمة موثوق بها “تلبي المعايير العالية، وتعزز مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب”.

وكان السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي، جوردون سوندلاند، قد وصف مشروع القائمة المسقطة بأنّه “سياسي بحت”، قائلا “لا أعتقد أن خوض معركة مع الولايات المتحدة والكثير من الدول الصديقة الأخرى حول هذا النوع من القضايا هو من مصلحة الاتحاد الأوروبي”.

وقال مراقبون إنّ نجاح السعودية في إفشال هذا التصنيف هو “بمثابة مكسب دبلوماسي في بيئة غربية معبّأة سياسيا وإعلاميا ضدّ الرياض، وفي أوج الدعاية المضادة التي ركبت قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي والحرب في اليمن لابتزاز المملكة التي باتت تبحث عن تثبيت دور إقليمي ودولي يراعي أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية سواء تقاطع مع أدوار دول أوروبية أم تشابك معها مثلما يجري في اليمن”.

وذكرت مصادر سياسية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قد عبّر لقيادات أوروبية التقى بها في قمة شرم الشيخ الأخيرة عن اعتراضه على هذه الخطوة. كما تطرق وكيل وزارة الخارجية السعودي عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي إلى القضية مع عدد من السفراء الأوروبيين في الرياض. وحذّر المسؤول السعودي من أن القائمة السوداء ستكون لها عواقب سلبية على التعاملات التجارية والمالية للرياض مع أوروبا.

وباتت الدول الغربية حذرة في التعاطي مع السعودية الساعية إلى بناء علاقات خارجية مبنية على التكافؤ وتبادل المصالح، مستفيدة من نفوذها المالي والاستثماري وكونها المصدر الأكبر للنفط في العالم. وأرسلت الرياض في الأشهر الأخيرة إشارات قوية على رفض ابتزاز غربي يتخفى عادة وراء شعارات حقوق الإنسان.

3