إجراء عقابي من إسرائيل ضد العمال الفلسطينيين ردا على صواريخ غزة

السلطات الإسرائيلية تغلق معبري إيريز أو بيت حانون أمام الآلاف من الفلسطينيين.
الأحد 2022/04/24
الأبواب ستغلق في وجه فلسطينيي قطاع غزة

القدس - أعلنت إسرائيل السبت نيتها منع فلسطينيي غزة من العمل على أراضيها اعتبارا من الأحد حتى إشعار آخر، في إجراء انتقامي اتخذته بعد إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ من القطاع.

وسيؤثر قرار إغلاق معبر إيريز أو بيت حانون، وهو الوحيد لتنقل الأفراد بين قطاع غزة وإسرائيل على الآلاف من الفلسطينيين في القطاع الفقير، الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما. وباستثناء معبر رفح بين جنوب هذه المنطقة الصغيرة البالغ عدد سكانها حوالي 2.3 مليون نسمة ومصر، تسيطر إسرائيل على سائر معابر القطاع سواء تلك المخصصة للبضائع أو للأفراد.

وقال مكتب المتحدث باسم “وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق” (كوغات) “في أعقاب إطلاق الصواريخ (الجمعة) من قطاع غزة، لن يُفتح الأحد معبر إيريز لعبور العمال والتجار من قطاع غزة. قرار إعادة فتح المعبر ستتخذ بعد تقييم الوضع الأمني”.

إسرائيل أعلنت السبت نيتها منع فلسطينيي غزة من العمل على أراضيها اعتبارا من الأحد في أعقاب صواريخ أطلقت من القطاع

ويعاني قطاع غزة المحاصر من معدل فقر يبلغ نحو 60 في المئة وبطالة مزمنة تبلغ نحو خمسين في المئة.

ويعمل الآلاف من الفلسطينيين في إسرائيل لاسيما في قطاعي البناء والزراعة، حيث يتقاضون أجورا أعلى بكثير مما يحصلون عليه في غزة. وكانت إسرائيل أعلنت في نهاية مارس أنها ستزيد عدد تصاريح العمل الممنوحة للفلسطينيين في غزة من 12 ألفا إلى عشرين ألفا.

ومساء الجمعة والسبت أطلقت ثلاثة صواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس باتجاه الأراضي الإسرائيلية من دون أن تسبب إصابات.

ومنذ الاثنين، أطلقت صواريخ عدة ردت عليها إسرائيل بغارات جوية على قطاع غزة. ولم تسجل إصابات واعترضت الدرع الصاروخية الإسرائيلية معظم القذائف.

وهذه أكبر هجمات صاروخية منذ الحرب الدامية التي استمرت 11 يوما بين حماس والجيش الإسرائيلي في مايو 2021 بعد اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة أدت إلى سقوط المئات من الجرحى من الفلسطينيين.

وجاء التصعيد الجديد بعد أربعة هجمات شهدتها إسرائيل بين الثاني والعشرين من مارس والسابع من أبريل وأسفرت عن سقوط 14 قتيلا. ونفذ اثنين من الهجمات في مدينة تل أبيب فلسطينيان من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

وعلى الإثر، شن الجيش الإسرائيلي عمليات عدة في الضفة الغربية سقط فيها عدد من القتلى.

وفي هذه الأجواء المتوترة وخلال شهر رمضان، تجري مواجهات منذ أكثر من أسبوع بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة.

وأسفرت هذه المواجهات عن جرح أكثر من 250 فلسطينيا. وأغلقت السلطات الإسرائيلية التي تشرف على الدخول إلى الحرم القدسي المعابر التي تسمح لفلسطينيي الضفة الغربية بالتوجه إلى القدس.

وقبل إطلاق الصواريخ الجمعة، نظمت حركة حماس تظاهرة كبيرة في قطاع غزة تضامنا مع فلسطينيي القدس الشرقية، حيث أدت الاشتباكات في الحرم القدسي في اليوم نفسه إلى جرح نحو خمسين شخصا.

في هذه الأجواء المتوترة وخلال شهر رمضان، تجري مواجهات منذ أكثر من أسبوع بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة

وتزامنت الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك مع نهاية احتفالات عيد الفصح اليهودي.

لكن السبت، أقيمت صلاة الجمعة التي جمعت أكثر من 16 ألف مصلّ فلسطيني في الحرم دون حوادث، بحسب السلطات.

ووصف الفلسطينيون وعدد من دول المنطقة وجود عدد من اليهود في باحة الأقصى خلال شهر رمضان، ونشر قوات من الشرطة فيها، بأنه “استفزاز”. ويسمح لليهود بزيارة المكان في أوقات محددة من دون الصلاة فيه بموجب الوضع القائم.

لكن أجواء التوتر امتدت إلى وسط إسرائيل، حيث اعتقلت الشرطة أربعة رجال ملثمين السبت في بلدة أم الفحم العربية الإسرائيلية بتهمة “محاولة إغلاق مدخل المدينة، وإشعال إطارات على الطريق الرئيسي ورشق الشرطة بالحجارة”.

والفلسطينيون في إسرائيل والذين تُطلق عليهم تسمية عرب إسرائيل هم أحفاد الفلسطينيين الذين بقوا على أرضهم بعد قيام إسرائيل عام 1948. وهم يمثلون 20 في المئة من سكان إسرائيل ويشكون من تعرضهم للتمييز.

3