إجراءات جديدة لتحصين البيت الأبيض بعد فشل عزل ترامب

واشنطن – مثلت خطوة تبرئة مجلس الشيوخ للرئيس الأميركي دونالد ترامب فرصة للبيت الأبيض لإعادة النظر في بعض أسماء المسؤولين الذين وصفوا بغير الأوفياء للرئيس وذلك في إطار إستراتيجية جديدة تهدف على تقليص بيروقراطية السياسة الخارجية.
وقالت وكالة أنباء بلومبرغ إن البيت الأبيض يدرس خطة لإقالة ألكسندر فيندمان من مجلس الأمن القومي بعدما أدلى بشهادته في التحقيق بشأن إجراءات عزل دونالد ترامب.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أشمل لتقليص بيروقراطية السياسة الخارجية حسب ما أعلنت مصادر مطلعة للوكالة.
وتعتزم إدارة الرئيس الأميركي تحصين البيت الداخلي وتطهيره من المسؤولين الذين يشكلون خطرا على بقاء ترامب في السلطة قبل تسعة أشهر من انتخابات قد يحكم بنتيجتها لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
وتعرّض خبير البيت الأبيض في الشأن الأوكراني اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان لهجوم عبر الإنترنت في وقت تعهد فيه الجيش الأميركي بتقديم الدعم اللازم لضمان حماية العسكري السابق الذي شارك في حرب العراق.
ولم تكن أي من هذه الخطوات لتتخذ قبل تبرئة مجلس الشيوخ لترامب الأربعاء في محاكمة إجراءات عزله التي امتدت لأسبوعين في تصويت تبنى فيه أعضاء المجلس سياسات الحزبين إلى حد كبير.
ويعتزم البيت الأبيض أن يصور أي عملية لتطهير الداخل باعتبارها تقليصا لعدد العاملين ضمن فريق مجلس الأمن القومي وليس من قبيل الانتقام.
وكان فيندمان أحد أهم الشهود الديمقراطيين في إجراءات عزل الرئيس الأمريكي، وهو "ليفتنانت كولونيل" بالجيش حاصل على وسام، وهو الذي حذر من خطر المكالمة التي أجراها الرئيس في 25 تموز/ يوليو مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولم يصدر حديث عن هذه المكالمة قبل شهادة فيندمان إلا من مسرب معلومات مجهول ظلت هويته طي الكتمان حتى اليوم، بالإضافة إلى جزء من نسخة مكتوبة أصدرها البيت الأبيض.
وذكرت مصادر أن بعض المسؤولين الذين سيتم إقالتهم من مجلس الأمن القومي يجري تعيينهم في مناصب أخرى حيث ينظر إليهم باعتبارهم غير أوفياء للرئيس.
و برأ مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء الرئيس دونالد ترامب في أعقاب محاكمة تاريخية لعزله أبرزت الانقسامات في المشهد الأميركي، لكنها أظهرت أيضا مدى قوة القبضة التي يمسك بها قطب العقارات السابق الحزب الجمهوري قبل تسعة أشهر من انتخابات قد يحكم بنتيجتها لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
ومن خلال انتصاره السياسي استفاد ترامب من دعم الجمهوريين القوي ليحبط وبسهولة مساعي الديمقراطيين لإخراجه من منصبه بسبب ضغطه على أوكرانيا للمساعدة في تعزيز فرص إعادة انتخابه.
وعلى الرغم من اعتراف العديد من الجمهوريين بأن سلوك ترامب هو خطأ، لكنهم عبروا عن ولائهم له في النهاية وصوتوا لإبرائه من تهم إساءة استخدام السلطة بغالبية 52 مقابل 48 صوتاً معارضاً، ومن تهمة عرقلة عمل الكونغرس، بغالبية 53 مقابل 47 صوتاً معارضاً بعيدًا جداً عن أغلبية الثلثين المطلوبة لعزله.
وقال رئيس المحكمة العليا جون روبرتس الذي ترأس المحاكمة "ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين لم يجدوه مذنباً بالتهم الواردة ضمناً، وبالتالي فقد صدر حكم ببراءة دونالد جون ترامب".
وخاطر السناتور الجمهوري ميت رومني، وهو من خصوم ترامب المعروفين بإغضاب البيت الأبيض بالتصويت إلى جانب الديمقراطيين في ما يتعلق بالتهمة الأولى قائلًا إن ترامب "مذنب تماماً في إساءة استخدام الثقة العامة الممنوحة له". ولكنه صوت على أنه غير مذنب بالنسبة للتهمة الثانية.
وستترك محاكمة ترامب وصمة دائمة في سجله، كما حصل مع الرئيسين أندرو جونسون في عام 1868 وبيل كلينتون في عام 1998. لكن قرار مجلس الشيوخ لم يكن موضع شك على الإطلاق منذ أن قرر مجلس النواب عزل ترامب رسميًا في كانون الأول/ديسمبر، وأزاح القرار الأخير عقبة كبيرة أمام الرئيس ليتفرغ تماماً لحملة إعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر.