إجراءات تنظيمية استثنائية للشعائر الحسينية في الكويت بسبب التوتّر في الإقليم

الكويت- رتّب الوضع الاستثنائي القائم في الإقليم جرّاء الحرب بين إسرائيل وإيران القريبة جغرافيا من الكويت على السلطات الكويتية بذل جهود مضاعفة واتّخاذ إجراءات استثنائية لتأمين الشعائر الحسينية التي يقيمها أبناء الطائفة الشيعية في شهر محرّم من كل عام والتي يتم خلالها إحياء مناسبات دينية بالغة القدسية عند الشيعة.
وتقرّر ضمن تلك الإجراءات الاقتصار على إقامة تلك الشعائر داخل أماكن عمومية مغلقة وتحت رقابة أمنية مشدّدة تجنّبا لحدوث أيّ طوارئ من شأنها أن تمس بأمن المشاركين فيها وتنعكس على السلامة العامّة.
وتدرك سلطات الكويت طبيعة الوضع الحساس في المنطقة وتوهّج المشاعر الدينية وحتى الطائفية جراء انخراط إيران التي تعتبر مركزا هاما للتشيع في الإقليم والعالم وموطنا للملايين من أبناء هذه الطائفة في حرب ضد إسرائيل، ولا ترغب في ترك أيّ مجال للصدفة ومنح أيّ فرصة لحدوث أيّ طارئ من شأنه أن يمس بالوحدة المجتمعية للبلد والتعايش السلمي داخله.
وتستند السلطات في حذرها وحزمها إزاء المناسبة الدينية الشيعية الهامّة إلى تجربة سبق أن خبرت فيها وجود قوى متشدّدة حاولت بالفعل المساس بوحدة المجتمع وزعزعة أمن البلد على أسس طائفية.
وتحتفظ الذاكرة الكويتية بالحادثة بالغة الدموية التي شهدها البلد في يونيو 2015 والمتمثّلة في التفجير الانتحاري الذي نفذه تنظيم داعش بسيارة مفخخة في مسجد شيعي بمنطقة الصوابر وخلّف قرابة 260 ضحية بين قتلى وجرحى.
وقالت وزارة الداخلية الكويتية أنّه “في إطار الاستعدادات الأمنية والتنظيمية لشهر محرّم، التقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف بعدد من مسؤولي وممثلي الحسينيات ودور العبادة، بحضور وكيل وزارة الداخلية بالتكليف اللواء علي مسفر العدواني، وعدد من الوكلاء المساعدين الميدانيين.”
وأوضحت في البيان ذاته أن اليوسف “أكد حرص القيادة السياسية على إقامة الشعائر مع مراعاة الأوضاع الإقليمية والظروف التي تمر بها المنطقة، مشيرا إلى أن دولة الكويت ستوفر مدارس مؤمّنة وفق أعلى معايير السلامة كمواقع بديلة لإقامة الشعائر الدينية، بدلا من الحسينيات، وذلك حرصا على سلامة روادها.”
كما شدد الوزير على أهمية الالتزام بالتعليمات والضوابط المنظمة، مؤكدا “تسخير كافة الإمكانات اللوجستية والتدابير الأمنية اللازمة لإحياء الشعائر.”
وانبثقت عن اللقاء المذكور لجنة مشتركة أصدرت بيانا وجهت من خلاله دعوة إلى مسؤولي الحسينيات وروادها والخطباء إلى تفهم الوضع الإقليمي الاستثنائي، مشدّدة على أهمية الالتزام بالقرارات التي من شأنها المحافظة على الأمن العام.
وتضمن البيان شرحا تفصيليا لماهية تلك القرارات المتمثّلة خصوصا في نقل مكان المجالس الحسينية إلى المدارس والنوادي الرياضية القريبة كلما أمكن وبالتنسيق مع القيادات الأمنية، موضحة أنّ هذه الحالة الاستثنائية تسري على الأيام العشرة الأوائل من شهر محرّم.
وطمأنت المشرفين على الشعائر والمشاركين فيها بأنّه سيتم توفير جميع ما يتطلبه المجلس الحسيني من وسائل ومعدات وحماية أمنية، كما سيتمّ السماح بطبخ البركة الحسينية داخل المدرسة وضمن شروط الأمن والسلامة التي تقررها الجهات الرسمية المعنية. كما ذكّرت اللجنة أيضا بوجوب التزام القراءة الحسينية بعدم الخوض في القضايا السياسة.
وغير بعيد عن هذا السياق جددّت وزارة الداخلية الكويتية من جانبها التذكير بحظر رفع الأعلام والشعارات التي ترمز لفئات أو طوائف دينية أو اجتماعية أو قبلية.
وجاء ذلك على لسان وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء حمد المنيفي خلال لقاء جمعه بمسؤولي وممثلي الحسينيات ودور العبادة بحضور عدد من القيادات الأمنية، ذكّر المسؤول الأمني خلاله بالتعديل القانوني الذي أقّر في وقت سابق من العام الجاري والذي نص أيضا على منع نصب الخيام وإغلاق الشوارع أو تشغيل مكبرات الصوت خارج الحسينيات أو تنظيم المسيرات.