إجراءات أقرب للارتجالية تُسائل قدرة الدوحة على ضمان أمن المونديال

اللجنة الأمنية لكأس العالم لكرة القدم في قطر تعين مئات من حراس الأمن من دول مثل الهند وباكستان وبنغلادش والسودان وإندونيسيا وبعضهم لا يمتلك خبرة لمراقبة سلوك الجماهير داخل الملاعب.
الأحد 2022/11/20
حراس أمن من عدة دول بعضهم بلا خبرة لمراقبة تصرفات المشجعين داخل الملاعب

الدوحة - يجمع مختصون ومتابعون وأجهزة مختصة في الشؤون الأمنية أن قطر أمام اختبار حاسم قبل ساعات من انطلاق مونديال 2022 لتأمين سير أكبر فعالية كروية على أراضيها، بينما تشيع قرارات اللحظات الأخيرة مخاوف من الوقوع في معالجات أمنية مربكة مع تعدد جماهير المونديال عرقيا ودينيا ومع توظيف الإمارة الخليجية المئات من العمال من دول مثل الهند وباكستان وبنجلادش والسودان وإندونيسيا كحراس أمن مكلفين بمراقبة الجماهير داخل الملاعب وبعض من هؤلاء لا يمتلك خبرة.  

وعينت اللجنة الأمنية لكأس العالم لكرة القدم في قطر مئات من حراس الأمن من دول مثل الهند وباكستان وبنغلادش والسودان وإندونيسيا قبل أقل من ثلاثة أسابيع على انطلاق البطولة، وفق ما قال اثنان من هؤلاء المُعينين لرويترز.

وحضر الرجال تدريبا نظريا في كلية الشرطة القطرية في أوائل نوفمبر واستلموا الزي الرسمي وشاركوا في دورات تدريبية بالملاعب لأول مرة قبل أيام فقط من أحد أكبر الفعاليات الرياضية في العالم.

وقال أحد المعينين إن البعض لديه خلفيات أمنية، لكن هناك أيضا عمال يتقاضون أجرا يوميا وسائقون وعاملون بالمكاتب.

وتسلط استعدادات اللحظة الأخيرة الضوء على التحديات اللوجستية التي تواجهها قطر قبل انطلاق البطولة غدا الأحد. ودربت الدولة الخليجية الصغيرة أكثر من 50 ألف شخص على توفير الأمن لحوالي 1.2 مليون زائر من جميع أنحاء العالم.

ووفقا لأحد حراس الأمن، تلقى المعينون تدريبا لمدة كانت تصل إلى عشر ساعات يوميا على التعامل مع المشاكل المحتملة خلال السيطرة على الحشود ومن بينها سبل التعامل مع الثملين.

وقال الحارس المكلف بمراقبة ما بين 50 و100 شخص في جزء من المدرجات ليس قريبا من الملعب "نتحدث معهم لنعرف حالتهم الصحية. إذا كان الشخص يستطيع السير، سندعه يمضي في طريقه. وإذا لم يكن كذلك، ستتدخل فرق الإسعاف".

ويُقدر الحارس أنه تم توظيف أكثر من 1200 شخص في مجموعته جميعهم مقيمون في قطر.

وتواجه الدوحة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة يمثل المواطنون منهم حوالي 12 بالمئة، نقصا في عدد الموظفين مع استعدادها للبطولة التي تستمر شهرا.

وقطر هي أول دولة في الشرق الأوسط وأصغر دولة على الإطلاق تستضيف كأس العالم لكرة القدم. ورغم أنها أنفقت مليارات الدولارات على البنية التحتية، فإنها لم تنظم أبدا حدثا بهذا الحجم، كما أن البطولة ستُقام في مدينة واحدة أو حولها، وهو أمر غير معتاد في البطولة.

واستدعت قطر مئات المدنيين من بينهم دبلوماسيون بالخارج، لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية في إدارة نقاط تفتيش أمنية في مواقع كأس العالم.

وتستضيف الإمارة الخليجية بالفعل عشرات الآلاف من الأفراد المعينين كحراس أمن خارج المباني الحكومية والجامعات والمجمعات التجارية. وفي الفترة التي تسبق انطلاق المباريات، قالت منظمة العفو الدولية إن حراس الأمن عملوا لساعات طويلة لشهور متتالية دون الحصول على يوم عطلة.

وأدخلت قطر إصلاحات عمالية على مدى العقد الماضي، من بينها قيود لعدد ساعات العمل، لا سيما أثناء الطقس الحار، لكنها تقول إن هناك المزيد من الإجراءات اللازمة.

وقال المعينان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، إنهما فوجئا بتوظيفهما قبل أسابيع فقط من انطلاق المنافسات. وهناك سبعة من الملاعب الثمانية التي تقام فيها المباريات جديدة تماما ولم تشهد تقريبا حضور حشود كبيرة من قبل.

وسيستضيف استاد لوسيل الذي تبلغ سعته 80 ألف مشجع، المباراة النهائية في 18 ديسمبر. وشهد فعالية واحدة كبيرة على سبيل التجربة بحضور حشد ضم نحو 78 ألف شخص.

وسيراقب الحراس الذين سمعوا عن الوظائف من خلال معلومات تم تناقلها شفهيا وأجريت لهم مقابلات في أواخر أكتوبر، أقساما داخل الملاعب ويبلغون المشرفين عند حدوث أي مشكلة. وستجري إحالة أي مشاكل خطيرة إلى "قوة خاصة".

وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "فيما يتعلق بالاستعدادات، كانت سلطات الأمن والشرطة القطرية حاضرة منذ عام 2010 في جميع فعاليات كرة القدم الكبرى والألعاب الأولمبية".

وأضاف "تم تنفيذ برامج تدريبية مكثفة ومعتمدة دوليا في ما يتعلق بالأمور الرئيسية مثل سلامة الحشود والسيطرة عليها والأمن وإدارة المخاطر وتدابير الطوارئ لمواجهة الحوادث الخطيرة".

وقال الحارس الثاني إن هؤلاء المعينين لا يمكنهم التدخل في حالة وقوع اشتباك جسدي، وليس لديهم سلطة اعتقال أحد، مضيفا "لن نتدخل في أي نوع من حالات الطوارئ. هناك بالفعل قوى أخرى لذلك. مهمتنا هي فقط المراقبة والإبلاغ".