"إجابة السائلين" مبادرة سعودية لتوعية زوار الحرم ومنع الحوادث

الرياض – تحركت السعودية سريعا لتجاوز أزمة وفيات الحج؛ إذ دشّن رئيس الشؤون الدينية للمسجدين الحرام والنبوي عبدالرحمن السديس مبادرة “إجابة السائلين” عبر الهاتف للرد على استفسارات قاصدي المسجد الحرام الشرعية، وفق الوكالة الرسمية الأحد.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن المبادرة تهدف إلى توعية زوار المسجد الحرام وتعليمهم طرق “أداء عباداتهم ومناسك العمرة على علم وبصيرة”.
وقال السديس إن المبادرة “جاءت للتيسير على قاصدي المسجد الحرام، عبر الرد على أسئلتهم وتوعيتهم لما فيه اتباع هدي نبيهم في أداء مناسك العمرة”.
وتضم إدارة “إجابة السائلين” مجموعة من العلماء والقضاة والمدرسين، وتعمل على توعية الحجاج والزائرين بمسائل العقيدة الإسلامية والعبادات الشرعية وأحكام المناسك وآداب الزيارة.
وتسعى المبادرة إلى مساعدة السائلين “ليؤدوا عباداتهم وفق المقتضى الشرعي دون إخلال أو إحداث وابتداع”، حسب الوكالة.
وقبل نحو أسبوع انتهى موسم الحج، بمشاركة مليون و833 ألفا و164 حاجا وحاجة من أكثر من 200 دولة، من بينهم 221 ألفا و854 من داخل المملكة، لقي خلاله أكثر من 1000 حاج حتفهم بحسب تقارير إعلامية.
ويوجه اللوم الأكبر إلى تدفق عدد كبير من الحجاج المصريين الذين أربكوا مهمات الدفاع المدني لأن الكثير منهم خارج حصة مصر، الأمر الذي دفع الحكومة المصرية إلى التحرك وتعليق عمل عدد من الشركات السياحية التي ترسل الحجاج بدعوى أنهم زوار عاديون، واتهمت السلطات المصرية أصحاب تلك الشركات بالتسبب المتعمد في سقوط الضحايا.
وقالت مصادر طبية وأمنية لرويترز الأحد إن عدد الحجاج المصريين الذين لقوا حتفهم بلغ 672، فيما لا يزال 25 آخرون في عداد المفقودين.
إدارة "إجابة السائلين" تضم علماء وقضاة، وتعمل على توعية الحجاج بمسائل العقيدة والمناسك وآداب الزيارة
وذكرت خلية الأزمة، التي أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتشكيلها لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين، في بيان السبت أن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي “كلف بسحب رخص 16 شركة سياحة تحايلت لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية وإحالة مسؤوليها إلى النيابة العامة”.
وأضاف بيان خلية الأزمة، التي تشكلت يوم الخميس برئاسة مدبولي، أنه تم تأكيد 31 حالة وفاة نتيجة أمراض مزمنة بين الحجاج المسجلين رسميا.
وأشار التقرير إلى أن السبب وراء “ارتفاع حالات وفاة الحجاج المصريين غير المسجلين يرجع إلى قيام بعض شركات السياحة بتنظيم برامج حج بتأشيرة زيارة شخصية، مما يمنع حامليها من دخول مكة، ويتم التحايل على ذلك عبر التهرب داخل دروب صحراوية سيرا على الأقدام، مع عدم توفير أماكن إقامة لائقة بباقي المشاعر مما تسبب في تعرض الحجاج غير المسجلين للإجهاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة”.
ولا توفر السلطات السعودية لمن يسافرون بتأشيرة زيارة شخصية الخدمات الطبية التي تقدمها إلى الحجاج. وتشير بيانات الحكومة الإندونيسية إلى أن 236 إندونيسيا توفوا. وقالت الوكالة الهندية المعنية بالشؤون الخارجية إن 98 مواطنا هنديا لقوا حتفهم خلال الحج.
وأعلنت تونس والأردن وإيران والسنغال أيضا عن المزيد من الوفيات، وهو ما يجعل إجمالي العدد يتجاوز 1300 حسب تصريحات وزير الصحة السعودي فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، أكثر من 80 في المئة منهم من خارج البعثات الرسمية.
اقرأ أيضا:
وكانت تونس أعلنت الجمعة عن إنهاء مهام وزير الأوقاف إبراهيم الشايبي مباشرة بعد عودة بعثة الحج الرسمية إلى البلاد، في خطوة تظهر تحمّل الدولة مسؤوليتها تجاه حالات الوفاة.
وبلغ عدد الحجاج التونسيين المتوفين 53 حاجا حتى يوم السبت حسب بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، التي أكدت أن البعثة التونسية تتوخى الدقة وتعتمد الوفيات الصادرة بشأنها وثائق رسمية من الجهات السعودية المختصة.
وأفادت الوزارة في بلاغ بأن القنصلية العامة لتونس في جدة تواصل بشكل حثيث، وبالتنسيق مع سفارة تونس في الرياض والبعثة الصحية التونسية وشركة الخدمات الوطنية والإقامات، متابعة وضعيات الحجاج التونسيين من المفقودين والمتوفين والمرضى المقيمين في المستشفيات السعودية ومواكبة عودة الحجاج إلى أرض الوطن.
وبدوره أعلن الأردن الجمعة شن حملة اعتقالات في إطار التحقيقات التي أجريت بعد وفاة العشرات من الحجاج الأردنيين “غير النظاميين” في السعودية.
وأكدت الحكومة الأردنية الجمعة ارتفاع عدد الوفيات بين حجاج المملكة من خارج البعثة الرسمية إلى 75 حاجا، إثر تعرضهم لضربات شمس.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين إن تحريات الجهات الأمنية وجدت أن “عددا من هؤلاء المواطنين (الحجاج) تعرضوا للتغرير من قبل ضعاف النفوس وبعض المكاتب”.