إثيوبيا تطمئن مصر والسودان بأن الملء الثاني للسد لن يضر أحدا

أديس أبابا - وجه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد الخميس رسالة طمأنة إلى مصر والسودان، بعد اكتمال الملء الثاني لـ"سد النهضة"، جدد خلالها تأكيده أن الخطوة لن تضر أحدا.
وقال في رسالة باللغة العربية نشرها عبر حسابه على تويتر "تم الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي على نهر آباي (التسمية الإثيوبية للنيل الأزرق) في 20 يوليو الجاري".
وأضاف "كما وعدتكم سلفا يوم 9 يوليو الجاري، لقد قامت إثيوبيا بملء سدها أثناء موسم الأمطار بحذر وبطريقة مفيدة".
وتابع "أود أن أطمئنكم مرة أخرى بأن هذا الملء سوف لا يؤدي بضرر لأي من بلداننا، وسيظل سد النهضة الإثيوبي العظيم، مكسبا ورمزا حقيقيا للنمو والتعاون المشترك".
والاثنين الماضي هنأ آبي أحمد الشعب الإثيوبي بإتمام التعبئة الثانية لـ"سد النهضة" بنجاح.
وفيما استنكر السودان الخطوة، حيث عدها إصرارا من إثيوبيا على "مواصلة فرض سياسة الأمر الواقع" في ما يتعلق بملف "سد النهضة"، دعت كل من الخرطوم والقاهرة أديس أبابا إلى العودة إلى التفاوض لإتمام اتفاق ملزم حول السد.
ووسط تعثر المفاوضات منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في 5 يوليو الجاري، دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثان للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.
ويتهم السودان إثيوبيا بتعطيل التوصل إلى اتفاقية ملزمة بشأن سد النهضة، جراء ما وصفه بـ"تعنت" أديس أبابا ووضعها "مطالب تعجيزية".
وفي 8 يوليو الجاري خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.
وترى مصر أن السد يمثل خطرا جسيما على إمداداتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بالكامل تقريبا، كما أبدى السودان قلقه من مدى سلامة السد وأثره على السدود ومحطات المياه لديه، حيث أكد أن "الملء الأول تسبب في أضرار بالغة وعرّض 20 مليون سوداني للخطر".
وتقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب خلال عملية الملء الثاني، التي تؤكد أن تأخيرها يكلف البلاد نحو مليار دولار، كما تأمل أن "يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء".
وكانت إثيوبيا أعلنت في يوليو 2020 عن تمكنها من إنجاز المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق نهر النيل، والتي قدرت بـ4.9 مليار متر مكعب من المياه.
وبدأت إثيوبيا في إنشاء سد النهضة عام 2011 بهدف توليد الكهرباء، واستكملت عملية الملء الثاني رغم توقيع إعلان للمبادئ، ينص على التزام الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.
ومنذ العام 2011 تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرمائية في أفريقيا، بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاواط.
وفي مارس 2015 وقّع رئيسا مصر والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا في الخرطوم، اتفاق إعلان مبادئ، الهدف منه تجاوز الخلافات.
وتوقفت المفاوضات رسميا منذ أبريل الماضي، بعد فشل مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل إلى تفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد.