إثيوبيا ترد على احتجاز السودان "شحنة أسلحة" وسط شكوك بتوجيهها لأنصار البشير

أديس أبابا - أكدت الخطوط الجوية الإثيوبية الاثنين أن شحنة الأسلحة التي ضبطتها السلطات السودانية كانت محتجزة في أديس أبابا، وقد تم إرسالها إلى السودان، بعدما رفع صاحبها "المجهول" دعوى قضائية، فيما أشارت الخرطوم إلى أن جزءا من الشحنة تسرب إلى جهة غير معلومة، مرجحة أن تكون قادمة للموالين لحكومة عمر البشير.
وجاء الرد الإثيوبي بعدما ذكرت وكالة السودان للأنباء الرسمية الأحد أن السلطات السودانية ضبطت شحنة أسلحة في 72 صندوقا وصلت جوا من إثيوبيا.
وتحدثت وكالة السودان للأنباء "سونا" الأحد عن "شكوك بشأن نوايا استخدامها (الأسلحة) في جرائم ضد الدولة".
لكن الخطوط الجوية الإثيوبية قالت في بيان نشرته على حسابها بتويتر إن "الأسلحة المذكورة بنادق صيد وكانت ضمن شحنة قانونية".
وأضافت الخطوط الجوية أن البنادق احتجزت لفترة طويلة في أديس أبابا للتحقق منها، وأن المرسل إليه، الذي لم تكشف عن هويته، رفع دعوى قضائية على شركة الطيران أمام محكمة سودانية، مطالبا فيها الشركة بتسليم البنادق، ودفع تعويض 250 ألف دولار.
وأوضح بيان الخطوط الإثيوبية أن الشركة الناقلة حصلت على تصريح من السلطات الأمنية الإثيوبية بعد الانتهاء من عملية التحقيق الواجبة، وقبل إرسال شحنة أسلحة الصيد إلى المرسل إليه في السودان.
وأكد البيان أن الخطوط الجوية الإثيوبية تملك كل المستندات القانونية اللازمة والخاصة بالشحنة، وجميع الوثائق التي تثبت شرعية الشحنة، بما في ذلك خطاب من وزارة الخارجية السودانية.
وقال السودان إن اللجنة المكلفة بمهمة تفكيك نظام الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في أبريل عام 2019، فحصت الشحنة.
وأشار عضو اللجنة وجدي صالح إلى أن ثمة جزءا من الشحنة المحتجزة تسرب من المطار إلى جهة غير معروفة.
ولئن لم تتضح بعد الجهة المقصودة لتلقي الأسلحة، فإن اللجنة لم تستبعد أن تكون قادمة للموالين لحكومة البشير، الذين تتهمهم السلطات السودانية بالسعي لتقويض الانتقال الهش إلى الديمقراطية في البلاد.
وأوضح صالح أن السلطات الأمنية تتحفظ الآن على الضبطية وشرعت في إجراء التحريات اللازمة، على أن يتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل عقب اكتمال التحقيقات.
وتتكون الشحنة من 72 صندوقا تحوي أسلحة ومناظير للرؤية الليلية، وصلت على متن طائرة مدنية مساء السبت.
وتدور شكوك اللجنة حول نوايا استخدامها في جرائم ضد الدولة، وإعاقة التحول الديمقراطي، والحيلولة دون الانتقال إلى الدولة المدنية.
ويتصاعد التوتر بين السودان وإثيوبيا بسبب تداعيات الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي، وتشييد أديس أبابا سد النهضة العملاق على النيل الأزرق.
كما تأثّرت علاقة الخرطوم وأديس أبابا بالخلاف حول منطقة الفشقة الزراعيّة الخصبة، التي يعمل فيها مزارعون إثيوبيّون ويؤكّد السودان أنّها تابعة له.