إثيوبيا تخطط للاستفادة القصوى من الطاقة المتجددة

مساع لتنويع مزيج الكهرباء عبر زيادة مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية.
الأربعاء 2024/02/21
ما رأيكم في مزرعتنا للرياح؟

تحث الحكومة الإثيوبية الخطى لدعم البنية التحتية لمشاريع الطاقة المتجددة وفق خطة طموحة لتنويع مزيج إنتاج الكهرباء النظيفة بهدف تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها من المصادر المستدامة عبر حشد التمويلات اللازمة لذلك.

أديس أبابا - عملت إثيوبيا خلال السنوات الأخيرة على تطوير إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة، حيث تمكنت من إدخال طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية.

وتعد البلاد موطنا لمصادر الطاقة المتجددة الوفيرة في منطقة القرن الأفريقي، وتتمتع بإمكانية كبيرة لتوليد الطاقة الخضراء إذا دعمها الاستثمار في هذا القطاع، وفق فيليسيتي برادستوك الكاتبة في منصة “أويل برايس” الأميركية.

لكن حكومة البلاد، التي تضم قرابة 118 مليون نسمة، تعرضت لانتقادات خلال السنوات الأخيرة بسبب سد النهضة، الذي يمكن أن يعيق تدفق المياه إلى البلدان المجاورة.

وتتمتع إثيوبيا بالقدرة على توليد أكثر من 60 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة الكهرومائية والرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية.

فيليسيتي برادستوك: الاستثمار يدعم إمكانيات البلد في توليد الطاقة الخضراء
فيليسيتي برادستوك: الاستثمار يدعم إمكانيات البلد في توليد الطاقة الخضراء

كما تمتلك سبعة تريليونات قدم مكعبة من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في حوض أوغادين. ومع ذلك فهي تكافح رغم إمكاناتها القوية للاستفادة من مصادر الطاقة الطبيعية بسبب نقص الاستثمار.

ولا تنتج إثيوبيا حاليا ما يكفي من الكهرباء لتلبية احتياجات أعداد سكانها المتزايدة، لكن قد تساعد أهدافها المناخية وحزمة الاستثمارات المخطط لها لتنويع مصادر الطاقة البديلة على تطوير قدرتها على إنتاج الكهرباء الخضراء بسرعة وعلى نطاق أوسع.

وبينما تواجه انتقادات من بلدان مجرى نهر النيل بسبب تطويرها لسدها الضخم، فإنها لا تضخ كل استثماراتها في قطاع واحد، حيث تسعى إلى التنويع عبر مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية الرئيسية، لضمان أمن الطاقة ودعم التنمية الاقتصادية.

وحشدت البلاد في الوقت الراهن نحو 5200 ميغاواط من قدرة التوليد المركبة، وهي توفر الكهرباء لأقل من 60 في المئة من السكان الإثيوبيين.

ووفقا لبيانات شركة الكهرباء الحكومية، تضخ الطاقة الكهرومائية حوالي 90 في المئة من الكهرباء في إثيوبيا، وتوفر مصادر الرياح نحو 8 في المئة، فيما تسهم الطاقة الحرارية باثنين في المئة فقط.

ولدى الحكومة طموحات في رفع هذه القدرة لتصل إلى حوالي 17 ألف ميغاواط خلال العقد المقبل. ولكن الطلب قد يواصل تجاوز العرض مع استمرار نمو الاقتصاد والسكان.

وتهدف السلطات إلى تعزيز قدرتها في مجال الطاقة الكهرومائية، واختارت لذلك بناء سد النهضة، الذي تبلغ كلفته 4 مليارات دولار، وتبلغ قدرته المركبة المتوقعة 5150 ميغاواط.

وتقول برادستوك إنه "من المتوقع أن يدعم السد الضخم أمن الطاقة والنمو الاقتصادي والصناعي للبلاد في المستقبل".

وأفادت الحكومة في أكتوبر الماضي بأنها أنهت المرحلة الرابعة والأخيرة من ملء خزان لمحطة توليد الطاقة الكهرومائية في سد النهضة، بعد سنوات من التأخير إثر الموافقة المبدئية.

كما تعمل على تطوير سد كويشا للطاقة المائية على ضفاف نهر أومو. وسيكون هذا ثاني أكبر سد في إثيوبيا وذا سعة متوقعة تبلغ 2170 ميغاواط.

ولاقى تطوير سد النهضة انتقادات واسعة النطاق من مصر والسودان، وتتخوف جارتا البلاد من إمكانية أن يقلل المشروع تدفق إمدادات المياه الحيوية لنهر النيل. ويقع كلا البلدين في اتجاه مجرى النهر من إثيوبيا ويتوقعان أن يمنع السد تدفق ما يكفي من المياه نحوهما.

◙ ندرة حادة في المياه

وتعاني مصر من ندرة حادة في المياه، وهي تعتمد على نهر النيل الذي يوفر حوالي 97 في المئة من إمداداتها يذهب جزء كبير منها إلى الزراعة، ولذلك ترى الحكومة في بناء سد النهضة إجراء "غير قانوني" و"أحادي الجانب".

وأعلنت في ديسمبر الماضي فشل المحادثات بشأن سدّ النهضة بعد أن رفضت إثيوبيا التوصل إلى اتفاق لضمان حماية إمدادات المياه في مصر والسودان.

وأكدت الحكومة الإثيوبية من جهتها أكثر من مرة على حاجتها إلى سد النهضة لدعم تنميتها الاقتصادية وأمن الطاقة.

كما تعمل أديس أبابا على تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، وتهدف الحكومة إلى إنشاء شبكة طاقة مقاومة للمناخ.

ووقّعت السلطات في ديسمبر 2023 اتفاقية مع شركة أيميا باور الإماراتية (أيميا للطاقة) لبناء حقل رياح بقدرة 300 ميغاواط وبقيمة 600 مليون دولار.

وسيحتل حقل عائشة للرياح مساحة قدرها 18 ألف فدان من الأراضي ومن المتوقع أن يدعم خلق ألفي فرصة عمل خلال مرحلتي البناء والتشغيل.

◙ 17 ألف ميغاواط القدرة المستهدفة في العقد المقبل ارتفاعا من 5200 ميغاواط حاليا

ويندرج المخطط ضمن إستراتيجية أيميا لتوسيع مشاريعها للطاقة المتجددة في أفريقيا والشرق الأوسط والأسواق الناشئة الأخرى، وهو يضاف إلى حقلي الرياح الحاليين في إثيوبيا في منطقتي أوروميا وتيغراي، وسيكون الأكبر في البلاد.

وعلى هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة في يناير 2023 أبرمت إثيوبيا اتفاقية مع شركة مصدر الإماراتية لتطوير مزرعة للطاقة الشمسية بطاقة 500 ميغاواط.

وتمثل هذه الشراكة المرحلة الأولى من مشروع ضخم يهدف إلى تطوير ما يصل إلى ألفي ميغاواط من المشاريع المماثلة داخل إثيوبيا.

وهناك آمال كبيرة في إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية الإثيوبية. ويدعم هذا أهداف تجاوز قدرةِ أفريقيا على الطاقة الحرارية الأرضية قدرةَ أوروبا بحلول نهاية العقد الحالي.

وبحسب برادستوك توجد استثمارات متوقعة بقيمة 35 مليار دولار في كينيا وإثيوبيا لتطوير موارد الطاقة الحرارية الأرضية شرق أفريقيا.

وتنتج القارة اليوم غيغاواطا واحدا فقط من الطاقة الحرارية الأرضية، وهو ما يعادل نصف إنتاج أوروبا، لكن خط أنابيب المشروع يعني أن هذا الرقم سيتضاعف مرتين أو ثلاث مرات بحلول 2030.

ومن المتوقع أن تساهم كينيا وإثيوبيا مجتمعتين بنحو 90 في المئة من نحو 13 غيغاواط المتوقعة في توليد الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا بحلول سنة 2050، فيما ستنتج أوروبا حوالي 5.5 غيغاواط في التاريخ ذاته.

وتُعتمد الطاقة الحرارية الأرضية في الوقت الحاضر لتشغيل منشأة ألوتو لانغانو، وهي واحدة من 22 محطة طاقة في إثيوبيا. وتنتج هذه المنشأة حوالي 7.3 ميغاواط من الكهرباء.

وتهدف الحكومة إلى تطوير 17 مشروعا جديدا للطاقة الحرارية الأرضية لتحقيق 35 ألف ميغاواط من القدرة المركبة، لتلبية الطلب المحلي ومن ثم التصدير.

10