إبراهيم رئيسي رجل الإعدامات على رأس السلطة القضائية في إيران

طهران- عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الخميس رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي الذي كان مرشحا للرئاسة لمرة واحدة، رئيسا للسلطة القضائية، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للمرشد.
وكان القاضي السابق رئيسي الذي يتولى ادارة ضريح الإمام الرضا، منافس الرئيس حسن روحاني في انتخابات 2017 ويقيم علاقات وثيقة مع المرشد الأعلى.
وقال خامنئي في بيان إنه عين رئيسي "من اجل تحقيق" تحول (في القضاء) تماشيا مع احتياجاته وتطوره وتحدياته" في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية عام 1979.
وتابع أنه "لتنفيذ هذا العمل المهم، اخترت من يملك سجلا طويلا في مختلف مستويات السلطة القضائية وعلى معرفة وثيقة بتفاصيلها".
وتعيين رئيسي، (58 عاما) الذي يحظى بتأييد الزعيم الأعلى الإيراني، يمكنه من تقويض نفوذ المعتدلين في ظل حكم الرئيس روحاني داخل هيكل السلطة المعقد متعدد الطبقات في إيران.
ودعا رئيسي إلى أن يكون "مع الشعب والثورة ومكافحة الفساد" في منصبه الجديد. ويخلف رئيسي رجل الدين صادق لاريجاني الذي تم تعيينه في ديسمبر الماضي رئيسا لمجلس تشخيص مصلحة النظام.
ورئيسي من الدعائم الأساسية للتيار المحافظ، وعمل كمدع عام ومشرفا على إذاعة الدولة والمدعي العام في المحكمة الخاصة لرجال الدين. وهو برتبة حجة الإسلام وأصبح نائبا للمدعي العام في محكمة الثورة في طهران خلال الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988.
واتهمت منظمات حقوق الإنسان والمعارضة المحكمة بالإشراف على إعدام السجناء السياسيين دون إجراءات قانونية خلال فترة ولايته. ورئيسي كان عضو اللجنة التي أصدرت أحكام الإعدام بحق حوالي 5000 من المعارضين في عام 1988، والتي عُرفت باسم "لجنة الموت".
ووجّه خامنئي في رسالة تعيين رئيسي ثماني توصيات له، حيث قال له "لا تتردد في استئصال الفساد من الداخل والذي، هو مدعاة فخرك وفخر أغلبية القضاة والمحاكم والمدعين العامين".
وقد اختاره خامنئي عام 2016 لادارة ضريح الإمام الرضا ومؤسسة أعماله الضخمة "آستان القدس رضوي" التي لديها مصالح في كل القطاعات من تكنولوجيا المعلومات والبنوك إلى البناء والزراعة.
ورغم دور رئيسي في الإشراف على إعدام سجناء سياسيين في أواخر الثمانينات، فإن ترقيته ستجعله منافسا محتملا لخلافة خامنئي، حيث دفع الأخير بترشيحه للانتخابات الرئاسية الماضية كممثل عن التيار الأصولي المتشدد، كما أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع بعض قادة الحرس الثوري وخاصة محمد علي جعفري.
وكان رئيسي، الذي خسر في انتخابات الرئاسة عام 2017 أمام روحاني، شابا حين اندلعت الثورة عام 1979، لكنه صعد سريعا في ظلها. وفي عام 1988، كان واحدا من بين أربعة قضاة أصدروا قرارات إعدام جماعية بحق يساريين ومعارضين آخرين.
كما كان رئيسي مرشح الأصوليين التقليديين المتطرفين للانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها حسن روحاني، وله مواقف سياسية واضحة وحاسمة في التعاطي مع المعارضين والمنتقدين.