"أي – ميديا" مسرحية كويتية تستعيد تراجيديا يوربيديس

المسرحية تسلط الضوء على قوة المنصات الرقمية لتغيير الفضاء السياسي وخلق قصة رمزية واضحة للصراع في القرن الحادي والعشرين.
السبت 2021/12/11
تجسّد التراجيديا المعاصرة

تونس – ضمن فعاليات الدورة الـ22 لأيام قرطاج المسرحية كان الجمهور على موعد مع عرض المسرحية العربية “أي-ميديا” للمخرج الكويتي سليمان البسام التي قدمت عرضين مساء الخميس التاسع من ديسمبر الجاري.

ويعالج هذا العمل المقتبس عن النصّ الإغريقي “ميديا” جملة من القضايا الإنسانية الآنية في علاقة بالهجرة والنزوح وصراع الهوية والانتماء بين بلدان العالم الثالث والبلدان الأوروبية التي تستقطب إليها مريديها من فارّين ومهاجرين.

“ميديا” المسرحية التراجيدية اليونانية كتبها يوربيديس تجسد حياة “ميديا” المرأة الساحرة التي تقع في حب “جاسون” وتتزوجه، لكنه سرعان ما يهجرها ليتزوج بأخرى، فتقوم بقتل زوجته الثانية وأولادها منه في نوبة غضب. ومن رحم هذه التراجيديا ينطلق البسام في تجسيد واقع اليوم عبر إسقاطات عديدة تلتحم خلالها العناصر البسيطة لخلق تراجيديا معاصرة لبشر يعيشون الألم والتشتت والضياع في عالم معاصر لا يهدأ.

وتطرح المسرحية أيضا قوة المنصات الرقمية لتغيير الفضاء السياسي وخلق قصة رمزية واضحة للصراع في القرن الحادي والعشرين.

وتعتبر مسرحية “أي-ميديا” مشروعا بحثيا عن شكلٍ جديد للكتابة المسرحية العابرة للحدود، وسعيا لإيجاد نظم جمالية أصيلة وعميقة تعتمد بساطة الفضاء المسرحي وصفاء الخيارات الضوئية كخيارٍ موازن لكثافة الزخم المشهدي والفعل الشاعري في النص، وصولا إلى معالجة معاصرة تجسد جوهر اللحظة العربية الراهنة.

ويبحث العمل كذلك في الرصيد الرمزي الموسيقي للمنطقة بتوظيف ألوان الموسيقى البحرية بعيدا عن النمطية، خالقا فضاء طقسيا مفتوح الآفاق، وفقا للقائمين عليه.

ويشارك في أداء الأدوار في العمل كل من الفنان سليمان البسام والممثلة السورية حلا عمران التي تفاعل الجمهور مع أدائها الذي رآه كثيرون ملفتا نجحت من خلاله في إضفاء سحر الشعر على الصوت والحركة والشخصية التي تتنقل ببراعة بين أكثر الأفكار تعقيدا.

13