أيّوب سعد شاعر عراقي يعيد ترتيب أسماء الأشياء والبشر

القاهرة- أعلن الشاعر والصحافي العراقي أيوب سعد عن صدور كتابه الشعري الأول الذي حمل عنوان “الذين لا يملكون سوى نظراتهم”، وقدر صدر الكتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعنوان فرعي أيضاً “ما لا يشبه رمية النرد”.
في كتابهِ الشعري الأول نقرأ لسعد “من سمّى الوردة بهذا الاسم/لماذا لم تختر اسْمًا آخر/تأخذ اسم الذئب مثلًا/وتعطيه اسمها/هكذا سيكون للاثنين ماض مختلف/لكن في حاضرهما/الوردة ستأكل يوسف/أما الذئب/ سيعاتب أمبرتو إيكو:/لماذا أسميت روايتك باسم الوردة في الوقت الذي هذبتُ فيه طباعي؟/- لتعرف أن هناك شيطانًا للوردة أيضًا”.
ويتضح هنا التناص الذي يرسمه الشاعر مع قصة يوسف الدينية، والتي اشتغل عليها شعراء كثيرون كل بطريقته، ولا يقف عند ذلك الحد بل يذهب أيضا إلى استحضار عنوان رواية شهيرة للكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو بعنوان “اسم الوردة” والتي اقتبستها السينما بنفس العنوان، لنرى الشاعر لا ذلك الذي يهوم في خيالاته بل الذي يقول بدقة وجمالية فكرته متواصلا مع ما سبق من أساطير وقصص دينية وعناصر ثقافية.
ويواصل الشاعر اتصاله مع بنى الثقافة العربية والعالمية من خلال استحضاره لشخصية آدم، أبي البشرية كما تقر الأديان، ويستحضر علاقته باللغة مستندا إلى القرآن هذه المرة وتعليم آدم الأسماء، يكتب الشاعر “من علّم آدم الأسماء كلها/وأَيّ الأسماء أحب إليه/هل أحبَّ اسم الزهراء أو ماجدة الرومي/عائشة أو ماريا/ فيروز أو لميعة عباس عمارة/وإن كان آدم يحفظ كل الأسماء/كيف سأخبئ اسمك/كي لا يبحر مع الذين آمنوا/فأنا الولد العاق الذي يلوح لك من فوق الجبل الآن؟”.
ويستحضر الشاعر أسماء شاعرات وفنانات عراقيات وعربيات وأسماء أخرى من عمق الحضارة الإسلامية مثل عائشة زوجة الرسول أو ماريا، وهو أسلوب يفتح قصيدته على مجالها الثقافي والحضاري.
وعن تجربته الأولى يحدثنا أيوب سعد قائلاً “كنت أكتب دائماً من أجل الاحتفاظ باللحظة التي أعيشها الآن وفي أحيان أخرى أفعل ذلك من أجل تأجيلها أو الخلاص منها، وأعتقد أن تجربتي مع الشعر وكتابته كما يقول حمزاتوف: أيها الشعر أنا لولاك يتيم”.
ويضيف سعد “كان الشعر حاجة يومية بالنسبة إليّ سواء كانت تلك الحاجة في قراءته أو كتابته، كنت أتجاوز به السيء من الظروف الحياتية والتعبير به عما أريد ولا أملكه وما أملكه ولا أريده، هكذا بهذهِ الرؤية والحافز اللذين تولدهما الحاجة إلى الشعر، أصدرت ديواني الأول (الذين لا يملكون سوى نظراتِهم)».
ويعتبر أيّوب سعد، وهو شاعر ا عراقي من مواليد مدينة الرمادي عام 1996 من أبرز الأصوات الشعرية الحاضرة بقوة في الحياة الثقافية والصحافة والشعر، وهو يحمل بكالوريوس إعلام من جامعة بغداد، نشرت له مقالات وتقارير في صحف محلية عربية، وترجم شعره إلى اللغتين الإنجليزية والفارسية. وحضر العديد من المهرجانات الشعرية المحلية بالإضافة إلى مهرجان شعري في تونس.