أيهما أصعب: تربية الأطفال أم المراهقين؟ العلم يعطي الإجابة

باحثون يقولون إن لتربية الأطفال في السنوات الأولى ضرائب جسدية أكثر، لكن هذا لا يعني أن تربية المراهقين "نزهة".
الأربعاء 2022/02/02
المهم صنع الذكريات السعيدة

لندن – تعتبر الأبوة والأمومة وظيفة بدوام كامل تتطلب تخطيطًا دقيقًا واهتمامًا كبيرا. وسواء كنت والدًا لأول مرة أو للمرة الثانية، تربي مراهقًا أو طفلًا صغيرًا، ستواجه مجموعات مختلفة من التحديات كل يوم. ولا توجد قاعدة ثابتة لتربية الأبناء ليكونوا ناجحين ورحيمين. ويتطور الآباء ويتأقلمون مع أطفالهم لرعايتهم بشكل صحيح. ولكن هناك دائمًا نقاش بين تحديات تربية المراهقين والأطفال الصغار. ويعتقد العديد من الآباء الذين يعانون خلال سنوات الطفولة أن تربية المراهقين يمكن أن تكون أفضل، لكن آباء المراهقين يشعرون بخلاف ذلك.

ولتربية الأطفال والمراهقين إيجابيات وسلبيات. ووجد الباحثون باستمرار عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية. ولكن عند مقارنة عبء العمل، بمعنى من يشعر بالإرهاق أكثر، فمن المؤكد أنهما والدا الأطفال الصغار. ويطلب الأطفال الصغار مزيدًا من الوقت من والديهم من إعداد وجبات الطعام لهم، وتنظيف غرفهم، وارتداء ملابسهم، وجعلهم يدرسون وغيرها، وهناك الكثير من الأشياء التي تتطلب مراقبة مستمرة لتربية الأطفال. وفي حالة الأطفال الصغار، يحتاج الآباء إلى التواجد حولهم طوال الوقت، وهو أمر مرهق عقليًا وجسديًا. ويميل الوضع إلى التحسن عندما يبدأ الأطفال المدرسة الابتدائية.

ينصح الباحثون للحفاظ على الأمور هادئة وخالية من الإجهاد، بتركيز الانتباه على الجوانب الإيجابية لمرحلة النمو

ووفقا لموقع “تايمز أوف إنديا”، يبدو أن تربية المراهقين أفضل بكثير من تربية الأطفال الصغار، لكنها صعبة بطريقتها الخاصة. وعندما يكبر الأطفال ويبدأون في فهم العالم من حولهم، يكون لديهم المزيد من المطالب والاحتياجات. ويتم تلبية هذه المطالب بطرق مختلفة مقارنة بالأطفال الصغار. إنهم لا يحتاجون إلى وجود والديهم من حولهم طوال الوقت لتوجيه كل حركاتهم، كما يمكنهم المساعدة في الأعمال المنزلية وهم أكثر استقلالية. وعلاوة على ذلك، يمكنك إجراء محادثة حقيقية معهم لمعرفة المشكلات التي يواجهونها والأشياء التي يريدونها، وهو أمر غير ممكن في حالة الأطفال الصغار. ومع ذلك، هناك ضغط مستمر لضمان عدم اتخاذ المراهقين المسار الخطأ. ولذلك يصعب التعامل معهم.

ويقول باحثون إن صعوبة التعامل مع المراهقين أمر طبيعي. فوفقًا للأبحاث العلمية هناك نظامان مهمان في مخ المراهق لا ينضجان في ذات الوقت: نظام ينضج عند سن البلوغ وهو النظام المسؤول عن السعي وراء المكافآت والفوائد الواضحة (مثل الحصول على شعبية بين الأصدقاء)، والإثارة (مثل كسر وخرق القواعد). ونظام ينضج في منتصف سن العشرينات، وهو النظام المسؤول عن ضبط النفس.

إن تربية الأطفال والمراهقين مختلفتان تمامًا، لكن الدراسات تشير إلى أن الآباء الذين لديهم أطفال دون سن الخامسة يكونون أكثر رضاءً عن الرابطة مع أطفالهم الصغار، ويتمتعون بتقدير أكبر للذات وثقة أكبر، حتى أنهم يظهرون أعراض اكتئاب أقل من آباء الأطفال المراهقين أو في سن المدرسة.

ويقول الباحثون إن لتربية الأطفال في السنوات الأولى ضرائب جسدية أكثر. لكن هذا لا يعني أن تربية المراهقين “نزهة”. ويحظى الآباء بأفضل وأسوأ الأوقات مع الأطفال من جميع الفئات العمرية.

وينصح الباحثون للحفاظ على الأمور هادئة وخالية من الإجهاد، بتركيز الانتباه على الجوانب الإيجابية لمرحلة النمو للاستماع باللحظة مع الأبناء وتقوية الروابط وصنع ذكريات تدوم مدى الحياة.

17