أيهما آمن على الجلد.. الوشم المؤقت أم الدائم

الوشم المؤقت يضعف حاجز الحماية الطبيعي للجلد.
الاثنين 2025/01/20
رواج كبير للوشم بين الشباب

يشير خبراء التجميل وأطباء الأمراض الجلدية إلى أن الوشم المؤقت، والذي تتم إزالته بواسطة الغسل، ليس آمنا على الجلد؛ حيث إنه يُضعف حاجز الحماية الطبيعي. ويؤكدون أن الجلد، الذي يتم لصق الوشم المؤقت عليه، يفقد كمية أكبر من الماء مقارنة بالجلد الذي لا يوجد عليه مثل هذا الوشم. وينصحون باستخدام مثل هذا الوشم بحذر، وخاصة في حالة الإصابة بأمراض جلدية.

برلين – يشهد الوشم المؤقت رواجا كبيرا بين الشباب في الوقت الحالي اعتقادا منهم بأنه آمن على الجلد مقارنة بالوشم الدائم.

والوشم المؤقت هو عبارة عن صورة تُطبع على الجسم لوقت قصير بهدف تزيينه، ويُصنَع غالبًا من نوع خاص من الورق بعد طباعة الصورة المطلوبة عليه، ثم تنقَل على الجلد عبر ترطيب الورقة، وبعد أن تجفّ يحتفظ الجلد بالصورة المرسومة عليها.

وقال موقع “أبونيت.دي” الألماني إن الوشم المؤقت، والذي تتم إزالته بواسطة الغسل، ليس آمنا على الجلد، حيث إنه يُضعف حاجز الحماية الطبيعي للجلد، وذلك استنادا لما ذكره أطباء الأمراض الجلدية في مجلة الطب السريري.

الجلد الذي يتم لصق الوشم المؤقت عليه، يفقد كمية أكبر من الماء مقارنة بالجلد الذي لا يوجد عليه مثل هذا الوشم

وأضاف الموقع، الذي يعد البوابة الرسمية للصيادلة الألمان، أن الجلد، الذي يتم لصق الوشم المؤقت عليه، يفقد كمية أكبر من الماء مقارنة بالجلد الذي لا يوجد عليه مثل هذا الوشم، مما يشير إلى أن الوشم المؤقت يُضعف حاجز الحماية الطبيعي للجلد. لذا ينبغي استخدام مثل هذا الوشم بحذر، وخاصة في حالة الإصابة بأمراض جلدية مثل الصدفية أو التهاب الجلد العصبي.

وقد يعتقد الأشخاص أنّ الوشم المؤقت خيار مناسب وآمن دائمًا، إلا أنّ الحقيقة هي أنه قد تترتب عليه العديد من الآثار الجانبية المحتملة، ووفقا لإدارة الدواء والغذاء الأميركية، قد تتضمّن هذه الآثار الجانبية احمرارا وتقرحات في الجلد في مكان الوشم، وظهور آفات جلدية حمراء، وفقدان الجلد للونه. وازدياد حساسية الجلد تجاه أشعة الشمس، والتسبب بندب دائمة.

وهناك الوشم المؤقت بالحناء الذي في حال الحصول عليه فإنّ الوقت المتوقّع لزواله يكون من 3 أيام حتى عدة أسابيع، ويختلف ذلك باختلاف حالة الجلد والمواد المستخدمة فيه. وعلى عكس التاتو الدائم والذي يُحقَن في الجلد، فإنّ الحناء ترسم على سطح الجلد، ولكنّها ليست آمنة دائمًا، فقد أُبلغ عن العديد من الآثار الجانبية لها وبعضها خطير وطويل الأمد، كما أنّه لا يمكن التنبؤ بموعد حدوث الضرر الناتج عن استخدام الحناء، فبعضها قد يظهر مباشرةً، والآخر سيحتاج من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ليظهر، ومن الآثار الجانبية التي أُبلغ عنها، الاحمرار، وظهور بثور، وفقدان الجلد للونه، وزيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس، والتسبب بندوبٍ دائمة، حتى إنّ بعض هذه الحالات تطلّبت الرعاية الطبية أو حتى زيارة غرف الطوارئ.

وقد يتساءل العديد من الأشخاص لماذا قد يكون الوشم المؤقت بالحناء غير آمن؟ وللإجابة عن هذا السؤال يقول الخبراء إن الحناء هي صبغة بلون بني مصنوعة من نبات مزهر ينمو في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا وآسيا، واستخدمها الناس منذ القدم لصبغ الشعر والجلد والأظافر والحرير والصوف، ولا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا، وما يتسبب بالآثار الجانبية ليس الحناء التقليدية، بل الحناء السوداء، وهي عبارة عن حناء مخلوطة بمواد أخرى بهدف الحصول على وشم بلونٍ أغمق ويستمر لمدة أطول، مثل مادة البارافنيلين ثنائِي الأمين أو كما تُعرف اختصارا بالرمز “بي.بي.دي”، والتي قد تتسبب بتفاعلات جلدية خطيرة لدى البعض، وفي بعض الحالات قد تستخدم صبغة البارافنيلين ثنائِي الأمين لوحدها لصبغ الجلد، مع أنّ القانون أساسا يمنع استخدام هذه المادة في المستحضرات التي تستخدم على الجلد.

حح

ورغم مضاره، إلا أن ما يميز الوشم المؤقت هو أنه يمنح فرصةً لتجربة الوشم عامةً كبديل للوشم الدائم في العديد من الحالات، منها عدم التأكد من الرغبة بالحصول على وشم دائم، والقلق بشأن المخاطر الصحية المصاحبة لرسم الوشم الدائم، مثل الإصابة بعدوى أو الحساسية من الوشم الدائم. وبعد أخذ القرار بالحصول على وشم مؤقت، يجب التأكّد أولًا من أنّ المواد المستخدمة فيه آمنة، وأنّ مخاطر حدوث رد فعل تحسسي قليلة.

وقد يسبّب استخدام أدوات غير معقّمة بشكل جيّد، أو بطريقة غير صحيحة العديد من المضاعفات، فلا تُعدّ الإصابة بعدوى الأمراض، مثل نقص المناعة المكتسبة، والتهاب الكبد الوبائي، الخطر الوحيد للوشم، فهنالك ردّ فعل الجسم التحسّسي بعد الوشم، ويشمل التحسّس لحبر الوشم، فعند إدخال مادّة غريبة على الجسم يمكن أن تُسبّب استجابة مناعيّة سامّة، وقد يحدث هذا التحسّس بعد فترة وجيزة من نقش الوشم أو بعد سنوات.

ويمكن أن تظهر علامات التحسّس على شكل طفح جلدي في موقع الوشم، وعادة ما تسبّبه الأصباغ الحمراء والصفراء والخضراء. وقد يحدث ذلك إذا كانت المعدّات المستخدمة لنقش الوشم ملوثة بالدّم، عندها يمكن الإصابة بالعدوى لأي مرض قابل بالانتقال بالدم، مثل المكوّرات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، والتهاب الكبد الوبائي “ب”، والتهاب الكبد الوبائي “سي”.

وقد يسبب الوشم على مناطق شامات أو علامات الولادة في الجلد إخفاء التّغيرات التي تحدث لها، ممّا يجعل تقييم سرطان الجلد فيها صعبا، كما يمكن أن ينتقل الحبر إلى الأنسجة الداخلية ويقوم بتمويه انتشار سرطان الجلد النّقيلي، كما تؤثّر عملية إزالة الوشم بالليزر على تقييم الشّامات أيضا، ففي حين يقوم الليزر بتكسير صبغة الوشم، يمكن أن يُكسّر الصّبغة داخل الشامة ممّا يُصعّب عملية تقييمها.

16