أيهرا تتحدى رواد تصنيع السيارات بمفهوم مبتكر في التصاميم

تشق شركة ناشئة طريقها بعيدا عن صخب الشركات التي اعتاد الناس رؤيتها في إيطاليا ليس من حيث الفخامة والأناقة فقط ولكن أيضا بقوة محركاتها الخارقة، حيث يعتقد مؤسسو أيهرا أن التصميم والهندسة الكهربائية هما رمانتا ميزان السباق لابتكار مركبات نظيفة بطابع متفرد.
ميلانو (إيطاليا) - مهدت سيارات تسلا، التي يقودها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، طريق صناعة المركبات المبتكرة الصديقة للبيئة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، لكن الوضع أصبح مختلفا حاليا مع تكاثر الشركات الناشئة.
وملأت مجموعة من الكيانات الجديدة التي يقودها مطورون ومهندسون الانتقال العالمي إلى السيارات الكهربائية بالكامل والمستوحاة من حقبة جديدة في مجال التنقل ومرسومة بالتكلفة المنخفضة لبناء نماذج ثورية مقارنة بأسلافها التي تستهلك الوقود الأحفوري.
وأصبحت استثمارات المليارات من الدولارات التي جعلت صناعة السيارات القديمة تدر النقود على أصحابها، إذا يقدم الموردون منصات كهربائية عامة جاهزة ويمكن للمصنعين أن يبرموا عقودًا للتجميع وهي مناهج تترجم إلى وفورات في الوظائف والبنية التحتية. ولكن ما كان مفقودا في صيغة المركبات الكهربائية الجديدة، وفقا لشركة ناشئة مقرها ميلانو تدعى أيهرا، هو مفهوم تصميم جديد.
ومعلقا على ذلك، قال حازم ندا الرئيس التنفيذي للشركة لرويترز خلال حدث أقيم الأسبوع الماضي للكشف عن أول طراز اختباري لشركة أيهرا "ينظر عامة الناس إلى السيارات الكهربائية على أنها مملة".
وأضاف رجل الأعمال المصري "من السهل جدا بناء مركبة كهربائية قوية للغاية. ولكن ليس من السهل صنع سيارة كهربائية ذات طابع مميز". وتابع "أعتقد أن هذا أحد العناصر التي يجب على الإيطاليين التعبير عنها".

وتعاقد ندا مع مصمم سابق في لامبورغيني للمساعدة في إضفاء المشاعر الإيطالية على سياراته والتأكيد على الديناميكا الهوائية أكثر من الأداء.
لكن الشركة تريد دخول سوق مزدحم بشكل متزايد من الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال والشركات المصنعة للمركبات التقليدية التي يتم دفعها خارج الحلبة لمعالجة الانبعاثات التي تساهم في تغير المناخ.
ويرتكز أساس المشروع على اعتقاد مؤسسي أيهرا أن إمكانات الهندسة الكهربائية لم يتم التعبير عنها بالكامل بعد، لاسيما في ما يتعلق بتكوين مقصورة الركاب والديناميكا الهوائية، ولذلك ينبغي أن تتميز أيهرا بحلول غير مسبوقة من حيث استغلال المساحة والترفيه.
ورغم الزخم الذي رافق ظهور العديد من النماذج في السنوات الماضية وبمختلف الأحجام وقوة الدفع إلا أن بعض الشركات الناشئة حققت نجاحا ضئيلا.
ولا تخطط أيهرا لإطلاق أولى مركباتها، وهي عبارة عن سيارات الدفع الرباعي وسيارة السيدان قبل منتصف عام 2025، بإنتاج سنوي يبدأ من 20 ألفا إلى 25 ألف مركبة وبأسعار منافسة تتراوح بين 160 ألفا و180 ألف يورو.
ومن المتوقع أن يتم طرحها أولا في الولايات المتحدة والأسواق الأوروبية الرئيسية قبل التوسع في الصين. وسيأتي ذلك بعد استثمار إنتاجي أولي قدره 700 مليون يورو.
وقال ندا "نحن لا ننفق الكثير وهذا يرجع إلى حقيقة أننا نطور المواد بطريقة تجعل سلسلة الإنتاج خفيفة للغاية مقارنة بطرق الإنتاج الحالية".
وحصل الرئيس التنفيذي للشركة على معظم أموال بدء التشغيل في تجارة النفط الخام في لندن وشحذ شغفه بالديناميكا الهوائية لبناء أكبر نفق رياح عمودي في العالم، هو أيرو غرافيتي، وهو معلم جذب شمال ميلانو يسمح لأي شخص بتجربة السقوط الحر.
وفي حين أن سيارات أيهرا مخصصة لمجموعة ديموغرافية ثرية حيث أن التضخم يعض الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المنخفض، اكتسبت المركبات التي تعمل بالبطاريات بشكل عام قبولا أوسع لدى المستهلكين.
وتعمل الحكومات على دفع شركات صناعة السيارات بعيدا عن محركات الاحتراق الداخلي لأنها عملية وفي الوقت ذاته تنسجم مع البيئة. وتتوقع شركة بيرنشتاين الأميركية للأبحاث أن ربع السيارات المباعة بحلول عام 2025 ستكون ببطاريات كهربائية أو هجينة تعمل بالكهرباء، وتتضاعف بحلول عام 2030. وتستشهد بجداول طرح طموحة ودعم تنظيمي.
وقرر الأوروبيون حظر مبيعات السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بحلول 2035، مما أدى إلى ظهور لاعبين جدد بتكاليف بدء تشغيل أقل مع احتمال معاقبة مصنعي السيارات القديمة الذين استثمروا المليارات من الدولارات في المركبات الهجينة كتقنيات للجسور.
وسجلت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية أقوى نمو لجميع أنواع الوقود في الربع الثالث من هذا العام، بزيادة 22 في المئة إلى أكثر من 259 ألف وحدة، وفقًا لاتحاد مصنعي السيارات الأوروبيين. وهذا يمثل 12 في المئة من حصة السوق.
وتبدو حصة سوق الولايات المتحدة أقل حجما بحوالي 6 في المئة، لكن بيرنشتاين تتوقع أن يتسارع ذلك بشكل كبير مع سياسات الولايات المتحدة مثل تشديد معايير كفاءة الوقود.
ومع تزايد الاهتمام، تدخل العشرات من الشركات الناشئة الجديدة سوقًا مزدحمة جنبًا إلى جنب مع تسلا الرائدة وشركات صناعة السيارات التقليدية وبعضها لديه سجل حافل منذ قرن من الزمن.
وتمتلك الولايات المتحدة وحدها 417 شركة ناشئة للسيارات الكهربائية، وفقًا لبحث أجرته بيرنشتاين، يقدم بعضها حكايات تحذيرية. واستثمرت شركة فاراداي فيوتشر ومقرها كاليفورنيا المليارات من الدولارات في سيارة كهربائية أطلقت عليها أسم أف.أف 91، لكن لم تصنعها بعد واكتفت بتقديم نموذج اختباري لها.
وقال سام أبوالصامد محلل التنقل الإلكتروني الرئيسي في شركة غيد هاوس إنسايتس إن "آخرين، مثل لوسيد أو ريفيان، الذين دخلوا حيز الإنتاج، كافحوا للحصول على مكونات بسبب نقص سلسلة التوريد العالمية".
وفي الوقت نفسه يحقق المصنعون الصينيون نجاحًا في أوروبا، مع التركيز على السوق الأميركية. وفي سوق الفخامة الإيطالي أعلنت كل من فيراري ولامبورغيني عن خطط لسياراتهما الكهربائية الخاصة.
وأوضح أبوالصامد أن الأمر سيكون أكثر صعوبة الآن مما كان عليه قبل عقد من الزمن بالنسبة إلى شركة تسلا عندما كانت في الأساس العلامة التجارية الوحيدة التي تقدم سيارة كهربائية عالية الأداء متميزة. وقال "والآن هناك العشرات من العلامات التجارية تفعل ذلك، وتتنافس على نفس الدولار".
ويرى الخبير أبوالصامد أن الخطر الآخر هو الخدمة والدعم خاصة عند الإطلاق عبر مناطق جغرافية كبيرة بدون شبكات مبيعات وخدمة مدمجة.
والتصميم هو ما تأمل أيهرا في جذب انتباه السوق إليه والابتعاد عن هندسة محرك الاحتراق الداخلي، الذي قال ندا إنه “تم تكييفه من خلال الإدارة الحرارية".
ويؤكد الرئيسي التنفيذي للشركة أن خطط أيهرا تدعو في الغالب إلى البيع عبر الإنترنت ومراكز الخدمة الإقليمية. ويتحرك جسم سيارة الشركة الإيطالية الناشئة بعيدا عن الحواف التي حددت قوة السيارات الخارقة في السنوات الأخيرة ويعود إلى خط ألطف يذكر بتصميم السيارة قبل الحرب.
ويعمل هذا التحول الجمالي على تحسين الديناميكا الهوائية للسيارة، مما يساعد على توسيع النطاق، وفقًا لما قاله كبير مسؤولي التصميم في الشركة فيليبو بيريني.
وأوضح أن إعادة بناء الهيكل الداخلي الكلاسيكي سيوفر مساحة أكبر في المقصورة لراحة الركاب. ويبدو ندا مقتنعا بأن المستهلكين الشباب ليسوا مرتبطين جدًا بلوحات أسماء أجيالهم السابقة وسيكونون على استعداد لشراء سيارة من لاعب جديد يقدم تغييرًا عاطفيًا.
وقال "نحن لسنا في سوق فيراري، لسنا في سوق لامبورغيني". وأضاف "سياراتنا ليست من نفس فئة تسلا. نعتقد أنه يمكننا التعايش".