"أيها الكناطرية تونس تحتاجكم".. شعار ساخر لإيصال البنزين إلى العاصمة

تونس - رفع تونسيون على موقع فيسبوك شعارا مفاده “أيها الكناطرية تونس تحتاجكم” موجها إلى المهربين لإيصال البنزين إلى العاصمة وليس الاكتفاء فقط بالمحافظات الحدودية وذلك لسدّ النقص المسجل في المحروقات.
وبدأ الوقود في العديد من محطات الوقود في تونس ينفد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي مع تباطؤ الواردات وتراجع الإمدادات الوطنية ، مما أدى إلى تكدس السيارات في صفوف لمسافة كيلومترات في بعض الأماكن، وهو ما خلق اكتظاظا مروريا في العديد من المناطق.
وقال معلق في هذا السياق كغيره من المئات من المعلقين في تونس:
ويعرف التونسيون جيدًا لفظ “كناطري”، وهو يعني بالدارجة التونسية “مهرّب”، وهو مشتق من اللفظ الفرنسي “La contrebande” أي “التهريب“. وتتّخذ شريحة واسعة من التونسيين من نشاط التهريب باستخدام السيارات رباعية الدفع مورد رزق لها حيث يدرّ عليها عائدات مالية تتأتّى أساسا من الشريطين الحدوديّين المشتركين مع كل من ليبيا والجزائر شرقا وغربا إذ تتدفق مختلف أنواع السلع من الجهتين من المواد الغذائية والمحروقات وقطع غيار السيارات وصولًا إلى المواد الفلاحية بل أيضًا تهريب الأغنام والأبقار.
وشهدت ظاهرة التهريب في تونس منذ 2011 تطورّا بشكل مخيف حتى بات يمثل الاقتصاد الموازي أكثر من 50 في المئة من الاقتصاد الرسمي. وساهم ارتفاع وتيرة التهريب باستغلال للوضع الأمني المضطرب في تكدس ثروات ضخمة لدى العديد من المهربين، ثروات تبقى دائمًا خارج دورة الاقتصاد الرسمي. وليست ظاهرة التهريب بظاهرة جديدة على المجتمع التونسي، إذ شهدت طفرتها أواخر الثمانينات بعد إمضاء اتفاقية فتح الحدود بين بلدان المغرب العربي، وتطورت شيئًا فشيئًا حتى بدأت تتشكل بعض مراكز المال على الحدود.
ويعد التهريب إحدى المعضلات الأمنية والاقتصادية في تونس، حيث تتواتر الاشتباكات بين الجيش والمهربين في المناطق الحدودية.
لكن المعلقين على مواقع التواصل يقيسون الأمر بمقياس آخر. ويقول معلق في هذا السياق مثلا:
Mohamed El Hedi Fatnassi
نفاد البنزين
موش مشكل
عندنا كناطرية يسدوا ويسيطروا على الأزمة.
وفي أغسطس تداول معلقون خبرا مفاده أن كناطرية البنزين قرروا التخفيض في سعر جركل البنزين بـ3 دينارات (1.2 دولار) ردا على زيادة أسعار المحروقات. وكتب معلق:
Abderrazak Abid
كناطرية البنزين يتّخذون قرارا بالتخفيض في سعر البيدون بثلاثة دنانير ردّا على الترفيع في سعر المحروقات. اللعبة بدأت تحلو.
صفحات على فيسبوك في تونس تثنى على "وطنية الكناطرية" بهدف تبييض ما يفعلونه لدى مستخدمي الموقع
وسبق لخبر مفاده أن الكناطرية و”بحس المسؤولية والوطنية عمد الكثير منهم الى تغيير نشاطه في خلال أزمة كوفيد - 19 بحيث أنهم صاروا يستغلون شاحناتهم لإدخال آلات الأوكسيجن للمرضى”، أن لقي انتشارا كبيرا واسعا بين التونسيين على فيسبوك.
وقالت صفحات على فيسبوك إن “وطنية الكناطرية تجاوزت المسؤولين في الدولة بمن فيهم وزارة الصحة أي أن الكناطرية يوفرون الهواء لأبناء الشعب بينما المسؤولون وأعضاء الحكومة ورئيس الحكومة لا تسمع منهم إلا مثماش فلوس”.
وتنتشر أخبار أخرى على فيسبوك في تونس تبيض التهريب والكناطرية منها مثلا “الحكومة زادت ثمن الدخان فوجدنا الكناطرية يوفرونه لنا بأسعار معقولة ومدروسة” و”الحكومة عجزت عن توفير آلات الأوكسيجن فوجدنا الكناطرية يدخلونها إلى تونس ويوصلونها إلى المرضى” و”زادوا في سعر المحروقات فوفرها الكناطرية بسعر مدعم للجميع”. وتنقل بعض الصفحات المتابعة على نطاق واسع في تونس يوميات بعض الكناطرية على الطرقات.
وسبق أن اعتبر الإعلامي التونسي حاتم بلحاج أن تونس وصلت إلى مرحلة اسمها “ستاد ياكوزا” والتي تتمثل في مساهمة المافيا اليابانية في إعادة الإعمار بعد الحرب وتخليص الاقتصاد الياباني من الإفلاس.
كما سجلت لعبة إلكترونية تدعى “كناطري” تحاكي عمليات تهريب المحروقات نجاحا في أوساط الشباب.