أين هنية؟ حماس تضغط على قطر للعودة إلى دور الوسيط

لندن – أثار الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني التساؤلات حول المكان الذي يوجد فيه هنية، هل هو في الدوحة ويتجنب لقاء المسؤولين القطريين أم بقي في أنقرة منذ زيارته الأخيرة إليها، وما سبب بقائه هناك بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أكد فيها أن لا مكان لقادة حماس سوى الدوحة.
وإذا كان هنية في الدوحة ويتواصل مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بالهاتف، فهذا يؤكد تكهنات سابقة بوجود برود بين الطرفين، وأن حماس ترفض ضغوطا من قطر لدفعها إلى التجاوب مع مقترحات التهدئة التي تقدمها الولايات المتحدة، وخاصة المقترح الأخير الذي وصف بـ”السخي جدا”، ورفضه سيحرج الدوحة أمام الأميركيين ويؤكد أن لا تأثير لها على حماس.
ولوحظ أن حماس تتعمد الإبطاء في الرد على المقترح الأخير بالرغم من دعم الأميركيين له، وتأكيد مصر أنها نجحت في إقناع الطرفين به (حماس وإسرائيل). ويوحي الإبطاء بأن الحركة توجه رسالة إلى طرف ما، قد يكون الدوحة، لتؤكد له أن حماس ما تزال تتحكم بقرارها وأنها لن تقدم تنازلات لخدمة أيّ جهة أخرى حتى لو كانت قطر التي تستضيف قيادة الحركة وتتيح لها فرص الظهور الإعلامي باستمرار.
حماس تتعمد الإبطاء في الرد على المقترح الأخير بالرغم من دعم الأميركيين له، وتأكيد مصر أنها نجحت في إقناع الطرفين به
وقد يكون هنية قد غادر قطر ويريد الضغط عليها لأجل العودة إلى الوساطة ومن ثمة عودته إلى الدوحة وتجنيب الحركة أيّ ضغوط قطرية .
وكانت قطر قد لوحت بوقف وساطتها إذا لم يكف الإسرائيليون وداعموهم في واشنطن عن انتقاد دورها وعلاقتها بحماس، لكن التلويح كشف أيضا انزعاجا قطريا من أن حماس لم تمكّن الدوحة من التنازلات الكافية التي تقدر بها على المناورة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية.
وإلى حد الآن تتمسك حماس بوقف الحرب كليا وانسحاب إسرائيل من القطاع إلى ما قبل هجوم السابع من أكتوبر، في تعارض مع نتائج وساطة قطر ومصر المدعومة أميركيا، والتي عرضت مقترحا لاتفاق هدنة تشمل وقفا لإطلاق النار مدة 40 يوما وتبادل العشرات من الرهائن مع عدد أكبر من المعتقلين الفلسطينيين.
وقالت حماس في بيان أول إن هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، و”بحثا آخر تطورات المفاوضات بشأن وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني”.
وفي بيان ثان قالت الحركة إن هنية ثمّن الدور الذي تقوم به قطر في الوساطة في اتصال له مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وإن الطرفين (مصر وحماس) اتفقا على استكمال المباحثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق بوساطة قطر ومصر.
ولا تقدر مصر ولا قطر على التأثير المباشر والسريع على حماس لأن القرار ليس في يد هنية ومن معه من قادة الخارج، وهو موجود في قطاع غزة وبيد زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار، الذي يرفض تقديم التنازلات لتجنيب المدنيين ويلات الحرب المستمرة لأكثر من نصف عام. وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء من القدس حماس على القبول بمقترح الهدنة.
وقال بلينكن “إذا كانت حماس تدّعي فعلا أنها تهتم بالشعب الفلسطيني وتريد أن ترى تخفيفا فوريا لمعاناتهم، فعليها أن تقبل بهذه الصفقة”. وأضاف “في حال عدم حصول ذلك، فأعتقد أن هذا دليل إضافي يؤشر على عدم اكتراثها”.
وقال القيادي البارز في حركة حماس سهيل الهندي إن هدف الحركة يتمثل في “الوصول إلى إنهاء هذه الحرب” وهو هدف يتعارض مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي قدما فيها.
وأكد بيان حماس الخميس التكهنات التي قالت إن موقف الحركة الإسلامية “سلبي” في الوقت الحالي. وقالت قناة القاهرة نيوز الإخبارية الخميس نقلا عن مصدر مصري رفيع المستوى إن “وفدا من حركة حماس يصل إلى القاهرة خلال اليومين القادمين لاستكمال مفاوضات الهدنة”. وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة إن زيارة وفد حماس ربما تجري خلال اليومين المقبلين.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية راكيلا كارامسون للصحافيين الخميس “إن “الأمر الوحيد الذي يمنع التوصل إلى اتفاق هو حماس”. وأضافت “حماس لا تسعى إلا إلى التشدد في شروطها وترسيخ مطالب غير معقولة”.