أيرلندا تلوح بعرقلة مفاوضات البريكست

دبلن - حذرت أيرلندا من أنها ستعرقل تفوق مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما لم تقدم لندن ضمانا كتابيا رسميا بعدم وجود حدود فعلية معها.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية، عن رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار الجمعة قوله إن مطلب دبلن بأن لا ينتج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “حدودا فعلية بين أيرلندا الشمالية الخاضعة للحكم البريطاني وأيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، يجب أن يُذكر خطيا في نتائج المرحلة الأولى”.
وأكد فارادكار أنه من المحتمل أن تنتقل محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى المرحلة الثانية، العلاقات التجارية المستقبلية، في ديسمبر المقبل، في حال قدمت بريطانيا إيضاحات حول القضايا الرئيسية العالقة وخصوصا الحدود الأيرلندية.
وكانت بريطانيا قد رفضت، اقتراحا بشأن الحدود مع أيرلندا الشمالية وقالت إنه لا يمكن لأي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي إنشاء حدود جديدة داخل المملكة المتحدة.
وقال كبير المفاوضين البريطانيين لبريكست ديفيد ديفيس في ختام الجولة السادسة من المفاوضات التي شغلت فيها حدود أيرلندا حيزا كبيرا “لا يمكن أن يصل هذا الأمر إلى إنشاء حدود جديدة داخل المملكة”.
وقال فارادكار “أعتقد أنه من الممكن بالتأكيد أن نتمكن من التوصل في ديسمبر إلى استنتاجات من شأنها تسمح بالبدء في المرحلة الثانية من المحادثات”، مؤكدا أن “ما نريد القيام به هو تحديد معايير المحادثات حول التجارة”. وأضاف “نريد أن يتم تسجيل ذلك بشكل عملي خلال نتائج المرحلة الأولى”، في الوقت الذي أكدت بريطانيا على أنه لن تكون هناك ضوابط صارمة على الحدود.
|
وتابع أن “ذلك لا يعني بالضرورة أن بريطانيا أو أيرلندا الشمالية بحاجة إلى البقاء في الاتحاد الجمركي، بل يمكن التوصل إلى حل في إطار الاقتراح البريطاني للدخول في شراكة جمركية مع الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “ما نريد أن نتوصل إليه على، قبل أن نتطرق إلى التجارة، هو عدم وجود أي فكرة لوجود حدود تخضع لرقابة صارمة أو حدود تشبه الماضي في أيرلندا”.
وتأتى تصريحات فارادكار، قبل أسبوع، من انتهاء موعد نهائي حدده الاتحاد الأوروبي للجانب البريطاني لإحراز تقدم في المحادثات، إذا ما أراد الحصول على موافقة قادة الاتحاد الأوروبي على الانتقال إلى مناقشات حول التجارة والعلاقة الأوسع بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن أملها في أن يرد الاتحاد بشكل إيجابي بعد لقاءاتها مع العديد من القادة، مشيرة إلى أن جميعهم حذروها من أن الوقت يضيق لتسوية مسائل رئيسية متعلقة بالانفصال، وإعادة إطلاق مفاوضات اتفاق تجارة.
وحذر قادة الاتحاد الأوروبي، رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي من أن “الوقت يداهم” للقيام بتسويات حول بريكست والاحتمالات تتزايد في أن لا تحرز المحادثات تقدما لبلوغ المرحلة التالية في ديسمبر القادم.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر “الوقت يداهم. آمل في أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق حول ما يتعلق بالانفصال في قمة مجلس أوروبا”.
وكان كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف بريكسيت ميشال بارنييه، قد حذر الأسبوع الماضي، من أن أمام بريطانيا أسبوعين فقط لتلبية شروط الاتحاد المتعلقة بفاتورة طلاقها وحقوق المواطنين والحدود الأيرلندية إذا ما أرادت التوصل لاتفاق.
وقال فارادكار إن مطلب دبلن بأن لا يخلق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حدودا فعلية بين أيرلندا الشمالية الخاضعة للحكم البريطاني وأيرلندا العضو في الاتحاد.