أيرباص تنافس بوينغ للظفر بصفقة ضخمة مع السعودية

الرياض تجري مفاوضات متقدمة لطلب ما يقرب من 40 طائرة إيرباص أي 350 ضمن الجهود الإستراتيجية لإطلاق شركة طيران جديدة.
الثلاثاء 2022/10/25
الأضواء على الصفقة

الرياض - يتنافس عملاق صناعة الطائرات الأوروبية أيرباص مع العملاق الأميركي بوينغ للظفر بأكبر قدر ممكن من الطلبيات في صفقة ضخمة تستعد السعودية لإتمامها لشراء العشرات من الطائرات التجارية الجديدة.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالتي رويترز وبلومبرغ أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق الثروة) يجري محادثات مع أيرباص وبوينغ لتقديم طلبات شراء حوالي 80 طائرة تجارية جديدة.

ووفقا لمصادر وكالة بلومبرغ سيكون الطلب هو الأول لشركة الطيران السعودية الجديدة، التي لم يتم إطلاقها بعد والتابعة للصندوق السيادي.

وستتخذ شركة الطيران الجديدة التي أطلق عليها اسم “ريا” العاصمة الرياض مقر لها، بينما سيكون مقر شركة الخطوط الجوية السعودية الحكومية مدينة جدة مقرا لها بموجب إستراتيجية نقل تدعو إلى إنشاء مركزين لمنافسة شركات طيران إماراتية وقطرية.

وقالت مصادر في قطاع الطيران لرويترز إن “الرياض تجري مفاوضات متقدمة لطلب ما يقرب من 40 طائرة إيرباص أي 350 ضمن الجهود الإستراتيجية لإطلاق شركة طيران جديدة ومنافسة شركات الطيران ذات الثقل في الخليج”.

80

طائرة تجارية ينوي صندوق الثروة شراءها لبناء أسطول شركة “ريا” للطيران

وأضافت المصادر أن الصندوق السيادي سيشترى الطائرات التي تبلغ قيمتها نحو 12 مليار دولار بالأسعار المعلنة، مشيرة إلى أنه إذا تأكد ذلك، فقد يكون الإعلان خلال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي تستضيفه الرياض هذا الأسبوع.

ويعتبر “منتدى دافوس الصحراء” فرصة لعرض “رؤية 2030” لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإبعاد الاقتصاد عن النفط من خلال إنشاء صناعات جديدة توفر أيضا فرص عمل للملايين من السعوديين، ولجذب رؤوس الأموال والمواهب الأجنبية.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت بوينغ ستبيع طائرات لشركة الطيران الجديدة. وأشار مصدر مطلع على المفاوضات إلى أنها “لم تنته بعد”.

وقالت المصادر إن الطلبات تشمل الطائرات ذات الممر الواحد ونماذج الجسم العريض الأكبر القادرة على الطيران لمسافات طويلة.

وليس من الواضح ما إذا كان من الممكن تقسيم شراء الأسطول بين الشركتين المصنّعتين. وقال مصدر آخر إن “السعودية تميل إلى شراء الطائرة بوينغ 787”. وذكرت تقارير أن الشركة قد تحتاج أيضا إلى طائرات ضيقة البدن. وفي كل الأحول فإن صفقة الطلبات ستشهد مسابقة بين طائرات بوينغ 737 ماكس وسلسلة طائرات أيرباص أي 320 في فئة المسافات القصيرة.

أما اختيار مسارات المسافات الطويلة فسيكون بين طائرة 787 دريملاينر التابعة للشركة الأميركية وطائرة 777 إكس الجديدة، والتي لم تدخل الخدمة بعد، أما منافسه الأوروبي فيقدم أي 350 وأي 330 نيو.

وقال أحد المصادر إن أيّ اتفاق تجاري لا يزال يجب أن يحظى بموافقة سياسية ويعتمد أيضا على مفاوضات المحرك المعقدة.

الطلبات تشمل الطائرات ذات الممر الواحد ونماذج الجسم العريض الأكبر القادرة على الطيران لمسافات طويلة

وأفاد مصدران في الصناعة بأن اختيار المورد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه ذو أبعاد سياسية لأن المنتدى السعودي ينعقد وسط توتر متزايد بين واشنطن والرياض.

وقالت الحكومة السعودية العام الماضي إنها ستؤسس شركة طيران ثانية إلى جانب الخطوط السعودية كجزء من خطة “رؤية 2030” لجعل الاقتصاد أقل اعتمادا على النفط.

وفي حين أن الشركة الناشئة ستخدم في الغالب العاصمة الرياض، التي لديها طموحات لتصبح مركزا تجاريا عالميا، فإنها ستسعى أيضا إلى التنافس مع شركات طيران خليجية أكبر لحركة النقل العالمية.

ومن المتوقع أن تعين السعودية البريطاني توني دوغلاس في منصب الرئيس التنفيذي لشرطة الطيران “ريا”.

وتنحّى دوغلاس الأسبوع الماضي عن منصبه كرئيس لشركة طيران الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي، والتي من المرجح أن تتنافس الشركة الناشئة معها على حركة المرور العابرة للقارات.

وفي مقابلة سابقة مع بلومبرغ، قال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان إن خطوط الطيران الجديدة التابعة للصندوق ستطلق أول رحلاتها خلال 2024.

11