أيرباص تغذي فرص ازدهار تجارة الطائرات المُسيرة النظيفة

تولوز (فرنسا) – يتطلع عملاق تصنيع الطائرات الأوروبية أيرباص إلى التوسع في سوق المُسيرات النظيفة الآخذ في النمو بعدما أنهت مرحلة التجارب على طائرتها زفير واقتربت أكثر لإنتاج أسطول تجاري منها.
وكشفت الشركة الاثنين أنها تسعى لاستثمارات خارجية في برنامج الطائرات المسيرة زفير للمراقبة والاتصالات على ارتفاعات عالية، في محاولة لتوسيع نطاق الأعمال وتسريع تسويقها.
وتخطط أيرباص لفصل البرنامج بهدف إنشاء أعمال مستقلة للاتصالات ومراقبة الأرض ستبدأ عملياتها التجارية بحلول نهاية العام المقبل.
وتم تصميم المسيرة التي كشفت عنها للمرة الأولى في العام 2021 بحيث تبقى على ارتفاع حوالي 21 كيلومترا لعدة أشهر في كل مرة للمراقبة أو لتوفير دفعة مؤقتة للاتصالات.
وتعتمد زفير المزودة بمروحتين صغيرتين على الطاقة الشمسية، حيث يتم شحن البطاريات الثانوية في وضح النهار لتشغيل الرحلات الليلية.
واستعانت أيرباص بشركة مورغان ستانلي للعثور على شركاء خارجيين للمساعدة في تسريع تسويق الطائرة، والتي تستخدم الألواح الشمسية للطيران وإعادة شحن بطارياتها، ما يعني أنها لا تنتج أي انبعاثات كربونية.
وقال متحدث باسم الشركة، لم تذكر رويترز هويته، إن “شركة صناعة الطائرات الأوروبية اختارت مورغان ستانلي لإيجاد شراكات خارجية للوحدة التي ستعمل تحت الاسم التجاري آلتو”.
وأضاف “تخطط شركة أيرباص للاحتفاظ بملكيتها في آلتو، لكنها ستدرس الاستثمار الخارجي للمساعدة في تسريع أهداف الشركة”. ولم يذكر حجم الاستثمار المستهدف.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية التي كانت سباقة في نشر الخبر إن “أيرباص تخطط لفصل وحدة الطائرات بدون طيار بهدف بدء العمليات التجارية بحلول نهاية العام المقبل”.
وأخبر المدير التنفيذي السابق في إنتلسات وون ويب سمير حلاوي الذي يقود البرنامج منذ الصيف الماضي، فاينانشال تايمز بأن طائرة زفير كانت “في مرحلة التصميم النهائية”.
وقال إن “فكرة الاقتطاع هي جلب شركاء متشابهين في التفكير إلى المعادلة والقدرة على توسيع نطاق هذا النشاط التجاري”.
وطور مهندسون من مجموعة كينيتيك التصميم الحالي لزفير زد 8 والتي يبلغ طول جناحيها 25 مترا، ما يعادل ثلث عرض طائرة أي 380 المستخدمة للرحلات التجارية، وتزن 75 كيلوغراما فقط.
ويؤكد المسؤولون التنفيذيون في الصناعة أن المسيرات التي تحلق على ارتفاع عال والتي تعمل بالطاقة الشمسية توفر مزايا تفوق الأقمار الاصطناعية التقليدية بما في ذلك انخفاض التكاليف وزيادة المرونة.

وقال حلاوي إن زفير تقدم “مزيجا رائعا من القدرات” للعملاء مثل مشغلي الهاتف المحمول الذين يتطلعون إلى توسيع تغطية النطاق العريض إلى المناطق النائية أو المنكوبة.
وأوضح أنه من خلال قربها بدرجة كافية من الأرض، كانت قادرة على “التحدث مباشرة إلى أجهزة المستخدم النهائي”، بينما كانت في الوقت ذاته تتمتع بقمر اصطناعي ثابت وتوفر تغطية أكبر من البنية التحتية الأرضية.
وتخطط شركة أيرباص لإنشاء موانئ آلتو في ستة مواقع حول العالم على الأقل، بما في ذلك الولايات المتحدة وبلدان في منطقة الشرق الأوسط. وتمتلك زفير بالفعل بعض الإيرادات من العملاء السابقين، لاسيما العملاء الحكوميين بما في ذلك وزارة الدفاع البريطانية. كما تمتلك الشركة حاليًا عشر طائرات في موقعها في فارنبورو في المملكة المتحدة.
وفي العام الماضي، طار أحدث نظام زفير زد 8 لمدة 64 يوما متتالية قبل تحطمه. وعلل حلاوي ذلك بأن “أحد المكونات تعطل أثناء الطقس السيء”، لكنه أشار إلى أن “التصميم اكتمل الآن”.
وقال إن “البرنامج أصبح ناضجا ومع ذلك فإن الطائرة تحتاج إلى القليل من التسويق لكي نتمكن من أهدافنا ألا وهي تقديم الخدمات”. ووفق المواصفات الفنية للطائرة، فإن زفير بإمكانها تغطية نحو 250 برجا خلويا، وبالتالي توفر مساحة على الأرض يمكن أن تشغلها بنية تحتية ضخمة.
وتقول أيرباص إنها يمكن أن تحدث ثورة في إدارة الكوارث، مثلا، بما في ذلك مراقبة انتشار حرائق الغابات أو الانسكابات النفطية. وتشير التقديرات إلى أن سوق الطائرات المُسيرة غير العسكرية ستتضاعف عالميا خلال العقد الحالي إلى ثلاثة أمثال حجمها في العقد الماضي لتصل إلى 14.3 مليار دولار.
وذكرت دراسة نشرتها شركة تيل غروب المتخصصة في تحليل بيانات الفضاء الجوي في العام الذي سبق الوباء أن السوق ستستفيد من الفتح التدريجي للمجال الجوي الأميركي من إدارة الطيران الاتحادية والاستخدام المتزايد للمسيرات من جانب القطاعات التجارية.
