أيد خفية تصنع الحرب ومهمات خرافية لملاحقة من أشعلها

ما بين التاريخ وتحوّلاته ومجرياته ثمة فاصلة، تضيق أو تتّسع لكن يبقى ذلك الماضي مصدرا للمزيد مما يمكن أن يروى من وجهات نظر متعددة وخاصة عند المنعطفات الأكثر أهمية في تاريخ البشرية وفي مقدمتها الحروب والصراعات التي كانت وما تزال مصدرا مهما من المصادر السينمائية. وهي مصدر فيلم “رجل الملك” الذي يعود بشكل خيالي إلى التاريخ من زوايا مختلفة.
لم تتوقف السينما عن عرض قصص ووقائع وتفاصيل عن الحربين العالميتين الأولى والثانية وحتى الساعة هنالك المزيد من الأفلام السينمائية التي يتم إنتاجها في كل عام تقريبا والتي تواكب وتجري مقاربات من زاويا متعددة للكارثتين البشريتين اللتين أوديتا بحياة الملايين من البشر ودمّرت مجتمعات بأكملها.
ها نحن في فيلم “رَجُل الملك” للمخرج البريطاني ماثيو فوغن مع مقاربة جديدة لأجواء واكبت اشتعال الحرب العالمية الثانية في إطار اجتماعي وإنساني، خلاصته الإجابة عن سؤال هو ماذا لو اتّحدت الجهود والنوايا من أجل منع تلك الحرب قبيل اشتعالها وقبيل أن تلتهم حياة أكثر من ثمانية ملايين من البشر.
هذا السؤال يحضر بقوة في لحظة عاصفة من حياة أورلاندو، دوق أوكسفورد (الممثل رالف فينيس) الذي يظهر في المشاهد الأولى من الفيلم في العام 1902، هو وزوجته إيميلي (الممثلة أليكساندرا ماريا لارا) وطفلهما وهم في زيارة لمعسكر اعتقال في جنوب أفريقيا أثناء حرب البوير الثانية أثناء العمل مع الصليب الأحمر.
ما لم يكن في الحسبان هو أن يتعرضوا جميعا لكمين وهجوم قناص من البوير يتسبب في موت الزوجة وإصابة أورلاندو في ساقه، بينما تطلب منه الزوجة وهي تلفظ أنفاسها أن يحافظ على ابنهما وأن يسعى بكل ما يستطيع لكي يحول دون وقوع أي حرب أخرى.
من هذه الثيمة سوف ننطلق مع أورلاندو أوكسفورد في مساعيه للحيلولة دون وقوع حرب جديدة لاسيما وأن الصراعات ونزعات الانتقام بين الدول الأوروبية كانت تنذر باشتعال النزاع في أي لحظة.
تحولات وصراعات
☚ الفيلم يسلط الضوء على التاريخ ويثير نقاشات جادة للغاية حول كل شيء من الاستعمار إلى التكلفة البشرية للحرب
التحوّل في شخصية أورلاندو وفي مسار الأحداث سوف نلمسه بعد مرور قرابة 12 عاما من تلك الواقعة حيث أن أورلاندو سيتحول إلى مؤسسة خفية يخدمه فيها اثنان من العاملين في المنزل، وهما شولا (الممثل جيمونهونسو) وبولي (الممثلة غاما ارتيرتون) وهما من سيقومان بالتجسس لصالح أورلاندو ويقومان بأدوار مختلفة متخفيين في صورة خادمين في المنزل والهدف الأساسي هو ألا تدخل الإمبراطورية البريطانية تلك الحرب بكل ما تتطلبه من احتياطات.
واقعيا تسير الأمور بمسار مختلف فهناك على الخارطة الأوروبية الزعامة النمساوية والألمانية والفرنسية والبريطانية وعلى الجانب الآخر الروسية، لكن التحول الجذري في الأحداث سوف يقع مع اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند ولي عهد النمسا وزوجته أثناء زيارتهما لسراييفو، وهو ما يشعل شرارة سعى أورلاندو بكل الطرق إلى إطفائها ولكن بلا جدوى.
ففي هذا المسار الدرامي ينجح أورلاندو مرة في إنقاذ الأرشيدوق من انفجار مدبّر، لكنه يفشل في المرة الثانية من إنقاذه من الموت الذي تقف وراءه صربيا، مما يؤدي إلى اشتعال الصراع.
خلال ذلك هنالك تسارع غير مسيطر عليه للأحداث ينبئ بأن المواجهة قادمة وأن مساعي أورلاندو أوكسفورد سوف تكون بعيدة بمسافات عمّا يجري إعداده، لاسيما مع اصطفاف روسيا مع صربيا في مواجهة النمسا لخوض حرب ضروس، وكانت ألمانيا قد وقفت ضد روسيا في ذلك الصراع.
أما قوات ما عرف بالوفاق الثلاثي، الذي ضم بريطانيا العظمى وإيرلندا والجمهورية الفرنسية والإمبراطورية الروسية، فقد وقفت ضد دول المركز، الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا.
لا شك أن اشتعال حرب هي الأعنف في التاريخ والتي عرفت بحرب الخنادق، بدت معها مساعي أورلاندو ضد الحرب مثل صرخة في واد.
لكن المعالجة الإخراجية المبنية على كتاب الكوميكس لمؤلفيه مارك ميلر ودايف جيبسون يذهب بنا وبشكل يقترب من الكوميديا السوداء باتجاه آخر مختلف، إذ ما ينفك المخرج يتنقل بنا بين نقاط الاستقطاب العالمية المنغمسة في الصراع فمن واقعة مصرع الأرشيدوق النمساوي وزوجته التي أشعلت فتيل الحرب سوف يذهب إلى قيصر روسيا ومن ثم إلى راسبوتين.
رحلة مثيرة لرجل يحاول منع الحرب العالمية قبيل اشتعالها وقبيل أن تلتهم حياة أكثر من ثمانية ملايين من البشر
وبذلك سوف يتخذ الفيلم مسارا مختلفا يزج فيه بأورلاندو وهو يصل إلى حيث يعيش راسبوتين بكل ثقله وسمعته المعلومة وكونه مستشارا شخصيا للعائلة القيصرية الروسية، لكن الأمر سرعان ما يتخذ شكلا آخر، ها هو راسبوتين بشعره الطويل والكث وقامته الفارعة محاطا بالحسان من كل جانب وهو يتصرف بملء إرادته فهو أب روحي من جهة وهو سياسي مبطن وخطير للعائلة المالكة.
لكن التحول هنا وهو ما يخالف الحقيقة التاريخية المتعلقة بمقتل راسبوتين أن أورلاندو هو الذي يطبخ المخطط الرئيسي للتخلص من راسبوتين، وهنا نشاهده يقطع الأرض الروسية المتجمدة مصحوبا بابنه الوحيد وخادميه المخلصين شولا وبولي وحيث يعقدون جلسة وهم في القطار ليناقشوا نقاط ضعف راسبوتين استعدادا لاغتياله.
تعد له بولي نوعا من المعجنات المسمومة بينما يستدرجه ابن أورلاندو لالتهام تلك المعجنات لاسيما وأنه أكثر ميلا للشباب الوسيمين، كما يجري التلميح في الاجتماع الذي عقدوه في القطار.
يصنع المخرج مشاهد اللقاء بين أورلاندو وراسبوتين بعناية إذ يتساءل هذا الأخير في وسط البلاط والطبقة الأرستقراطية، هل أنت إنجليزي أم نادل، فيرد عليه أورلاندو مباشرة وهل أنت راهب أم راقص باليه.
ما يلبث ذلك الموقف أن يتطور سريعا مع بدء راسبوتين بالتهام المعجنات مع علمه أنها محشوة بسم السيانيد، لكن المفارقة هي عندما يخبر أورلاندو أنه لا يخاف من السم لأنه يلتهم شيئا من السم في كل إفطار وذلك لتقوية مناعته.
سوف يؤدي راسبوتين دور الراهب الراقص الذي يخوض نزاعا قاسيا مع أورلاندو وخادمه وابنه والمشاهد التي تم صنعها في أثناء تلك المواجهة هي من أجمل المشاهد على الإطلاق.
راسبوتين يعالج ساق أورلاندو بالغطس في بركة الثلج الروسية وبعده يشفى ليخرج وهو شبه متجمد وليشهد مشهد الصراع بين شولا وراسبوتين وهو من مشاهد الحركة المميزة التي سوف تتكرر لاحقا مع الابن ومع أورلاندو نفسه بعد تعرض شولا لطعنة كادت أن تنهي حياته، وليمضي راسبوتين في سعيه لإنهاء حياة أورلاندو وابنه، لكن تلك الرصاصة المفاجئة التي انطلقت بشكل غير متوقع هي التي سوف تنقذ حياة أورلاندو وابنه بأعجوبة وما تلك إلا الرصاصة التي أطلقتها بولي.
إثارة مناقشات
في إطار تعزيز الحبكة الدرامية للفيلم يتم تعميق ما يربط بين راسبوتين وفلاديمير لينين مؤسس الدولة الإمبراطورية السوفيتية، صلة ما أقلها رمزيا أنها كما في وقائع وأحداث الفيلم ترتبط بموجّه واحد هو ذلك الراعي الذي هو بمثابة أب روحي يصدر أوامره للجميع.
كان صدور الأوامر في كل مرة مصحوبا ببث حبكات ثانوية أو فرعية، وهو الذي يأمر مثلا بإشعال الحرب أو إطفائها، ولهذا ليس مستغربا أن يجتمع من دون أن يظهر وجهه مع لينين ليعلنها صريحة، عليك أن تكمل المهمة التي بدأها راسبوتين بصرف النظر عن عقيدتك السياسية وأيديولوجيتك.
من هنا سوف ننتقل إلى حقبة أخرى يشهد عليها التاريخ نفسه بأن مقتل راسبوتين -لكن ليس على يد الإنجليز- سوف يعني في ما يعنيه بداية انطلاق ثورة أكتوبر وصعود الشيوعية التي سوف تؤسس دولة لها ثقلها مضافة إليها مجموعة دول الاتحاد السوفيتي، وهي بمثابة قفزة درامية وتحول في السرد الفيلمي.
☚ الحدث التاريخي هنا محرك أساس في دراما متشعبة تتعلق بإرادات دول وليس قناعات ولا مساعي أفراد
وللمضي في تلك الكوميديا السوداء تجد أن لينين يتلقى التعليمات من ذلك المجهول بكل أريحية في مشهد زريبة الحيوانات عندما يضرب الراعي بسيفه في كل مرة حيوانا، فتارة يقطع قرن غزال وأخرى يردي الحيوان قتيلا، وما بين هذا وذاك لا تستقيم الصلة بينه وبين لينين إلا بأن يمضي في ثورته في مقابل أن يجد السند من ذلك الطرف المجهول.
في تحليله النقدي للفيلم يذكر الناقد برايان تاليركو أن تلك الأحداث برمتها كانت محاولة تسليط الضوء وإثارة مناقشات جادة للغاية حول كل شيء من الاستعمار إلى التكلفة البشرية للحرب وصولا إلى فرضيته أن المخرج أراد أن يصنع فيلما دراميا عن الحرب العالمية الأولى، ولكن بعد ذلك قرر الخوض في إشكالية رجل الملك.
ربما يثير هذا الرأي نقطة حساسة في السرد الفيلمي وهي الهشاشة التعبيرية وعدم التماسك السردي بين أجزاء الفيلم والتوسع البانورامي إلى مفاصل درامية ومنعطفات ربما لم تكن تخطر على البال ومثالها هو هذا الأخير من بين المشاهد والمتعلق بتسلل أورلاندو وسط حاشية القيصر، وليس ذلك فحسب، بل القيام بعملية اغتيال مكتملة الأركان لشخصية تأتي بعد العائلة القيصرية بل إنه يشكل امتدادا لها وهو راسبوتين.
من جانب آخر فإن المخرج ماثيو فوغن في ولعه بكتاب الكوميكس المذكور الذي يحمل اسم هذا الفيلم كان قد أنجز فيلمين مأخوذين عن ذات الكتاب وهما رجل الملك – الخدمة السرية وهو من إنتاج العام 2015 وفيلم “رجل الملك – الدائرة الذهبية” من إنتاج العام 2017، ولهذا تجد ظلال وأصداء واللمسات الإخراجية حاضرة في هذا الفيلم المبني بالأساس على فكرة التجسس، فإذا بنا نذهب إلى أبعد ما يمكن تصوره وهو الخوض في إشكالية تاريخية وعن الأسباب التي فجرت الحرب العالمية الأولى وحيثيات اشتعال الشرارة الأولى باغتيال أرشيدوق النمسا وزوجته وصولا إلى تفاصيل ترتبط بقيصر روسيا ونفوذ راسبوتين وما إلى ذلك.
وثمة إضاءة أخرى تتعلق بالجدل الذي أثاره هذا الفيلم تحدث عنها الناقد أولي ريتشاردز في موقع أمباير الشهير، إذ يقول إن الأمر ينتقل في بعض الحيان إلى نوع من الجنون وذلك بسبب قيادة العالم من طرف ثلة من الموتورين إلى حافة الموت والحرب الطاحنة، وهو ما سوف يقع فعليا ومن هنا فإن كل شيء يصبح مجنونا إلى حد كبير.
المخرج ماثيو فوغن
◄ مخرج وكاتب سيناريو بريطاني من مواليد 1971.
◄ التحق وهو في الخامسة والعشرين من العمر بكلية لندن الجامعية لدراسة الأنثروبولوجيا والتاريخ القديم، لكنه ترك الدراسة وانشغل بالسينما.
◄ كتب السيناريو وأخرج العديد من الأفلام القصيرة والتجريبية حتى نضجت قدراته السينمائية فكان فيلمه الروائي الأول الطويل "طبقة الكيك" الذي لفت إليه الأنظار وترشح للعديد من الجوائز في مسابقة البافتا.
◄ أخرج الفيلمين الشهيرين "إيكس مين" عامي 2011 و2014 ثم ليبدأ العمل على كتاب الكوميكس "رجل الملك" حيث أخرج فيلم “رجل الملك – الخدمة السرية” 2015 و”رجل الملك الدائرة الذهبية” 2017.
◄ أنتج العديد من الأفلام منها “هاري براون” و”الأربعة المدهشون” و”إطلاقة الدم” وغيرها.
المهمة العجيبة
الحرب، كما سنرى من خلال الأحداث، لا يعود إشعالها فقط إلى رغبة قادة العالم في استخدام القوة ضد بعضهم البعض، بل إنها في الواقع ليست إلا مخططا رئيسيا خطيرا كانت قد وضعته منظمة غامضة يرأسها رجل غاضب للغاية وغير مرئي، الذي يكره حقا اللغة الإنجليزية ويوظف بعض الأشرار في التاريخ مثل راسبوتين وهو يعيش في أعالي الجبال حياة رعوية منقطعا فيها على الآخرين.
في المقابل سوف ينتقل بنا المخرج إلى إشكالية وجدانية مؤثرة في مفصل مهم من مجمل المساحة الفيلمية والتي تتعلق بالتحاق الابن كونراد بالجيش وذلك خلافا لرغبة والده والآخرين.
خلال ذلك وفي حرب الخنادق المروعة فإنه يتمكن من إخلاء جاسوس إنجليزي، وهنا يبرع المخرج في صناعة مشاهد حربية مميزة تحبس الأنفاس فيما كونراد يتحرك في وسط الانفجارات والنيران المشتعلة من جراء المواجهة الحربية والتي سوف تنتهي برصاصة تخترق رأسه بسبب الشك أنه ليس بريطانيا بل جاسوس ألماني.
وللمضي في تلك المعالجة الفضفاضة فإن دور كونراد كان الوصول إلى رسالة خاصة موجهة إلى الرئيس الأميركي في ذلك الحين، وهو الأمر الذي سوف يصل إليه لتتبع ذلك سلسلة من التداعيات التي تلت وفاة كونراد والمتعلقة بحالة الانهيار المتتالية التي دفعت قيصر روسيا إلى الاعتراف بالهزيمة والتنازل عن السلطة وتسليم خطاب التنازل إلى لينين.
ها هو لينين في لحظة زهو بالانتصار الذي أسس لثورته البلشفية بينما على الجانب الآخر ثمة الإمبراطورية البريطانية في وضع لا تحسد عليه، وهو ما يعلنه الملك وهو يزور أورلاندو ويقلد ابنه كونراد وساما رفيعا وفي ذات الوقت يشكو إليه خذلان رئيس الولايات المتحدة بالتزامن مع انهيار روسيا.
الحدث التاريخي هنا محرك أساس في دراما متشعبة تتعلق بإرادات دول وليس قناعات ولا مساعي أفراد ولهذا تبدو مهمات أورلاندو أقرب إلى الخيال والقدرات الخارقة لاسيما مع تهديد بولي مساعدته بتركه ما لم يغادر الجو الكئيب الذي تسبب به مقتل ابنه، وهو ما سوف يفعله فجأة ليعود إلى ممارسة دور الخبير الجاسوس أو رجل الدولة أو المستشار أو جميع هذه الوظائف معا.
المغامرة بالنسبة إلى أورلاندو تبدو غرائبية تماما إذ لا تعني المسافات عنده شيئا ومثال ذلك عندما اكتشف ذلك الوشاح الكشميري الأحمر الذي خنق به السكرتيرة المدسوسة في سفارة أميركا في بريطانيا، وعرف بأنه يعود إلى بقعة نائية في أعالي الجبال في القفقاس أو ما جاورها فسوف يكون هناك كالعادة هو ومساعدته بولي ومساعده شولا وذلك للمضي في المهمة إلى النهاية.
هنا ثمة حبكة ثانوية أخرى تمثلت في اكتشاف تلك الجاسوسة ولتكون سببا كافيا بالنسبة إلى أورلاندو وللمسار الدرامي للأحداث لكي يمضي في تصاعده أو لنقل لكي نواصل تلك المهمة العجيبة التي يضطلع بها أورلاندو ومساعداه.
ولكي تكتمل تلك الرحلة المثقلة بتداعيات الحرب وبالصراعات فإن عودة أورلاندو إلى الحياة الطبيعية سوف تعني انتقاله لخوض مغامرة، وذلك لمواجهة ذلك العقل الشرير المدبر للمؤامرات والحروب والمقيم في أعالي الجبال وما سوف يعنيه من قطع أنفاس وقدرات خارقة في مشاهد تعج بالخدع البصرية وتبرز ما لدى أورلاندو من قدرات تفوق الخيال، وهو يتمكن من تسلق جبال الجليد الضخمة والشاهقة وركوب طائرة شراعية والهبوط بمظلة مهلهلة وما تبع ذلك من نزالات دامية مشبعة بالمبالغات والطرائف في الحركة تعيد لك صورة طرزان أيام زمان في مغامراته العجيبة.
