أيام قرطاج الموسيقية تلغي مسابقتها وتمزج بين العالمين الرقمي والواقعي

الدورة الجديدة تهدف إلى خلق حركية ثقافية في البلاد والتعريف بموروث تونس والإنتاجات الحديثة لأبنائها وتبادل الخبرات مع منتجين وفنانين عالميين.
الخميس 2021/12/16
دعم للموسيقى المتجددة

تونس- تُقام الدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية من الثامن عشر إلى الثالث والعشرين من ديسمبر الحالي بمشاركة 40 عرضا موسيقيا من ضمنها 11 عرضا رقميا من تونس ومن 16 بلدا أفريقيا وعربيا.

وتفتتح الدورة بعرض تونسي يحمل عنوان “أي تما” يصاحبه عرض فني بصري من ألمانيا بتقنية المابينغ، وسيقام حفل الافتتاح بمسرح الجهات بمدينة الثقافة.

وعقدت الهيئة المدير لهذه الدورة برئاسة سامي بن سعيد ندوة صحافية الثلاثاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي تمّ خلالها الكشف عن برنامج المهرجان.

وأعلن بن سعيد في مفتتح الندوة الصحافية عن إلغاء المسابقة الرسمية للمهرجان في هذه الدورة، وتعويضها بتنظيم لقاءات مهنية لتمكين الفنانين التونسيين والأفارقة والعرب من تصدير إنتاجاتهم، دوليا، بطريقة أفضل وفق تعبيره.

وأضاف أن مهنيّين سيعقدون لقاءات مع الموسيقيين لتأمين “ماستر كلاس” بخصوص مشاكل التصدير الدولي التي تواجه الفنان العربي والأفريقي، بالإضافة إلى البحث في إشكالية التطوير المستدام للصناعة الموسيقية، وكذلك إشكالية حقوق المؤلف في تونس وأفريقيا والعالم العربي.

وقال بن سعيد إن العمل في الدورة الحالية سيرتكز أيضا على تبادل الخبرات مع المهنيين وإتاحة الفرصة للفنانين التونسيين للتواصل مع فاعلين في الصناعات الموسيقية وموزعين ومديري مهرجانات وناشرين وصحافيين.

وتحدّث المنظمون عن حضور 19 عملا موسيقيا من تونس، أي بنسبة تصل إلى 50 في المئة تقريبا من مجموع الأعمال المشاركة البالغة عددها 40 عملا.

وأكّد بن سعيد أن هذه الدورة ستجمع بين العروض الحضورية والعروض الرقمية. وقال إن العروض الرقمية لم تعد مرتبطة بالوضع الصحي فحسب بل فرضتها أيضا المزايا والامتيازات التي توفرها التكنولوجيا الرقمية.

وبيّن أن هذا التوجه الجديد لأيام قرطاج الموسيقية من حيث استخدام التكنولوجيا الرقمية سيمكن الفنانين من تسجيل عروض موسيقية بجودة عالية وتكاليف مالية أقل، كما تمكن من متابعتها في جميع أنحاء العالم مما يساعد على تسويق العمل وترويجه في الخارج.

وتحدّث أيضا عن توجه فريق عمل من أيام قرطاج الموسيقية إلى الكاميرون والطوغو ومالي وموريتانيا ومدغشقر ومصر لتسجيل عروض موسيقية، مشيرا إلى أن تسجيل العروض وبثها رقميا من شأنه أن يساهم في توسيع دائرة جمهور المهرجان وتسهيل نفاذ غير المطلعين منهم على بعض الموسيقات، فضلا عن اكتشاف مواهب ناشئة في تونس وأفريقيا والعالم العربي.

متعة الموسيقى

وأيام قرطاج الموسيقية تتمثل في مهرجان موسيقي ينتظم مرة كل سنتين تحت إشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية، حيث انطلقت الدورة الأولى في ديسمبر 2010، وأتت الثانية في مارس 2015، أي بعد ثلاث سنوات عن موعدها المحدد (دورة كل سنتين)، وذلك بعد ثورة يناير 2011، وما تبعها من تردّ أمني.

ويتطلع مهرجان أيام قرطاج الموسيقية إلى أن يصبح منصة عالمية لموسيقى العالم البديلة والمبتكرة في تونس وأفريقيا والعالم العربي.

وتطمح التظاهرة إلى صناعة فرص حقيقية للمبدعين وخلق روابط مع فنانين تونسيين وأفارقة وعرب ومن بلدان البحر المتوسط، والانفتاح على بقية العالم لبناء علاقات تبادل وتشارك.

وكانت إدارة الأيام تبرمج سابقا عددا من المسابقات من بينها مسابقة الأطفال (بين 6 و13 سنة) في اختصاصات الغناء والعزف والكورال، مسابقة المجموعات الحية، مسابقة الموسيقى الشعبية التونسية، مسابقة الموسيقى الإلكترونية، مسابقة “الهيب هوب”، مسابقة التميّز في العزف.

وتحاول الأيام على امتداد دوراتها التطوير من فعالياتها والاهتمام بالاقتصاد الموسيقي ومساعدة الفنانين الشبان للمضي قدما في تجاربهم الموسيقية، مؤمنة بثراء محاولات الانفتاح المستمر على التجارب الموسيقية لدول الجنوب كتونس والمغرب وفلسطين وبوركينا فاسو والكاميرون، وهي مشاريع موسيقية قوامها التجديد والثورة على السائد دون المساس من الموروث الموسيقي للشعوب.

وتهدف الأيام إلى خلق حركية ثقافية في البلاد والتعريف بموروث تونس والإنتاجات الحديثة لأبنائها ، علّهم يجدون في ضيوفهم من منتجين وفنانين عالميين سبلا لدعم مادي وشراكات فنية مثمرة.

ولا يكتفي المهرجان بتقديم العروض الموسيقية، سواء الحية المباشرة أو الافتراضية، بل يتيح لطلبة الموسيقى متابعة لقاءات مهنية يقدمها خبراء من تونس وخارجها، ويشاركهم فيها الفنانون بتجاربهم البحثية ورحلاتهم الموسيقية الكثيرة المتشبّعة بثقافات العالم وفنونها.

13