أيام قرطاج السينمائية تحتفي بذاكرة المهرجان في دورة استثنائية غير تنافسية

الدورة الـ31 تتيح لجمهور الفن السابع مشاهدة أهم الأفلام السينمائية التي عرضت منذ الدورة الأولى للمهرجان عام 1966.
السبت 2020/12/19
دورة مختلفة في زمن كورونا

تونس – انطلقت فعاليات الدورة الحادية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، مساء الجمعة، بعد جدل كبير بشأن إقامة المهرجان أو إلغاءه إثر حظر الحكومة للأنشطة الثقافية والتجمعات الكبرى وفرضها حظرا للتجول الليلي للحدّ من تفشي فايروس كورونا.

وكسرا للعادة المألوفة بعرض فيلم روائي في الافتتاح، عرض المهرجان ستة أفلام قصيرة من ذاكرة السينما التونسية، وهي "المصباح المظلم في بلاد الطرنني" للتونسي طارق الخلادي، و"الوقت الذي يمر"، لسنية الشامخي، و"على عتبات السيدة" للمخرج فوزي الشلي. بالإضافة إلى فيلم "الماندا" للتونسي هيفل بن يوسف، و"السابع" للتونسي علاء الدين أبو طالب، و"سوداء 2" للمخرج الحبيب المستيري.

وكل الأفلام المعروضة في الافتتاح هي أعمال قصيرة مقتبسة من أفلام طويلة تم إنتاجها بين عامي 1966 و1996.

وتحتفي الدورة الـ31 بالسينما التونسية وبذاكرة المهرجان، إذ ستتيح للجمهور مشاهدة أهم الأفلام السينمائية التي عرضت منذ الدورة الأولى عام 1966.

وتعرض الدورة الجديدة التي تستمر إلى 23 ديسمبر الجاري أكثر من 120 فيلما في 16 قاعة إلى جانب السجون وسينما السيارات بمأوى مدينة الثقافة.

 وقررت إدارة المهرجان إلغاء التنافس على جائزة التانيت الذهبي واكتفت بتقديم جوائز لدعم الأفلام الجديدة في طور التصوير والإعداد.

وقال رضا الباهي، المدير العام للمهرجان، إن هذه الدورة تعتبر استثنائية؛ لأنها تكيفت مع الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به تونس والعالم.
وأضاف في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح: "اشتغلنا تحت الضغط لتسليط الضوء على السينما وصناعها الذين كتبوا مع بعضهم البعض تاريخ هذا المهرجان".

واعتبر أن فلسفة المهرجان هذه السنة، تكريم لأفلام كبرى أثرت في العقود الماضية الخزينة السينمائية التونسية، فضلا عن أعمال إفريقية ذات وزن فني عظيم.

وقال رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية، يوسف بن إبراهيم، في كلمة الافتتاح إن “تنظيم الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية رغم وطأة الأزمة الصحية غير المسبوقة المتصلة بجائحة كورونا ورغم آثارها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة يترجم تعلقنا بالحياة ويعبر عن رغبتنا الفطرية في النجاح ورفع التحدي من أجل استمرار هذا المهرجان العربي الأفريقي الرائد”.

تكريم عن مسيرة فنية طويلة
تكريم عن مسيرة فنية طويلة

وأضاف “أنا على يقين أن الدورة 31 ستنتظم في أفضل الظروف كما أني متأكد من أن شجاعتكم ومقاومتكم ستؤتي ثمارها وستهدي أوفياء أيام قرطاج السينمائية ومحبيها وجمهورها ووسائل الإعلام لحظات من الحياة والجمال في أبهى معانيها”.

وكرم المهرجان في الافتتاح اسم الشاذلي القليبي (1925-2020) أول وزير للثقافة في تونس وكذلك الممثل المصري عبدالعزيز مخيون.

وقال مخيون بعد تسلمه التكريم من رئيس المهرجان رضا الباهي “تقديري لهذا المهرجان وأن أُكرم فيه، تقدير كبير جدا جدا، يفوق كل الأماكن والجمعيات والمهرجانات التي كُرمت فيها في مصر”.

وأضاف “ذلك لأن هذا المهرجان هو مهرجان عريق، وله أصالته، وعندما يأتي التكريم من أيام قرطاج السينمائية فهناك زملاء مسيرة وأشقاء يعرفون كيف يقرأون خريطة الإبداع في العالم العربي، ويميزون بين الفن الحقيقي والفن الكاذب الذي يزيف ويضلل، لهذا أنا سعيد جدا بهذا التكريم”.

وهذه الدورة استثنائية كونها تستذكر أبرز الأعمال السينمائية التي أنتجت منذ انطلاق المهرجان، بهدف تكريم صناع الفن السابع.

وتأسس مهرجان أيام قرطاج السينمائية عام 1966 وكان يقام كل عامين بالتداول مع أيام قرطاج المسرحية قبل أن يصبح تظاهرة سنوية.‎