أيام الشارقة التراثية تحتفي بـ"الحرفة والحرف" في نسختها الـ17

تمثّل أيام الشارقة التراثية حدثا حيويا في التراث الثقافي الإماراتي، بما توفره من مناخ مناسب لتعريف أبناء الجيل الحالي والأجيال القادمة بأصالة الماضي، وتمكينهم من استكشاف ذلك الزمن بكل ما فيه من عادات وتقاليد أصيلة تعبر عن الموروث الشعبي للأجداد، كما تعد أيام الشارقة التراثية انعكاسا واقعيا لهوية شعب دولة الإمارات وتجسيدا حيّا لعراقة تاريخها.
الشارقة - انطلقت، الثلاثاء، فعاليات النسخة الـ17 من أيام الشارقة التراثية، التي ينظمها معهد الشارقة للتراث حتى العشرين من أبريل المقبل، في مختلف مدن ومناطق إمارة الشارقة بمشاركة 60 دولة، وهو الحدث السنوي الذي يقدم ملامح وتفاصيل من التراث الإماراتي بمختلف ألوانه وأنماطه وأشكاله، من خلال فعاليات وأنشطة وبرامج متنوعة، وتأتي نسخة هذا العام تحت شعار “حِرفة وحَرف”.
وأكد عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، أن “ملامح وتفاصيل النسخة الـ17 من الأيام، أتت هذا العام حافلة بالعديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج الجديدة، إضافة إلى الفعاليات المستمرة سنويا، من بينها قرية الطفل والسوق، إضافة إلى حضور بيئات الإمارات الأربع التي تشهد في كل عام إقبالا وتفاعلا حيويا من الزوّار وعشاق التراث، وهي البيئة الجبلية والزراعية والصحراوية والبدوية، بكل ما فيها من عناصر ومكونات ما زالت حاضرة ويعشقها الجميع”.
وأوضح المسلم أنه سيشارك في أيام الشارقة التراثية أكثر من 600 شخص من خبراء وباحثين وكتّاب وإعلاميين من 60 دولة من مختلف بلدان العالم، من بينها السعودية وأذربيجان وطاجيكستان وأوكرانيا وكندا وبريطانيا والسودان والصين واليابان والبرازيل وإسبانيا والهند والمكسيك والنمسا والبحرين ومصر وهولندا والعراق وسلطنة عمان وسولوفاكيا والأرجنتين ونيجيريا وإيطاليا والمغرب والجزائر والأردن وفلسطين وموريتانيا وغيرها من الدول.
كما ستشارك في فعاليات الأيام التسعة عشر 40 فرقة، من بينها 22 فرقة دولية و18 فرقة محلية و22 جهة حكومية.
وأضاف المسلم أن الأيام تشهد ثلاثة معارض كبرى، هي معرض “قديمك نديمك”، للفنانة الكويتية بدور المعيلي، ومعرض “تراث فون”، وهو معرض خاص بإدارة التراث الفني في المعهد، يستعرض شخصية “بايوغرافي” لكوكبة من روّاد الطرب الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، من موسيقيين ومطربين، بالإضافة إلى بعض المقتنيات الموسيقية، ومعرض “حرف إماراتية” للفنان السعودي عبدالعزيز المبرزي، إلى جانب طرح أكثر من 31 إصدارا في المعرض. وأكد أن الأيام التراثية ستشهد في دورتها الجديدة تغييرا في تقسيم ساحاتها، بما يضفي عليها المزيد من الجمال والتألق، وسينقل المقهى الثقافي من مكانه السابق إلى “بيت النابوده” في ساحة التراث، حيث سيتم استضافة الأدباء والكتّاب والشعراء.
وتحلّ طاجيكستان ضيف شرف النسخة الـ17 من أيام الشارقة التراثية، نتيجة ما تمتلكه من مخزون ثقافي وتراثي غنيّ ومتنوع، كما تحلّ الصين ضيفا مميزا على الأيام، تفعيلا لمذكرة التفاهم مع جامعة زهيجيانج، بينما تحضر أوكرانيا ضيف أسابيع التراث العالمي لشهر أبريل 2019.
وأكد خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، حرص الهيئة على رعاية فعاليات “أيام الشارقة التراثية 2019” التي تعدّ فعالية رئيسية على أجندة الشارقة السنوية، إيمانا بدورها الفعّال في تجسيد أصالة الماضي وعراقة الحاضر لإمارة الشارقة، والحفاظ على العادات الأصيلة.
وتتحوّل منطقة التراث في قلب الشارقة مع ربيع كل عام إلى محطة أساسية وعنوان كبير لعشاق التراث والباحثين والمختصين والجمهور الراغب في التعرف على تراث العالم، من خلال فعاليات أيام الشارقة التراثية التي تحتفي بالتراث والمهن الحرفية وصنّاعه.