أياد أجنبية خلف التوتر في موريتانيا

السلطات الموريتانية تبدي عزمها على منع كل احتجاج في الشارع عقب إعلان فوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية، في بلد محروم تماما من خدمة الإنترنت بعد موجة اعتقالات لمعارضين.
الخميس 2019/06/27
محاولة لزعزعة استقرار البلاد

نواكشوط- قال وزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبدالله إن هناك “محاولة لزعزعة استقرار البلاد”، منددا بأن “أيادي أجنبية” تقف وراء الحوادث التي وقعت غداة الانتخابات الرئاسية في العاصمة نواكشوط ونواذيبو شمال غرب البلاد.

وتم بعد ظهر الثلاثاء استدعاء سفراء السنغال ومالي وغامبيا من وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي طلب منهم دعوة مواطنيهم “إلى الامتناع عن المشاركة في تظاهرات وكل ما يعكر صفو النظام العام في موريتانيا”.

وفي المجتمع الموريتاني خليط من الإثنيات العربية والأفريقية. وتم توقيف الرئيس السابق لـ“قوات التحرير الأفريقية لموريتانيا” سامبا تيام الثلاثاء نحو الساعة الـ11 مساء، في منزله من جانب رجال شرطة باللباس المدني صادروا حاسوبه ووثائقه، بحسب ما أفادت أسرته الأربعاء. وقال أحد أفراد الأسرة “جلنا على مراكز الشرطة لكننا لا نعرف أين يوجد”.

ويرأس تيام “قوات التقدم من أجل التغيير” وهو حزب صغير غير معترف به ساند المرشح كان حاميدو بابا الذي يقول إنه يسعى إلى توازن في العلاقات بين الموريتانيين ذوي الثقافة العربية- الأمازيغية ومواطنيهم من أصول زنجية أفريقية.

يذكر أن الرئيس محمد ولد عبدالعزيز كان قد تمكن من فرض الاستقرار في موريتانيا التي كانت شهدت في بداية الألفية اعتداءات لمجموعات إسلامية متطرفة وعمليات خطف أجانب، وذلك عبر سياسة ركزت خصوصا على تحسين قدرات الجيش ومراقبة أراضي البلاد وتنمية المناطق النائية.

مرشحو المعارضة الأربعة احتجوا على النتائج المعلنة معتبرين أن “من الضروري” تنظيم جولة ثانية في 6 يوليو بين أحدهم ومرشح السلطة

لكن الانتقادات لنظامه تتركز على الحقوق الأساسية وخصوصا مع استمرار وجود فوارق اجتماعية عميقة ونقص في الحريات العامة. وأبدت السلطات الموريتانية الأربعاء عزمها على منع كل احتجاج في الشارع بعد إعلان فوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية، في بلد محروم تماما من خدمة الإنترنت بعد موجة اعتقالات لمعارضين شملت مئة “أجنبي”.

وانتشر في العاصمة الموريتانية عسكريون مسلحون على مشارف القصر الرئاسي والمجلس الدستوري. وفي باقي أنحاء نواكشوط كانت زحمة حركة المرور كالمعتاد مع وجود شرطيين قرب بعض الأسواق.

في الأثناء بقي من المستحيل الدخول إلى شبكة الإنترنت المقطوعة منذ بعد ظهر الثلاثاء ما منع الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو إمكان التراسل الإلكتروني. وقطعت خدمة الإنترنت على الهاتف الجوال منذ بعد ظهر الأحد.

وأعلنت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة الأحد فوز رفيق سلاح ولد عبدالعزيز، رئيس أركان الجيش السابق محمد ولد الغزواني من الجولة الأولى من الاقتراع بنسبة 52.01 بالمئة من الأصوات.

وتقدم ولد الغزواني الذي تلقى تهاني فرنسا بفوزه، على المرشحين بيرام داه ولد اعبيدي (18.58 بالمئة) وسيدي محمد ولد بوبكر (17.87 بالمئة) وكان حاميدو بابا (8.71 بالمئة).

واحتج مرشحو المعارضة الأربعة على النتائج المعلنة معتبرين أن “من الضروري” تنظيم جولة ثانية في 6 يوليو بين أحدهم ومرشح السلطة. وتقدم ثلاثة منهم الثلاثاء بطعون أمام المجلس الدستوري للمطالبة باقتراع جديد.

4